قد يبدو غريباً إن أخبرتك أنني سأتشقلب الآن على الطاولة أو الكرسي الذي أمامك، إلا أن الأمر يعد عاديّاً جدّاً بالنسبة إلى رياضيين يُعرفون بلاعبي الباركور الذين يجدون في التنقل باستخدام مجموعة من الحركات والشقلبات متعة خاصة ترافقهم في حياتهم.

تسللت هذه الرياضة الفريدة بروح الأكشن والمغامرة التي تملؤها لعقول فئة من شبابنا البحريني، الشاب حسين فيصل عبدالعال (24 عاماً)، أحد هذه الوجوه التي استهواها فن الباركور.

شابٌّ بحريني يهوى فن «الشقلبات في الهواء»

المنامة - أماني الشويخ

قد يبدو غريباً إن أخبرتك أنني سأتشقلب الآن على الطاولة أو الكرسي الذي أمامك، إلا أن الأمر يعد عاديّاً جدّاً بالنسبة إلى رياضيين يُعرفون بلاعبي الباركور الذين يجدون في التنقل باستخدام مجموعة من الحركات والشقلبات متعة خاصة ترافقهم في حياتهم.

تسللت هذه الرياضة الفريدة بروح الأكشن والمغامرة التي تملؤها لعقول فئة من شبابنا البحريني، الشاب حسين فيصل عبدالعال (24 عاماً)، أحد هذه الوجوه التي استهواها فن الباركور، فكان لـ «الوسط» معه هذا اللقاء:

أين نشأ هذا الفن، وكيف بدأت بممارسته؟

- نشأ في فرنسا على يد الأب الروحي لهذه الرياضة ديفد بيل، والباركور هو فن حركي يمكنك من الانتقال من نقطة إلى أخرى باستخدام مجموعة من الحركات، تعرفت عليها عن طريق مجموعة من الشباب على شبكة الإنترنت، وهم أعضاء من فريق الباركور، واليوم أنا أحد أعضاء هذا الفريق بقيادة محمد سعد المؤسس لفريق الباركور البحريني، والذي عمل جاهداً وضحَّى كثيراً من أجل تأصيل جذور هذا الفن في البحرين.

كيف كانت ردة فعل والديك تجاه ممارستك هذه الرياضة؟

- في البداية كان هناك الكثير من التحبيط والرفض لحداثة هذ الفن عليهم وعدم وضوح طبيعته، لكن وبعد أول عرض قدمته مع زملائي في الفريق كان بحضور الأهل، اكتشفوا أنه فنٌّ حركيٌّ جميل وليس كما كانوا يتصورون.

ما هي المهارات والتمرينات التي تتطلبها ممارسة هذه الرياضة؟

- تحتاج هذه اللعبة إلى أن تشعر أنك كالماء، وعليك أن تكسر الحدود التي تضعها لنفسك والخوف الذي قد يتملكك، فتمضي في طريقك دون أن توقفك تلك الحواجز التي تحاول أن تعوق طريقك، وكباقي الرياضات تحتاج الباركور إلى التدرج في الأداء، فنبدأ بالحركات الأساسية ثم يُدخل كل فرد في الفريق حركاته الخاصة، فالجميل في هذه الرياضة إمكانية الإبداع وابتكار الحركات وإدخال الأنظمة الخاصة في التدريب من قبل اللاعبين.

في العادة أين تمارسون استعراض هذا الفن؟

- في الأماكن العامة، كممشى الاستقلال وحديقة الشيخ خليفة، كورنيش الملك فيصل، قلعة البحرين، وحديقة البديع.

ما هي ردات الفعل التي تتلقاها من الجمهور أو ممن تمارس أمامهم هذه الحركات؟

- بطيبعة الحال هناك فئة تتقبل وتبدي اعجابها، وفئة أخرى ترمقنا بنظرات استغراب، وهناك من لا يعجبه هذا الفن ولا يتقبله، ففي النهاية لا نستطيع أن نثير إعجاب كل الناس.

هل تعرضت للسقوط أو الإصابة أثناء أدائك إحدى الحركات؟

- واحد، اثنان، ثلاثة... في الحقيقة لا يمكنني إحصاء عدد الإصابات.

ألم تفكر في ترك الباركور بعد كل هذه الإصابات؟

- على العكس تماماً، فهذه الإصابات أعطتني دافعاً وإصراراً على ممارسة اللعبة وإتقانها.

كشاب ممارس لهذا الفن، هل تعتقد أن الشباب البحريني يمارسه من باب التقليد للغرب؟

- هو فن جميل، ورياضة كباقي الرياضات في العالم، تسعى إلى توحيد العالم كله، فلا أظنه تقليداً أعمى كما يظنه البعض.

هل هناك مراكز تدريب تتبنى تدريب وتطوير هذه الرياضة في البحرين؟

- نحن في فريق الباركور البحريني نعمل على نشر هذه الرياضة، فننظم دورات نعلم فيها الأساسيات لهذا الفن بمبلغ رمزي يصل ل15ـ دينار لمدة 20 ساعة، كما أننا نحاول قدر المستطاع تمويل هذا الفن من جيبنا الخاص لتوفير معدات آمنة للمتدربين الجدد، ليس هناك مراكز لهذه الرياضة فنحن نتدرب في في بيوتنا وفي المرافق العامة، ولا توجد أي جهة تحتضننا.

ألا يوجد دعم حكومي لهذه الرياضة في البحرين؟

- أبداً، فنحن منذ شهر مارس / آذار 2010 تقدمنا بطلب صالة تخص لاعبي الباركور حتى وإن كانت صغيرة الحجم، المهم أن تشكل ملتقى رسميّاً يجتمع من خلاله لاعبو الباركور في البحرين، إلا أننا وحتى اليوم لم يصلنا أي رد.

ما هي علاقتكم بلاعبي الباركور في الدول الأخرى؟

- على اتصال دائم بهم، فنزورهم ويزوروننا، أقرب دولة إلينا وفيها أكبر تجمع للاعبي الباركور في الخليج هي دولة الكويت بحكم وجود عدد من الصالات المخصصة لهذا الفن، وأربع فرق محترفة معترف بها في المنظمة العالمية للباركور بقيادة مهدي باقر، وهو اسم عربي كبير في هذه الرياضة.

هذه الرياضة خطيرة وتحتاج لتدريب، ما نصيحتك لمن يحاول ممارستها دون تمرين؟

- هذه الرياضة تحتاج إلى قوة عضلية، وتمارين التسخين والتمدد، والأهم وجود شخص متمرس في هذه الرياضة.