العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ

قاسم: سكوت الجانب الرسمي عن الاعتداء على امرأة في عالي جريمة مشتركة

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

وصف خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز، الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة)، حادثة الاعتداء على امرأة في منطقة عالي قبل يومين، بأنه «فعل سخيف قبيح ساقط لعين، والسكوت عليه من الجانب الرسمي ‏جريمة مشتركة».

وتساءل قاسم «ماذا أراد من ظهرت صورته وهو يكبس امرأة مؤمنة كلّها وقار ‏وحشمة حريصة على حجابها في وسط دارها؛ لأنها صرخت أو حاولت، وهي العزلاء أمام ‏مدججين بالسلاح، تخليص فلذة كبدها من عذابهم الغليظ الذي مزّق قلبها؟».

وأضاف في تساؤله «ماذا أراد غير أن يعمّ السخط الشعب، أوليس الفاعل مسلماً؟ أوليس الذي أمره مسلماً؟ أوليس الذين وصلهم خبره من مسئولين بكل ‏مراتبهم ومواقعهم من سلّم السلطة مسلمين، يعرفون ماذا يعني هذا الفعل المنكر البشع الجبان، من ‏استهتار واستفزاز وتحدٍّ واستخفاف بالضمير المسلم وغيرة الشعب المسلم ودينه وحميَّته؟».

من جهة أخرى، قال قاسم، إن المعارضة لا تطالب بتدخل في الشئون الداخلية، ولكن «ما يُطلب من الدول الصديقة للبحرين هو ضغط سياسي» يؤدي إلى نتائج إيجابية، مؤكداً أن «لا نرضى بأي تدخلٍ ‏يضر باستقلال» البحرين.

وذكر قاسم، أن «الحل الحقيقي للأزمة الحقيقية ولسائر المشكلات التي يفرزها الوضع السياسي ‏المنحرف، لا ينفصل بأي حالٍ من الأحوال عن إصلاح هذا الوضع نفسه والأخذ به إلى المسار ‏الصحيح».

وشدد على أن «لا حل بلا إصلاحٍ سياسي، لا ارتفاع لمشكلة انتهاك الحقوق بلا حلٍ سياسي، ومطلب هذا الشعب ‏اليوم فيما يتصل بالمسألة السياسية هو مطلب كل شعوب العالم المعاش اليوم من مرجعية الشعب ‏في سياسة بلده... وأن تكون الكلمة الحاسمة للشعوب لا للسلطات».

وأشار إلى أن «الإدانات كثيرة من المنظمات الحقوقية في الخارج والمجامع الدولية، وحتى الحكومات الصديقة ‏لانتهاك حقوق الإنسان في أرض البحرين، بما يعاني منه هذا الشعب الأمرّين، ولكنها لم تعد تجدي ‏شيئاً، وخاصة بفعل ما يصاحب إدانات الدول الكبرى من مجاملات للطرف الذي يستمر في انتهاك ‏هذه الحقوق، بما يمثل افتراءً على الواقع رعاية للمصالح المادية، التي تقدمها هذه الدول، ولا تملك ‏أية قيمة حتى من القيم التي تنادي بها هي نفسها شيئاً من وزنٍ أمامها».

ولفت إلى أنه «وحتى توصيات لجنة التحقيق التي شكلتها الجهة الرسمية استمر التلاعب بها وتجميلها وتجميل ‏ما هو المهم منها كل هذه المدة، وبرغم دعم الجهات الخارجية لها وإعلان السلطة قبولها بها».‏

وتحدث قاسم عن أن «كثيراً من البلاد العربية التي لايزال الصراع قائماً فيها، بين شعوبها وحكوماتها، تسعى الحكومات ‏فيها إلى إطفاء النار، وإخماد لهيبها، والتوصل مع شعوبها إلى حلول عن طريق الحوار والتفاهم، ‏وإعطاء عددٍ من التنازلات من قبلها، هذا الاتجاه صار يسود البلاد العربية التي تعيش الصراع، ‏أكثر البلدان التي تعيش هذا الصراع تتجه هذا الاتجاه لعجز الأسلوب الأمني عن إنقاذها».

