قال عضو زمالة المدمنين المجهولين جواد العرادي بأن نسبة المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بسبب تعاطيهم المخدرات تتراوح ما بين 70 إلى 75 في المئة، لافتاً خلال حديثه إلى «الوسط» بأن ذلك يتم من خلال استخدام المتعاطي لأبر ملوثة وانتقال المرض إليه.

وأشار إلى أن الزمالة تقدم برنامج خاص للمدمنين لكيفية التعامل مع أشخاص مصابين بمرض عضال والتي أكثرها مرضى «الإيدز» والتهاب الكبد الوبائي، إذ قال: «إن المصاب بمرض الإيدز تحديداً بسبب التعاطي قد يصاب بحالة من الإحباط واليأس لدرجة قد يفكر فيها في الانتحار وإنهاء حياته، أو أن يقوم بمواصلة التعاطي والإفراط فيه أيضاً بدافع أنه مريض وسيموت بسبب المرض وأن لا جدوى من توقفه عن التعاطي في هذه الحالة».

وأضاف بأن البرنامج يحاول أن يخرج المصاب بهذا المرض من هذه الحالة ويساعده على التوقف عن التعاطي فضلاً عن مساعدته على التعايش مع مرض الإيدز وذلك من خلال ورش عمل ومحاضرات ومجموعات دعم تتناول قصص إيجابية من الواقع.

وتابع بأن من بين تلك القصص التي تدفع الشخص المصاب بالإيدز والراغب في التعايش مع المرض والتوقف عن التعاطي على حد السواء، رجل يفوق عمره الخمسين وأصيب بالإيدز وأن الأطباء ذكروا له بأن المرض في مراحل متقدمة وأن صحته ستدهور وسيموت في فترة أقصاها ستة شهور وأن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، مستدركاً بأن هذا الرجل أصابه اليأس والإحباط وتدهورت حالته النفسية، إلا أنه بسبب انخراطه في برنامج علاجي ونفسي تمكن من مواصلة حياته ومر على ذلك زهاء الثماني سنوات ومازال متعايشاً مع مرض الإيدز واستطاع التوقف عن التعاطي والشفاء من الإدمان.

وتابع بأن الحالات والقصص كثيرة وجميعها تركز على النظرة الإيجابية للحياة وأن الشخص المصاب بالإيدز يستطيع بإدرادته ومساعدة الآخرين تجاوز ذلك والتركيز على هدف واحد وهو التمسك بحب الحياة والرغبة في تنفس هواء نقي والعيش بنظافة.

وفيما يتعلق بتواصل الزمالة مع وزارة الصحة، أشار العرادي إلى أن هناك تواصلاً دائماً وأن الزمالة تقوم بعقد اجتماعات وندوات وفعاليات في المراكز الصحية بشكل مستمر وأن هذا التواصل أسهم في تعرف الشباب المدمن على البرامج العلاجية التي تطرحها وزارة الصحة وإعلامه بأن هناك علاجاً للمصابين منهم بالإيدز وإعطائهم الأمل في التعايش مع المرض وبالتالي تسهيل مهمة انقطاعهم عن التعاطي.

وأضاف بأن الزمالة أيضاً من خلال تواصلها مع الوزارة تعرفت على برامج علاج مرض التهاب الكبد الوبائي والذي يصاب به كثير من المتعاطين.

وفيما يتعلق بعدد المدمنين في مملكة البحرين، ذكر بأن هناك 20 ألف مدمن في البحرين وأن هناك تخوفات من زيادة عدد مرضى الإيدز بزدياد عدد المدمنين، لافتاً إلى أن ذلك الرقم هو عدد المسجلين والراغبين في العلاج، وقال: « لابد وأن هناك أعداداً كبيرة لمدمنين من الشباب والمراهقين فضلاً عن كثير من المتعاطين للكحول كأسلوب ونمط حياة، وأود أن أشير هنا إلى وجود ظاهرة لدى كثير من الأسر البحرينية وهي التستر على المصاب بالإيدز أو المتعاطي وذلك خوفاً من الناس ولدواعٍ اجتماعية ونقول لهم بأن هذا الأمر ليس في صالح المريض وإنه من الأفضل أن يتلقى علاجه وتأهيله النفسي ليعيش حياة أفضل».

وأرجع العرادي تزايد تلك الظاهرة أيضاً إلى «تخوف» الأسر من ما تصفه بـ «الفضيحة» ونظرة الناس إلى العائلة وما قد يلحق بها من سمعة وربط اسمها بالمدمن أو المصاب بالإيدز، مشيراً إلى أن تخوف الأسر راجع إلى عدم ثقتهم بسرية التعاطي مع هذه الحالات في الجهات ذات الصلة.

وأضاف بأن كثيراً من الأسر تقوم بالبحث عن العلاج في الخارج لأبنائهم من المدمنين أو المصابين بمرض الإيدز وذلك خوفاً من المجتمع، مستدركاً بأن ذلك قد يسهم في تعافي المريض نسبياً إلا أنه يكون أكثر عرضة لانتكاسة قوية بعد عودته في الأمكان نفسها وتعامله مع الأفراد ذاتهم، مبيناً بأن المريض يحتاج أن يتلقى علاجه النفسي وكيفية مواجته لتلك الأماكن والأفراد والمشاعر التي كان يعيشها ويتعامل معها إبان إدمانه ليستطيع مواجهتها.

وبين بأنه وخلال عمله في الزمالة وتعاطيهم مع مشاكل بعض الأسر فيما يتعلق بالإدمان عن طريق الخط الساخن لاحظوا تشديد الأسر على أهمية السرية في التعامل لاستمرارهم في العلاج والمتابعة.

ورأى ضرورة أن يتم مد جسور التواصل بين الأسر ووزارة الصحة على سبيل المثال والتأكيد لهم بسرية الحالة وأن النتائج لا تعلن أو تدرج ضمن نظام الوزارة الرسمي، لافتاً إلى أن عدم تلقي مريض الإيدز العلاج وتستر الأهل عليه وعدم علمهم بطرق التعايش السليمة مع المرض أمر من شأنه أن يؤثر على حياته وحياة الآخرين.

وأكد على ضرورة إيصال فكرة بأن مريض الإيدز أو التهاب الكبد الوبائي هو مريض وله حقوق المريض وأن على الجهات ذات العلاقة التعامل معه وفق هذا المبدأ.