العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ

25 خطاطاً يجمعهم الإخلاص لأصول الحرف العربي

في ملتقى الخط العربي

إنهم خمسة وعشرون خطاطاً، وخمسون لوحة فنية، ضمهم معرض وملتقى الخط العربي، الذي افتتح مؤخرا برعاية بيت التمويل الكويتي، في مركز شباب رأس الرمان الثقافي، والذي يستمر حتى 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013.

معرض وملتقى الخط العربي ضم بين جدرانه خمسين لوحة فنية، أبدعها خمسة وعشرون خطاطاً بحرينيّاً متنوعي الأجيال والمشارب الفنية، لكنهم هذه المرة يجمعهم حبهم للحرف العربي والإخلاص لأصوله الفنية البحتة، كما يصرون على تقديم أنفسهم برسائل متعددة.

حين تتجول بعينيك في المعرض تظل مشدوداً إلى أن ثمة سرّاً ما في هذه الخطوط والأحرف والتصاميم التي ضمتها الخمسون لوحة فنية، وأن شيئاً مَّا يلح عليك أن تكتشفه، ربما هو الحماس الشبابي في هذه الثلة من الفنانين الذين يجمعهم حبهم للخط العربي، والحرص على الإخلاص لأصوله وقواعده الفنية قبل كل شيء، من تشكيل أو ألوان أو أدوات أخرى.

ولذلك ليس غريباً أن تنتبه إلى أن الكثير من الحوارات التي تدور في جنبات المعرض، وعلى أطراف لوحاته، ما هي إلا إشارات لقاعدة فنية لحرف مَّا، أو همسة لطقس الكتابة أو موادها، أو التفاتة للمحة فنية لأستاذ سابق وأثره في هذه اللوحة أو تلك، أوفي طريقة كتابة هذا الخطاط أو ذاك.

ملتقى ومعرض الخط العربي يضم بين جنبيه بعضاً من فناني الخط العربي الذين لأول مرة يعرضون أعمالهم الفنية في معرض جماعي؛ ولذلك فإن هذا المعرض بالنسبة إليهم يمثل الخطوة الأولى في تعرّف الجمهور عليهم، كما يمثل خطوة أخرى في طريق النضج الفني والخروج من العزلة والفردية الفنية إلى مجال التداول، وإعلان مواهبهم، ومشاركة الآخرين إبداعاتهم الفنية.

في ملتقى ومعرض الخط العربي تحس أن روحاً جماعية - لجيل من الخطاطين من تلاميذ وأساتذة - بدأت تتشكل أخيراً في كيان فني يجمعها تحرص فيه على رعاية الإبداع لكل فرد فيها، والإشادة بلمسات كل خطاط بينها، والالتفات إلى ما يميز كل منهم عن الآخر.

في معرض وملتقى الخط العربي تحس أنك في ورشة عمل مستمرة، وربما أن ذلك راجع إلى الروح التي احتوت عليها بعض اللوحات الفنية كونها نتيجة دراسة للشكل وما يكشفه لك مدى الانسجام في اللوحة والاتزان في التصميم بل وأحيانا المواءمة بين الشكل والمضمون في بعض اللوحات الفنية.

وهذا الإحساس أكده ما سبق المعرض من جلسات فنية بين مجموعة الخطاطين في شكل ورش مفتوحة للتدرب، والمحترف الفني المتخصص لتمهن الكتابة وفنون الخط العربي هذا المحترف جمع هؤلاء الشباب من خطاطين وخطاطات حتى أصبحت روحه تتألق في لوحاتهم وتتقد من كلماتهم.

في هذا المعرض تجد أن اللوحات اختلفت بحسب خبرة كل خطاط وتمرسه في إتقان هذا الخط أو ذلك، ولذلك فقد تعددت الخطوط بين الديواني وتقوساته الفنية، والجلي الديواني وتشكيلاته المتعددة، والثلث وتكويناته المتداخلة، والنسخ واستقامته، والفارسي في توازنه بين الامتلاء والنحافة، بما يعكس تميز كل خطاط عن آخر، واختياره ما يستجيده من خط أو يفضل الظهور به حين العرض.

شارك في معرض الخط العربي من ضمن الخمسة والعشرين خطاطاً كل من سلمان أكبر، وعزيز قاسم، ومحسن غريب، وعلي الجد، وعبدالحسين العبو، وعلي شهاب، وقاسم حيدر، وكميل أبوزهيرة، وأحمد السعيد، وحسين الشاخوري، وموسى الخزاز، ، وحسين الزامل، وسيد حسن الساري، وكميل عاشور، ومحمد النشمي، وحسين فتيل، وعلي مليح، وريم العريض، وعيسى السعيد، وحسين التيتون، وعلي البزاز، وفاطمة السيد، وسيدمحمد كاظم وقاسم العنصرة.

وتصاحب المعرض مجموعة من المحاضرات وورش العمل في مجال الخط العربي يقدمها خطاطو الملتقى حتى نهاية المعرض حيث يقدم عزيز الجمري أولى المحاضرات في (29 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعنوان: «والفجر»، فيما يتحدث عن خط النسخ علي السوار في 30 نوفمبر، أما سلمان أكبر وعلي شهاب فينتديان في لقاء مفتوح حول أسرار لوحة الجلي ديواني، أما ختام المحاضرات فمع قاسم حيدر حول الخط الكوفي، وتبدأ جميع الفعاليات في السابعة بمقر مركز شباب رأس الرمان بالمنامة.

العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:58 ص

      رأس الرمان تتنفس الفن

      لم تتوقف رأس الرمان يوما من تنفس الفن .منطقة صغيرة..تضم عالما من الابداع ... ومازال المركز إشعاعا لكل المبدعين ... جهود مبيرة تقف وراء ابتكارات الشباب. وشكرا للناقد الخبير أ حبيب حيدر لنظرته .المتميزة..

    • زائر 13 | 3:53 ص

      ثقافة إسلامية

      جميلٌ أن تبرز مثل هذه الفنون التي تظهر الثقافة الاسلامية ..

    • زائر 6 | 3:42 ص

      مبروك لكل المشاركين

      مبروك لكل الخطاطين والمشاركين وشكراً علي جهودكم في حفظ الخط العربي

    • زائر 3 | 3:26 ص

      رائع جداً

      انجاز رائع ومتميز .. ونحن بحاجة لمثل هذه البرامج والمعارض التي تظهر قدرات أفراد المجتمع التي طالما حُبست .. بالتوفيق للجميع

    • زائر 2 | 3:18 ص

      أهمية الفنون

      إنما تقاس الحضارات بالفنون التي تقدمها، والخط العربي يمثل أرقى مستويات الرقي وهو أهم الروافد الفنية للثقافة الإسلامية، وأمامه وقفت كثير من الحضارات الأخرى مذهولة لا تملك سوى الإعجاب وهو ما قال فيه الفنان بيكاسو "إن أقصى نقطة أردت الوصول لها وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليها" وذلك لما يملكه من أسمى مراتب التجريد الفني والإخترال الجمالي وهي ذات النقطة التي بذلت كثير من الفنون سبيلها للوصل لها. نتمى أن ترعى مثل هذه الفعاليات من قبل المؤسسات الرسمية وكل التوفيق للقائمين عليها.

    • زائر 1 | 2:21 ص

      واخيرا

      واخيرا خرجنا من مرحلة الانفراد الى العالم الخارجي

اقرأ ايضاً