وفي سياقٍ ديني، تحدث إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، عن الخطابة الحسينية والمنبر الحسيني، مبيناً أن «للخطابة الحسينية من الانتشار في كل الأوساط المؤمنة على مستوى العالم، ومن الاستمرار في ‏كل أيام السنة ولياليها، ومن الإقبال على حضور مجالسها، ما يجعلها من أهم المصادر للتغذية ‏الفكرية للأمة وتلقي الإسلام، والوقوف على رؤاه ومفاهيمه وأحكامه وآدابه، وزرع قيمه وأخلاقه ‏في النفوس والتربية في ضوئه، وصناعة الرأي العام حول قضايا المجتمعات وأحداث ساحة الحياة ‏على أساس رؤية الإسلام الخاصة، ونحن نعلم أن حضور هذه المجالس من كل الشرائح والطبقات ‏على اختلافها مما يوّسع أثر هذه الخطابة ويعطيها أهميتها الخاصة».

وأكد أن «رقي الخطابة الحسينية رقيٌ للمجتمع، وأثره الإيجابي شأنهُ عظيم، ونفعهُ كبير عليه وخدمته عالية ‏وواسعة للإسلام، وفي تدنّي الخطابة وإسفافها والخلل فيها آثار مدمرة للإسلام والمسلمين، رقّيها ‏يعطي رقياً لصناعة المجتمع المسلم، ويقدم صورة عن الإسلام قريبة لما هو عليه في أصالته ‏وإشراقه».

وقال: «إن التدني في مستوى الخطابة الحسينية إساءة بالغة الخطورة على الفكر الإسلامي والرؤية الإسلامية، ‏وصدق الدين ونزاهته وأصالته، وتربية المجتمع المسلم وواقع المسلمين وتفاعلهم مع الإسلام، ‏ومدرسة أهل البيت عليهم السلام، والاستجابة لمقتضيات الدين حتى ليمكن أن تكون هذه الخطابة ‏على ما هي عليه لو أعطيت حقها كما يجب من مكانة عالية وقيمة فذة يمكن أن تكون وهي كذلك ‏في طبيعتها الذاتية سبباً لتشويه الإسلام، والحط من قدره، والتنفير الفكري والنفسي منه ومن ‏ممثليه الحقيقيين من الرسول (ص) وأهل بيته (ع)، وأن تكون طريقاً ‏إلى الإضلال عنه وعنهم، وتحقير ما هو وهم عليه من شأنٍ عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقيمة ‏عالية لا يُدرك منها ما يمكن إدراكه إلا أهل البصائر».‏

وأضاف «فالخطابة الحسينية بما لها من شأنٍ كبير، ودورٍ مؤثر بالغ الأهمية، وانتشارٍ واسع، وديمومة ‏واستمرار، لا يصح للمجتمع المؤمن أن يتساهل في أمرها، أو يفرط في شأنها ويتركها لاجتهادات ‏الأفراد وإن قصرت، وجهودهم وإن قصرت، لا يصح أن يترك بابها مفتوحاً لكل مشتهٍ وإن كان لا ‏يملك القابلية والتأهل لشغل هذا المنبر الشريف المهم لما له من تأثير ضخمٍ على القضية الحسينية ‏والإسلام كله، وإيمان المجتمع المسلم واحترامه للإسلام وتقيده به، وواقع الرأي العام فيه بشأن ‏القضايا المهمة التي تستجد في حياته».

ونوّه إلى أنه «لا يصح أن يُترك لأي ناطقٍ من أي مستوىً وإن كان من مستوى طالب الإعدادية أن يتحدث باسم ‏الحسين عليه السلام واسم القرآن والإسلام. ونظلم المنبر الحسيني في وضعه الحاضر أن نقول إن الذين يرقون أعواده لا توجد من بينهم ‏كفاءات عالية، نجدها في البلاد المختلفة ومنها البحرين، هناك كفاءات علمية وتتوافر على ‏الإخلاص وتقدّم وعياً وأفكاراً إسلامية بناءة، وتساهم في تربية المجتمع تربية إسلامية راقية صالحة، ‏وتشد قلوب المسلمين إلى مدرسة أهل البيت (ع) وذلك في عددٍ ممن يرقون هذا المنبر ‏الشريف».

