العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ

القطان: سلامة الصدر من الحقد والضغينة من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن سلامة الصدر من الحقد والضغينة، يعد سبباً من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة، مؤكداً أن سلامة الصدر تأتي بحب الخير للآخرين، وحسن الظن بهم، وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، إن سلامة الصدر وطهارته، تبدو واضحة في حب المسلم الصادق الخير للناس جميعاً، وسروره بما يسوق الله إلى عباده من نِعم، وفي براءة نفسه من حمل الحقدِ على إخوانه وإضمار الضغينة لهم، وفي طهارة قلبه من الفرح بآلامهم، والسرور بما ينزل بهم من مصائب». وأوضح أن «سلامة الصدر وطهارته، تعني سلامته من كل غل وحسد، وحقد وكراهية وبغضاء على الناس والمسلمين، وهي من أعظم الخصال وأشرف الخلال، ولا يقوى عليها إلا الرجال».

وذكر أن سلامة الصدر ونقاءه، مفتاح المجتمع المتماسك، الذي لا تهزه العواصف، ولا تؤثر فيه الأحداث والفتن والمحن، متسائلاً: «كيف يا ترى يكون مجتمع تسوده الدسائس والصراعات والمؤامرات والفتن، وتمتلئ قلوب أفراده غشّاً وحسداً وحقداً وكراهية وأمراضاً؟ أفذاك مجتمع أم غابة وحوش وذئاب؟».

وأضاف «سلامة الصدر فيها صدق الاقتداء بالنبي (ص) ، فقد كان أسلم الناس صدراً، وأطيبهم قلباً، وأصفاهم سريرة. وشواهد هذا في سيرته كثيرة، ليس أعظمها أن قومه أدموا وجهه يوم أحد، وشجوا رأسه، وكسروا رباعيته، فكان يمسح الدم عن وجهه الشريف».

وأشار إلى أن «السلف الصالح من الصحابة وآل بيت النبي الكريم والتابعين (رضي الله عنهم)، ضربوا أروع الأمثلة في سلامة الصدور وطهارة القلوب، اقتداء بنبيهم (ص)، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب، فلقد كانوا (رضي الله عنهم) صفّاً واحداً، يعطف بعضهم على بعض، ويرحم بعضهم بعضاً، ويحب بعضهم بعضاً».

وأضاف أن «المرء لا ينقضي عجبه من ذلك الجيل الرباني الصالح الكريم، الذي رباهم رسول الله (ص) وصنعهم على عينه، حيث إن قلوبهم بقيت صافية وسليمة، طيبة السريرة، على رغم ما وقع بينهم من فتن كبار، أشهرت فيها السيوف، واشتبكت فيها الصفوف، وقتل فيها من قتل، فلا إله إلا الله، ما أطيب المعشر وأكرمه».

وواصل القطان عن سلامة الصدر، مبيناً أن لسلامة الصدر أسباباً وطرقاً لابد من سلوكها، فمن تلك الأسباب، الإخلاص لله تعالى والإقبال على كتابه الذي أنزله شفاء لما في الصدور، فكلما أقبلت يا عبدالله على كتاب الله تلاوة وحفظاً، وتدبراً وفهماً، صلح صدرك وسلم قلبك».

ونوّه إلى أن «من أسباب سلامة الصدر دعاء الله تعالى أن يجعل قلبك سليماً من الضغائن والأحقاد على إخوانك المؤمنين، وتبتعد عن سوء الظن فإنه بئس سريرة المرء»، مضيفاً أن «من طرق إصلاح القلب وسلامة الصدر إفشاء السلام بين المسلمين».

وقال: «تلك هي سلامة الصدر بما كانت عليه من فضل وعاقبة، غفل عنها الكثيرون منا، فبتنا لفقدها نرى أسبابا للتشاحن والكراهية والتباغض تنخر في جسد الأمة المنهك، لتنكأ جراحه وتفري عظامه، فتزيد من آلامه وفرقته. نسأل الله جل وعلا أن يجمع شتاتنا ويؤلف بين قلوبنا ويطهرها من النفاق والرياء والشقاق وسيئ الأخلاق».

وأكد أن «صلاح ذات البين لا يكون إلا بسلامة الصدر من تلك الآفات، لذا فإن دين الإسلام حرص حرصاً شديداً على تأليف قلوب أبناء الأمة، بحيث تشيع المحبة، وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع».

وأفاد «من الطرق لسلامة الصدر- التماس الأعذار، وإقالة العثرات، والتغاضي عن الزلات، والدفع بالتي هي أحسن، فليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة، ومنها: البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح، والهدية والمواساة بالمال فإنها تذهب وحر الصدر، فلا شك أن مثل هذه الهدية كفيلة في الغالب بإذهاب ما في القلب، فهذه من العلاجات الشرعية، ومنها الإيمان بالقدر، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة، رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسداً لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه».

العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً