تستمد شخصية الإمام الحسين (ع) سر خلودها وديمومة حضورها من خلال عشق الله ومحبته وارتباطه الوثيق به سبحانه وتعالى، وسلسلة الكلمات والمواقف الأخلاقية والتربوية العالية المضامين، والتضحيَّات والقرابين الجليلة التي قدَّمها في سبيل الله وإعلاء كلمته.
أولاً: إشراق المعرفة
المعرفة في شخصية الإمام الحسين (ع) تُعتبر علامة بارزة في كل سيرته وحياته، ويكفي أن نذكر مقطعاً من دعائه العظيم في يوم عرفة وهو قوله: «مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ إلى دَليل يَدُلُّ عَليْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الآثارُ هِيَ الَّتي تُوصِلُ إِلَيْكَ، عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْها رَقيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً». كلماتٌ قليلة لكنها تُمثل طريقاً قصيراً ودقيقاً للمعرفة الحقَّة وهي بحسب ما يعبر عنه علماء الكلام «مَعْرِفَةُ الذَّاتِ الْمُقَدَّسَةِ بِذَاتِهَا»، وهو جوهر برهان الصدّيقين.
ثانياً: إشراق العشق الإلهي
لاشكَّ أنَّ المعرفة الحقيقية للإنسان تجعله يترقَّى في مقامات القُرب والعشق الإلهي حتى يصل إلى حالة الفناء في معشوقه الأزلي، ويبلغ درجة مَنْ «كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ، ولِسانَهُ الَّذي يَنطِقُ بِهِ»، ولكن شريطة أن تشمل هذه المعرفة سائر وجوده، وتستحوذ على جميع تفاصيل حياته.
جسَّد الإمام صلوات الله عليه هذا العشق في طول حياته الشريف وعرضها، وتجلَّى بشكل واضح في نهضته المباركة، فإليه تُنسب هذه الأبيات التي هي في الواقع كشفٌ عن حالة العشق والعرفان الخالص والصادق:
إِلَهِي تَرَكَتُ الْخَلْقَ طُرّاً فِيِ هَوَاكَا
وَأَيْتَمَّتُ الْعِيَالِ لِكَيْ أَرَاكَا
فَلو قَطَّعْتَنِيِ فِي الحّبِّ إِرَباً
لمَاَ مَالَ الفُؤَادُ إِلَى سِوْاكَا
ثالثاً: إشراق التسليم
روى البغدادي عن أمير المؤمنين (ع) قوله: لأنَْسِبَنَّ الإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسِبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلاَ يَنْسِبُهَا أَحَدٌ بَعْدِي: الإِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمَ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينَ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقَ هُوَ الإِقْرَارُ، وَالإِقْرَارُ هُوَ الأَدَاءُ، وَالأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلْ». وإِنَّ الإمام الحسين يُعدُّ مِمَّنْ سطَّر أروع ملاحم الصبر والتسليم والرضا بقضاء الله والتفويض إليه، فقد نقل الرواة والمحدِّثين في كتبهم أنَّ الحسين لمَّا قُتِل ولده الرضيع بسهم حرملة بن كاهل الأسدي في منحره قال لأخته زينب: «خُذِيهِ، ثُمَّ تَلْقَى الَدَّمَ بِكَفَّيْهِ، فَلَمَّا امْتَلَأَتْ رَمَى بِالدَّمِ نَحْوَ السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي، أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّهِ تَعَالَى»، وصرَّح المؤرخ ابن الأثير في كامله: «حَمَلَ النَّاسُ عَلَىَ الْحُسَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ... فَتَفَرَّقُوا، فَمَا رُئِيَ مَكْثُوُرٌ قَطُّ قَدْ قُتِلَ وَلَدُهُ وَأَهلُ بَيْتِهِ وَأَصْحَابُهُ أَرْبَطَ جَأْشَاً وَلاَ أَمْضَى جِنَاناً وَلاَ أَجْرَأَ مَقَدْمَاً مِنْهُ».