وتابع «‏ونجافي الواقع ونتجاوزه حين ننكر وجود أفكارٍ ساقطة وما يشبه الخرافات ووجود الاجتهادات ‏الفجة التي لا مستند لها في المهم من قضايا الإسلام -هناك اجتهادات فجة في المهم من قضايا ‏الإسلام بينما لا تملك أي برهان - وما هو حاصل من ضعفٍ وقصورٍ وارتباك فكري وتهافت في ‏الطرح وأفكارٍ مرتجلة غير مدروسة مما يجد سبيله للمنبر الحسيني ويهبط بمستواه ويسيء إليه».

وواصل حديثه عن المنبر الحسيني، بالقول: «إذا بقي المنبر الحسيني تعاني ‏خطابته مما تعاني منه اليوم من قصور وضعف وأخطاء وتقصير فإن الفارق بينه غداً وبين ما ‏سيصير إليه مستوى الأمة من ناحية فكرية وثقافية ونقدية أكبر منه اليوم بكثير مما يضاعف ‏المشكلة، ويسيء إلى قضية الإمام الحسين عليه السلام والإسلام بدرجةٍ أكبر، ويتيح للمتربصين بهذا ‏المنبر أن يحققوا أملهم في عزل الأمة عنه وإسقاطه».

العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 11:00 ص

      كن منصف مع الكل اذا تدعي الانصاف

      لماذا لم تتحدث عندما تم الاعتداء على فتاة في سلماباد وتم كسر سيارتها ايضا وعن الفتاة التي تم الاعتداء عليها عند المرفأ المالي! هل لانهم ضد توجهاتك ومذهبك

    • زائر 32 | 9:03 ص

      محمد

      شكلك ما تعرف بكل الفضائح ؟؟ خلصنا وقول كلنا مجرمين من المعارضة للحكومة ...

    • زائر 31 | 8:29 ص

      صراحة

      مافى شعب فى العالم صبر على الظلم مثل الشعب البحرانى واقول لكم ياشعبى انه الصبر وراه مفتاح الفرج واقول لكم لاتياسو عن مطالبكم والله راح ياخد الحق المسلوب والله كريم

    • زائر 29 | 4:47 ص

      ابا سامي

      حفظك الله

    • زائر 28 | 3:55 ص

      الكيل بمكيالين

      لماذا يا شيخ تكيل بمكيالين؟ هنا تسأل الحكومة عن سكوتها عن الاعتداء على امرأة ، ايضا التي تم الاعتداء عليه في سلماباد امرأة مثلها ما الفرق يا شيخ بين الاثنتين؟

    • زائر 25 | 3:29 ص

      لنعم ما تطرحه

      أبا سامي
      لنعم ما تطرحه ما قيم و مبادئ
      فاللهم يارب أطل عمره

    • زائر 24 | 3:20 ص

      يامنتقم

      يامنتقم يامنتقم انتقم

    • زائر 23 | 2:53 ص

      يعلمون ذلك ياشيخ ويعلمون اكثر من ذلك

      وباءا على ماذكرت سيخرج مسئول هنا ومسئول هناك ويدين العمل في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وبذلك ياشيخ قدمت لهم مادة اعلامية دسمة لتلميع صورهم امام المجتمع الخارجي والمحلي بان السلطة حملت ادانة الشيخ قاسم على محمل الجد وهي تباشر التحقيق في هذه القضية فماذا تريدون اكثر من ذلك ؟ وبهذا تصبح السلطة وخصوصا في نظر المجتمع الدولي صفحة ناصعة البياض كما هي محل اشادة دولية بالنسبة للجان التي تنبثق هنا وهناك من لجنة تقصي الحقائق واخرها لجنة التظلمات

    • زائر 21 | 1:35 ص

      اترك الخطب السياسيه يا قاسم

    • زائر 20 | 1:28 ص

      الأولى

      كان المفروض ان تربي المرأه ابنها عدل

    • زائر 18 | 12:30 ص

      تبرير وزارة الداخلة غير مقنع

      المفروض استدعاء الشرطة النسائية للتعامل معها بدل استخدام رذاذ الفلفل. على كل حال تقرير بسيوني اثبت الكثير من الحقائق التي أنكرتها وزارة الداخلة قبل التقرير.
      اعتقد عندما تعرض ... ومن على منبر الجمعة لشريحة كبير من المجتمع بأقدر العبارات تعتبر فتنة يا وزارة الداخلة لو على ناس وناس.

    • زائر 15 | 12:16 ص

      نطلب من الله المدد

      حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم إنتقم لنا من من ظلمنا وإعتداء على حرماتنا وما النصر إلا من عندك يا الله خذ لنا بحقنا يا قوي يا عزيز

    • زائر 14 | 12:13 ص

      مسلمون

      وأضاف في تساؤله «ماذا أراد غير أن يعمّ السخط الشعب، أوليس الفاعل مسلماً؟ أوليس الذي أمره مسلماً؟

    • زائر 12 | 11:52 م

      {{{ كلمة حق }}}

      وتحدث قاسم عن أن «كثيراً من البلاد العربية التي لايزال الصراع قائماً فيها، بين شعوبها وحكوماتها، تسعى الحكومات ‏فيها إلى إطفاء النار، وإخماد لهيبها، والتوصل مع شعوبها إلى حلول عن طريق الحوار والتفاهم، ‏وإعطاء عددٍ من التنازلات من قبلها، هذا الاتجاه صار يسود البلاد العربية التي تعيش الصراع، ‏أكثر البلدان التي تعيش هذا الصراع تتجه هذا الاتجاه لعجز الأسلوب الأمني عن إنقاذها
      وهل مصر ايضا يا الشيخ عيسى ينطبق عليها حديثك ؟؟!! القانون قانون وهيبة الدوله بقوانينها 000وشكرااا

    • زائر 11 | 11:47 م

      يا قاسم

      للاسف يا شيخ عيسى قاسم الوضع كل ماله بالسقوط ولا يوجد اي فرج ...

    • زائر 8 | 11:09 م

      كلمة حق

      وسكوتك عن الاعتداء على رجال الأمن وعلى الأسيويين االابرياء وجرائم الحرق والتخريب وترويع الناس ....

    • زائر 6 | 10:33 م

      كلمة حق تصدر من رجل لا يخاف في الله لومة لائم الله يحفظك يا شيخنا ياصمام الأمان في البحرين

    • زائر 5 | 10:12 م

      حفظك الله شيخنا وهذه جريمة تضاف الى السجل الأسود

    • زائر 4 | 10:07 م

      الويل من عذاب الله

    • زائر 3 | 9:25 م

      مع الحق

      ليته يقول للمخربين الارهابين الذين يهاجمون رجال الامن با الملتوف و حرق الاطارات في الطرقات والشوارع لايذاء عباد الله وحرق وتخريب المنشآت الحكوميه
      كفوا عن هذه الاعمال حرام لايجوز في ديننا الاسلامي __ ولاكن؟؟؟ الله المستعان

    • زائر 2 | 9:04 م

      مو ذابحنه الا التحفظات

      نريد شجاعة وصراحة بشأن نبذ وتحريم كل الممارسات والطقوس والبدع التي يُخيل لأصحابها انهم يعظمون شعائر الله بدء من اللطم على الصدور و الظهور والسلاسل و السيوف و التشبيهات و الأكفف النحاسية(الراية).
      ثم مايطرح علي المنابر بتصفية الروايات الكاذبة التي تتفنن في ذغذغة مشاعر المعزين واسكاب الدمعة
      أحاديث بأن الزيارة تعادل عن 1000حجة! وان الدمعة تغسل الذنوب وووو
      سب بعض الشخصيات خاصة الخلفاء الراشيدين وزوجته المصطفى الا ما ذكرك التاريخ!
      كل هذا وغيره نريد شجاعة ! نصرة للحسين ع

    • زائر 1 | 8:48 م

      لا أظن الاعتداء على المرأة أو الطفل بالشؤ الجديد! فقتل النفس أعظم منه !

      تفيض احاسيسكم و وحماسكم عندما يتجدد موقف فلا اظن ان الاعتداء على النساء أو الأطفال بالشي الجديد ، أو اشد من قتل النفس المحترمة !

اقرأ ايضاً