العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ

كلارك لـ «الوسط»: مستعدون لمساعدة البحرين لإدارة الموارد المائية

مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك - تصوير : محمد المخرق
مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك - تصوير : محمد المخرق

أبدت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، في لقاء مع «الوسط»، استعدادها لتقديم الخبرات المطلوبة للبحرين من أجل تحديد الاستراتيجيات المطلوبة من أجل إدارة كفؤة لموارد المياه واستخداماتها.

كلارك لـ «الوسط»: نستطيع العيش من دون نفط لكن لا نستطيع العيش بلا ماء

المنامة - ريم خليفة

اختار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، العاصمة البحرينية المنامة لإطلاق تقرير «إدارة الموارد المائية في المنطقة العربية: بين تأمين العجز وضمان المستقبل»، أمس الأول الخميس (28 نوفمبر / تشرين الثاني 2013).

وفي هذا الصدد، قدمت مديرة البرنامج الإنمائي هيلين كلارك التقرير محذرة من نشوب حروب إقليمية وعالمية بسبب ندرة المياه إذا ما تم وضع خطط واستراتيجيات على صعيد كل دولة لإدارة المصادر وحوكمة استغلال الموارد، مشيرة إلى الحاجة إلى تحول السياسات المائية العربية من إدارة العرض إلى إدارة الطلب بنهج مستدام، ومن إدارة الأزمات إلى التخطيط طويل الأجل، وأن تجابه المنطقة العربية التحديات التي تفرضها ندرة المياه وأن تتصدى لها بجدية، إذا ما أرادت تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وبلوغ مستويات من الازدهار يتمتع بها الجميع، وإدراك مستقبل تسوده التنمية الإنسانية المستدامة.

«الوسط» التقت مع مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك في مقر «بيت الأمم المتحدة» بالمنامة، وكان اللقاء الآتي:

لماذا أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريره عن حوكمة المياه في المنطقة العربية من البحرين، وهل هذا مؤشر على أن منطقتنا تعتبر من المناطق المهددة بأزمة المياه المقبلة؟

- تحدثنا مع وزراء الخارجية حول التقرير في نيويورك، وقد كان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة كريما ودعانا إلى إطلاق التقرير من البحرين وذلك لأهميته، ولاسيما أن البحرين لديها مشكلة مع المياه، وقد كانت البحرين غنية بمياه الآبار والعيون، لكنها أصبحت قليلة، والآن تعتمد على تحلية المياه، لذلك فهناك الكثير من القضايا التي ترتبط بالسياسات الحالية في دول الخليج التي تعتمد على أنظمة تحلية المياه. والبحرين تمثل تحدياً في موضوع المياه، وهناك دول أخرى مثل اليمن وجيبوتي ليست لديها موارد مالية ولا تستطيع تحلية الماء، ولذلك فان القضايا مترابطة وهي تشكل تحدياً كبيراً لجميع الدول في المنطقة.

استراتيجية متكاملة

هل نحن مقبلون على أزمة مياه؟

- مع تغير المناخ وازدياد الحرارة، فإن جميع القضايا تتعقد، والتحديات أكبر، فان الحاجة الآن يجب أن تركز على إدارة الطلب على الماء في المنازل والمصانع والزراعة، اذ لا يمكن إغفال استخدامات الماء بصفتها جزءاً أساسيّاً في استرا تيجية الحوكمة، وكلها يجب ان تكون ضمن استراتيجية متكاملة؛ لأن الماء ثروة ثمينة جدا، ولا يمكن الاستمرار على النهج الحالي. في نهاية الأمر، فانه بالإمكان أن نعيش من دون نفط (عندما ينفد النفط)، لكننا لا نستطيع أن نعيش من دون ماء. إن دول مجلس التعاون الخليجي تنظر إلى الأمن المائي ضمن أولوياتها، وستجد التقرير مناسباً ومفيداً لها في تحديد كيفية التعامل مع هذه الأولوية.

أهمية الوعي

كيف ننشر الوعي في الأوساط الرسمية، وفي المجتمع بشأن هذا الموضوع؟

- الأمم المتحدة تقدم نصائح في جانب التعليم ونشر الوعي، وهذا التقرير يقول يجب أن نحدد قيمة مناسبة للماء بصفته ثروة ثمينة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واضح بأنه يجب أن تكون التوجهات نحو الماء باعتباره ثروة وطنية ثمينة جدّاً يجب أن تدار ضمن خطة واضحة المعالم، والتقرير يحدد الكثير من الخطوط العامة والتوجيهات في هذا الشأن. وهناك الحاجة إلى الاستثمار في أنظمة فعالة لإدارة المياه، وهناك مثلا الأنابيب التي توصل المياه، وكيف نضمن أنها لا تسرب هذه الثروة الثمينة، وهناك حاجة لكسب ثقة المستهلك وقناعته، وأيضاً إلى تسعير الماء بما يعكس قيمته الحقيقية، وان يكون هناك استثمار في البنية التحتية.

مياه الأمطار والبحرين

هل يمكن الاستفادة من مياه الأمطار عند تساقطها؟

- أعلم أنه كان هناك تساقط للأمطار في البحرين، وهي ليست كثيرة إذا أخذناها على مدار العام، وأي استثمار سيحسب كلفة إنشاء خزانات لتجميع هذه المياه، وفي كل الأحوال فان الحاجة قائمة للنظر في مجمل القضايا المتعلقة بالمياه. في برمودا مثلا لا يوجد لديهم أي مصدر للمياه، ولذا فإنهم يعتمدون فقط على مياه الأمطار، وبالتالي فإنهم مضطرون إلى اعتماد تخزين المياه المتساقطة، وحتى منازلهم مصممة لتلقط كل مياه الأمطار وتجميعها للاستخدام.

كيف سنستفيد من التقرير في البحرين؟

- البحرين لديها إدارة حكومية مخصصة للمياه، وهم سيجدون التقرير مفيداً لهم، ونحن على استعداد لتقديم الخبرات المطلوبة لتحديد الاستراتجيات المطلوبة من أجل إدارة كفوءة لموارد المياه واستخداماتها. والتقرير يوجه إلى الطلب، وينظر إلى أهمية إدارة الطلب على الماء من المنازل والمنشآت والمزارع، وينظر إلى وسائل أفضل لاستخدامات المياه، ومنع التسرب ومنع التبذير والإسراف.

ضد الطاقة النووية

هل تؤيدين استخدام الطاقة النووية لتحلية المياه، مثلا؟

- أنا من نيوزيلندا، ونحن من أشد المعارضين لاستخدام الطاقة النووية، واعتقد في الخليج لديهم الشمس والرياح والأمواج، ويمكنهم تطوير هذا القطاع بشكل أكبر، ويمكن استخدام هذه الطاقة المتجددة في تحلية المياه. البحرين ودول الخليج لديهم موارد مالية لاستحصال مياه بطرق متطورة، وحتى يمكن الاستفادة من أمواج المحيط الهندي، وهذا ممكن تكنولوجيا.

المهم أن يكون التفكير على مستوى المنطقة، وأن يعلم من يفكر بهذا الأمر أن هناك خبرات متوافرة عالميا، وان البحرين يمكنها أن تكون رائدة في هذا المجال.

العدد 4102 - الجمعة 29 نوفمبر 2013م الموافق 25 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً