يعتبر البريطاني طوني ووترز من أقدم النشطاء الأجانب المهتمين بالرعاية والرفق بالحيوانات في البحرين، وأوضح ووترز خلال لقاء قصير أجرته «الوسط» معه، أنه بدأ هذا النشاط في البحرين منذ 30 عاماً ولايزال فيه حتى الان رغم كلفته المادية الكبيرة وعدم وجود الدعم الكافي لاستمراره.

بداية، هل لك أن تخبرنا نبذة بسيطة عنك؟

- انا بريطاني مقيم في البحرين منذ نحو 30 عاماً، وقد كان مقر سكني في العدلية ومنها لقرية كرانة لمدة سبع سنوات تقريباً، ومن ثم في قرية سار حتى الان.

وكيف بدأ اهتمامك في الاعتناء والرفق بالحيوان؟

- لديّ بنت اسمها سارة وهذه القصة كانت منذ 30 عاماً، عندما شاهدت ابنتي أحد الكلاب الضالة ولم تتوانَ عن أخذه ومساعدته، وأثناء ما كان لدينا بادرت شخصياً بمعرفة بعض الاساليب لكيفية الاعتناء به، وتولدت لدي قناعة حينها بضرورة المواصلة في هذا الطريق.

هل واجهت أي صعوبات طوال هذه السنوات التي مارست فيها ايواء والاعتناء بالحيوانات؟

- من أهم الصعوبات هي المادة، فالحيوانات الموجودة لديّ حالياً، 150 كلبا، و150 قطا، وبعض الأغنام والحمير، وجميع تلك الحيوانات تكلفني شهرياً 5 الاف دينار، وهذا مكلف جداً بالنسبة لي، لأني لا أعمل حالياً ومعتمد اعتماداً أساسياً على تبرعات البعض للاستمرار.

وهل واجهت بعض المشاكل خلال ممارستك لهذه الهواية في البحرين؟

- نعم واجهتني، فقد تم اعتقالي لثلاث مرات تقريباً وذلك بسبب تدخلي لانقاذ الحيوانات نتيجة سوء المعاملة لهم من قبل أصحابهم، ومع ذلك مازلت مستعدا لتحمل المزيد من أجل إنقاذ أي حيوان تتم معاملته بسوء.

لكن ما ردك، على أن النشطاء المهتمين بالرفق في الحيوان يدافعون عن الحيوانات ويتجاهلون الانسان؟

- لو أخذنا المسألة بالعقل لوجدنا ما يلي: رغم البطش والظلم ضد الانسان من قبل أي جهة وشخص، فإنه يستطيع أن يتكلم، يبوح، يشكو، بل هناك من يتجاوب مع ألمه وصراخه، وقد يترافع عنه في أي محفل وموقع، ولكن ماذا عن الحيوانات والطيور، لو تمت معاملتهم بسوء وتم تعذيبهم، فكيف يصرخون، وكيف يشكون ذلك... وهذا الفرق نحن نقول انه يوجد للانسان جمعيات ومؤسسات وأشخاص جل اهتمامهم العمل والسعي لتحقيق مطالبه، بينما لا يوجد للحيوانات والطيور إلا القليل من الاشخاص للاعتناء بهم.

ماذا تقول عن تعرض بعض الأطفال والأشخاص للهجوم عليهم من قبل الكلاب الضالة في بعض المناطق؟

- أولاً إنني أوجه نصيحتي إلى هواة ومربي الحيوانات بضرورة التقيد والحرص على سلامة الآخرين، وعدم ترك الكلاب في الخارج دون مراعاة للمارة، كما أنصح الناس تجنب المواقع الموجودة فيها الكلاب الضالة والمبادرة فوراً بالاتصال بي أو بالجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم تجاه هذه الكلاب، والعمل على ترويضها.

هل واجهت بعض الحالات المؤلمة للحيوانات؟

- نعم، منذ فترة وجيزة تم إحضار كلبة إلينا، تعرضت لحادث مرور متعمد، وقمت بالذهاب بها لواحدة من العيادات بالهملة فتم استئصال رجلها بعد عمليتين، وهي الآن بخير، وهذه واحدة من القصص المؤلمة كثيراً لتعذيب الحيوانات.

كم تحتاج من الوقت لترويض الحيوان؟

- بعض الحيوانات مثل القطط والكلاب لا تأخد منا الكثير، لكن الامر يتطلب متطوعين، وللأسف فإن الاهتمام بهذا الشي في البحرين قليل جدّاً.

هل تشجع الناس على اقتناء الحيوانات بمنازلهم؟

- أشجع سياسة تبني الحيوانات وليس شراءها، فأنا من اشد المعارضين لبيع وشراء الحيوانات، وأنصح الجميع بمبادرة التبني والتطوع والرفق بالحيوان، وهذا ما أقوم شخصياً بتوفيره في مأوى الحيوانات لدي هنا.

هل بالامكان فتح منزلك لاستقبال الزوار وتعريفهم ببعض الأمور الخاصة بكيفية الاعتناء بالحيوانات والطيور؟

- ليس فقط للزوار، ولكن المنزل مفتوح أيضاً لمن يريد التبني لأحد الحيوانات والقطط، بمجرد ملء الاوراق الخاصة بالتبني مع ضرورة التأكد من الاعتناء بالحيوان، يتم تسليم الحيوان إلى الجهة التي تريد ذلك، كما أن المجال مفتوح لمن يريد التطوع للاعتناء بالحيوانات والطيور الموجودة هنا.

هل بامكانك استقبال أطفال الروضات وطلاب المدارس في زيارات ميدانية؟

- نعم، فالجميع مرحب به هنا في أي وقت، كما ارحب بأية جهة تنوي التبرع، فأنا شخص واحد ولست بجمعية ولا توجد لدي جهة تدعمني غير التبرعات المحدودة.

بعيداً عن الحيوانات والطيور، ماذا وجدت في البحرين طوال فترة اقامتك؟

- طوال 30 عاماً عشتها هنا بين القرى، فإنني أستطيع القول، إن شعب البحرين لا مثيل له، شعب طيب ومحترم ولو كان غير ذلك لما تمكنت من الإقامة طوال 30 عاماً.

هل تطلع على الصحف البحرينية؟

- للعلم فانا كنت اتحدث اللغة العربية بعد ان تعلمتها لكن نسيت الكثير منها لعدم ممارستها، اما عن سؤالك فانا اعرف صحيفة «الوسط» جيداً وأتابعها بين الحين والآخر لمعرفة بعض الأخبار.