مناجاة في ساحة القرب
نقل السيد المحقق المقرم في مقتله أنَّ الحسين ناجى ربه في لحظاته الأخيرة قائلاً: «صَبْراً عَلَىَ قَضَائِكَ يَا رَبِّ! لاَ إِلهَ سِوَاكْ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، مَا لِي رَبٌّ سِوَاك، وَلاَ مَعْبُودَ غَيْرُكْ، صَبْراً عَلَى حُكْمِكَ يَا غِيَاثَ مَنْ لاَ غِيَاثَ لَهُ، يَا دَائِماً لاَ نَفَادَ لَهُ، يَا مُحْيِيَ الْمَوْتَى، يا قَائِماً عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، أُحْكُمْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ». فَسَلاَمٌ عَلَىَ الْحُسَيْنِ فِيِ يَوْمِ وِلاَدَتِهِ وَشَهَادَتِهِ وَبَعَثِهِ سَيِّداً لِلشُّهَدَاءْ (ع). وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
أحمد عبدالله
«مشعل»في كل مرة يجلس في مركبة أبيه يسرح مع عالمه الصغير الجميل البريء، يسرح مع جهازه الصغيرالمهدى له في عيد مولده، يستمتع بمشاهدة مسلسل الصراع الطويل المستمر بين «توم وجيري»، عالم الصراع بين القط والفأر... على ماذا؟ على قطعة جبن!
تصوروا صراعاً طويلاً تنزف فيه الدماء على قطعة من الجبن، تماماً كما شاهدها أيضاً من تلفاز الدنيا الواقعي في القنوات العربية اليومية في صراع الحكومات العربية مع ما تدعيه ضد مكافحة الإرهاب والإرهابيين، التي نزفت فيها الأموال مع الدماء، واختلطت فيها الأشلاء بالأنساب، وانهارت فيها المبادئ والمباني، وتشققت فيها الجدران والأحلام، وأسقطت فيها الأحكام على الأبرياء... من أجل ماذا؟ من أجل تثبيت الأنظمة، التي طبلت وزمرت ورقصت لها أميركا، وفي النهاية تبخرت الآمال كالزبد «فأَمَّا الزَّبدُ فَيَذْهَبُ جَفَاءً وأمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسُ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ» (الرعد: 17).
مياه الأمطار الخطر السنوي الذي هدد وعرى دولاً نفطية تغطي مخزونها النفطي كل دول العالم وتشبع أموالها رمق كل فقراء العالم وتقضي على المجاعة، بينما هي تقف عاجزة عن إيقاف سيول مياه الأمطار في عقر دارها!
سنين طويلة مضت والمشهد يتكرر لمشعل... كل مرة ركب مركبة أبيه قاصداً المدرسة يتخطى برك السباحة وهو يستمع لراديو الوطن الذي كان يقطعها عنه بأنباء تساقط أبنية في دول عربية وخليجية وأسقف وغلق طرق إلى أن تتعدى الأخبارإلى موت العشرات، وما أن تنتهي هذه النشرة حتى يعود مشعل إلى مسلسله الثاني الواقعي من تلفاز الدنيا... صراع توم وجيري الذي يشبه الصراع غير المتكافئ بين الحكومات ذات الأنياب الطويلة والمخالب المقوسة والمعارضات المسالمة، فمكالمة هنا وأخرى هناك لأبيه تنقله تماماً إلى واقع أبيه اليومي المرير الذي يعيشه يوميّاً، إن من أجل مواطن مسحوق يطلب حقه المصادر، أو من جار أبيه يسأله عن قفصه الجديد (بيته) متى يؤويه ويستره مع أسرته.
هذه المشاهد والكلمات الحزينة التي يسمعها بين فترة وأخرى بقيت راسخة في أذهانه وفي ذاكرته التي يشاهد فيها نفس الوجوه، ونفس الشخصيات، ونفس المطالب، التي تتكرر له، حتى سماع دقات عقارب الساعة في منتصف الليل، معلنة للحكومة انتهاء اللعب والتمثيل على الشعب ليسدل الحاكم الستار معلناً مسرحية جديدة للشعب ممثلة في انتخابات وقرارات تحت الطاولة!
يومها لم يفهم مشعل بعد من هذه اللعب ولا من هذه التمثيليات شيئاً! إلا عندما صحا على صوت عادم مركبة أبيه القديمة، التي عاد إليها حيث لم يعد يرى مركبة أبيه الفضائية ذات المقاعد الجلدية، ولا توم ولا جيري والتي كان يتباهى ويتفاخر بها مع أصدقائه، بل عاد إلى مركبته البخارية، ولم يعد يسترق السمع لمكالمات أبيه من هاتفه النقال بل وجد أباه خارجاً من ذاكرة الزمن، ومحذوفاً من رزنامة الأيام، ومجهولاً من الناس، بل يظل هاتف أبيه صامتاً طوال اليوم ما خلا مكالمات من أمه اللحوحة بين فترة وأخرى تطلب إليه جلب الخضراوات والفواكه واللحم والدجاج!
مهدي خليل
ثرثرة مبعثرة في أركان غرفتها التي يفوح منها الطلاء الوردي الحديث. ووالدتها فوق رأسها: «سيطلع بدر أنوثتك وسيكتمل نجم سعدك إذا تزوجتِ». البنت في دار أهلها، مهما بلغت أسمى وأرفع درجات الفردوس تبقى كالمتقلبة فوق سرير أهلها العتيد.
جنة زوجك قاحلة أو عقيمة تبقى أفضل ألف مرة من جنة أهلك، الرجل معدنه المرأة.
أما هو، فهو ملكها السامي إذا قلدها نسبه، ازداد شأنها وترقى قدرها بين الناس. وبدأت شقيقة زينب تحيك خيطاً جديداً من الحديث، وراحت تغزل حديثاً أسود حول الزواج، وما يترتب عليه من السعادة والهناء والرغد في العيش: «دورة حياتك على وشك الانتهاء... نهار شبابك صبغه غسق الشيخوخة، وشعرك أصبح كالفجر الطالع، فإلى متى تبقين بلا زواج يا شقيقتي؟».
ولم يخطئ نجم تنبأت الأم والأخت به... برقت نجوم سعد (زينب) فعلاً وطلعت في مدارها. وقبل أن يعقدا القران، كللها هذا الزوج الموعود بأريج الحديث وتبره، ونحت لها من أضلعه عرشاً تتربع فوقه، وقطف من معسول الحديث أجود أنواعه وأطيبه، وقدمه لها على طبق من الوعود.
لن يغضبها، لن يجرحها، بل سيصبح من أجلها ولداً مخلداً، ويشتري لها الجنة بأشجارها وأنهارها، ويخيرها أن تسكن في فردوسها وعدنها أو أن يبحث لها عن جنة أخرى، إن لم تعجبها جنة الله الموعودة.
ما ألذ نهر سلسبيل السعادة التي وعدتها بها أمها وشقيقتها، يجري في جداول التيقن بصفائه وعذوبته وبرودته.
بدأ بطر معارفها الشديد يتراقص في برامج الهواتف الذكية.. التبريكات تنهال كالوابل عليها.. اتصالات.. رسائل.. زيارات من غير موعد.
الجميع سعيد.. الجميع يتراقص فرحاً بخطبة فتاتهم دمثة الإقبال والحضور الطاغي. أما هي فتقاسمت وجهها النحيل الأسمر خيبة أمل، وهاجت أمواج الحزن داخل حلقها تكاد تصارع كبرياءها، وتفيض من عينيها الدموع.
باحت إلى شقيقتها الصغرى نزراً من الحديث: «الجميع سعداء بهذا الزواج إلا أنا أشعر بمجهول يمد يده نحو صدري، ويعتصر قلبي، وجيب فؤادي يرسل أنفاسي إلى الهلاك».
ترمي شقيقتها ابتسامة في تقاسيم وجهها المضنى، وترسل لها تباشير من السعادة: «الظلام يسحب دامسه والفجر يدفع نوره وكليهما في صراع لكشف الحقيقة، فتبشري بالخير دائماً، وابدأي يا شقيقتي. وحكايات الحسد ليس موسم أو فصل ينتهي.. بل هي ظاهرة كارثية تسكن عالم البشر».
وأطرقت سمعها.. دمرت قلبها المقبوض، تتساءل بوجع:
«ما الذي ينقص زينب ابنت الحاج علي حتى لا يحق لها زوجاً كهذا؟.. والله قلبي مقبوض من هذه الخطبة.. سترك يا الله».
تسارعت عجلة الزمن، وانجلى غبار الأمور، اصطدمت في جدار الواقع، واختفى الزوج من الجنة.. وطُردت زينب من نعيمها.
تنزل إلى كوكبها القاحل تبحث عنه.. أين ذاك الرجل الذي كان يرمي فوق ديباجي الذي اشتراه لي مكنون السعادة؟ أين ذاك الذي قد زجَّ بي في السقر بعد أن أسكنني النعيم؟
سحب خيط بريقه من كوكبها شيئاً فشيئاً. أمها أرهقها العمر فلم تستطع أن تجوب الصحاري والآفاق تبحث عن سعادة ابنتها، بل اختصرت طريقها إلى محكمة الطلاق. وجُل ما يطرق أذني (زينب) هي ضجة القيل والقال فقط.
إتلاف الممتلكات جريمة عمدية تتحقق من خلال تعمد الجاني ارتكاب فعل الإتلاف أو التخريب بالصورة التي حددها القانون واتجاه إرادته إلى إحداث الإتلاف أو التخريب وعلمهُ بأنه يحدثه بغير حق وهي جريمة تروع الآمنين وتهدد الأمن العام لذا تصدى لها المشرع الجنائي بقانون العقوبات البحريني في المادة 409 والتي نصت على أنه (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبالغرامة التي لا تجاوز مئة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين من هدم أو أتلف أموالاً ثابتة أو منقولة أو جعلها غير صالحة للاستعمال أو عطلها بأي طريقة. وتكون العقوبة الحبس إذا نشأ عن الجريمة تعطيل مرفق عام أو أعمال مصلحة ذات منفعة عامة أو إذا ترتب عليها جعل حياة الناس أو أمنهم أو صحتهم في خطر. وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على خمس سنين إذا وقعت الجريمة من عصابة مؤلفة من خمسة أشخاص على الأقل، وللمحكمة أن تلزم الجاني بدفع قيمة الشيء الذي أتلفه). أما إذا كان الغرض من جريمة الإتلاف هو غرض إرهابي فإن المتهم يقع تحت قانون الإرهاب وفي هذه الحالة ستكون العقوبة أقصى من عقوبة قانون العقوبات ذلك أن هدف الجاني هو ترويع وإخافة الآمنين من المواطنين والمقيمين.
أركان الجريمة
الركن الأول فعل مادي هو الهدم أو الإتلاف
لا يشترط أن يكون الإتلاف أو الهدم تاماً بل يصح أن يكون جزئياً ومن شأنه جعل الشيء غير صالح للاستعمال أو تعطيله ولا يحتم القانون وقوع الإتلاف بطريقة معينة غاية ما هناك أن الإتلاف لو حصل بالنار أو استعمال المفرقعات فقد يدخل الفعل تحت نصوص الحريق العمد أو استعمال المفرقعات.
كما يشترط لتوافر الركن المادي أن يقع الإتلاف على أي مال ثابت أو منقول إلا ما خرج من حكمهِ بنص آخر وقد نص قانون العقوبات على أحوال كثيرة أخرجها من حكم المادة سالفة الذكر وفرض لها عقوبات خاصة أشد والبعض الآخر أخف.
الركن الثاني القصد الجنائي
إن القصد الجنائي في جريمة الإتلاف يتحقق متى تعمد الجاني إحداث الإتلاف أو التخريب أو التعطيل أو الهدم مع علمه بأنه يحدثه بغير حق، وهذا مجرَّم قانوناً.
الأمثلة على جرائم الإتلاف والتخريب:
• قيام مجموعة مكونة من خمس طلبة بتكسير وإتلاف المدرسة الحكومية التي يتعلمون فيها قد يعرِّض هؤلاء إلى الطلبة إلى عقوبة قد تصل إلى خمس سنوات سجن.
• قيام مجموعة من الخارجين على القانون بتعطيل شبكات الكهرباء أو الماء أو هدم مبانٍ ذات نفع عام كالحدائق والمنتزهات العامة فإن العقوبة في هذه الحالة قد تصل إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات.
• قيام شخص بتحطيم كاميرا السرعة (الرادار) قد تصل العقوبة إلى الحبس ثلاث سنوات.
تدُكُّ أصفادُ أعناقٍ إذا مُشِقَتْ
فتعبِرُ الهمزةُ الأرواحَ إذْ تُشجَبْ
وتستقرُّ بِها في عُمقِ أمشجةٍ
حتى إذا حَبِلَتْها كانَت المَأرَبْ
تُعانِقُ النُّور في حاءٍ لأحمدِها
ويولَدُ الحُزنُ فيها دامياً أصخَبْ
تُراكَ أيُّ مُصابٍ قَد أَحَلَّ بها؟
حتى أنينَ بُكاها مِنهُ يُسْتَعجَب!
تعَودُ حَبلى بهَمٍّ ليسَ يُنصِفُها
تشدُّ إزرَ أخيها قبلَ أن يُسلَبْ
قاسَتْ من الشُّؤمِ أهوالاً مُسلِّمةً
قُربانها وبَكَتْ دمعاً بها يُنصَب
وأَسْبَلَت جفنَها حتى إذا ركعتْ
خرَّتْ جلوساً ودمعُ العينِ لا ينضَب
فعــانَـقَـتْ صـبـرها لـلهِ داعـيـةً
حتى بُكاها عن الأيتامِ لا يُحجَب
يا قوم ما سَوَّلَت من ظُلم أنفُسَكم؟
حتى سبيتُم بناتَ المُصطفى الأنجَب
قتلتـمُ مَـنْ هُـمُ لـلآلِ مَـسْـكـنـةً
سَلَبْتُمُ خِدرَ بِنتَ المُرتَضى زينَب
زينب السنيني
العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