العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ

المحرق يثبت أنه أعلى من مستوى الدوري «الدايخ»

في بادئ الأمر أرجو من القارئ الكريم والمعنيين بالأمر تقبل بعض ملاحظاتي المتواضعة والتي سأسردها في هذا المقال، والقصد من ورائها نقد بناء صريح بعيد عن التجريح والتقليل من شأن الآخرين، وهدف هذا النقد المصلحة العامة للكرة البحرينية من منطلق غيرتي على سمعة ومستوى الكرة في مملكتنا الغالية البحرين.

أولا: لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص التهنئة إلى نادي المحرق العريق إدارة بقيادة ربان السفينة الحمراء الشيخ أحمد بن علي آل خليفة واللاعبين والجهاز الفني وجمهوره المخلص على تحقيق بطولة كأس خليفة بن سلمان (الدوري) للمرة الـ 31 في تاريخه البطولي والطويل، فإن فوز المحرق بهذه البطولة الغالية لهذا العام جاء ليسكت كل الأفواه والأصوات التي تعالت (بمناسبة أو من دون مناسبة) خلال الثلاث السنوات الماضية، وادعاؤها بأن المحرق من دون المجنسين لا يحقق البطولة، وكان موضوع المجنسين كالشماعة التي يعلقون عليها فشلهم في اللحاق بالمحرق وبطولاته، ونسوا أو تناسوا أن المحرق ومنذ تأسيس هذا النادي العريق في العام 1928 كان ولا يزال صديقا حميما للبطولات وحقق غالبيتها إن لم تكن جميعها بسواعد أبنائه المخلصين الأوفياء على مر الأجيال على جميع المستويات العمرية ومن دون مجنسين أو محترفين. فما دامت الروح القتالية موجودة وحب الفانيلة الحمراء الغالية متوارث على مر السنين والعقود فليس هناك خوف على هذا الفريق العريق.

وحتى لا أكون منحازا كثيرا لفريق المحرق، فإن الواقعية والعقلانية تفرضان أنفسهما (حتى لو زعل البعض). نعم المحرق فاز ببطولة بدوري كأس خليفة ولكن كان مستواه متذبذبا في بعض المبارات ولم يظهر بمستواه الحقيقي خلال هذا الموسم، وعلى رغم ذلك ومع ارتفاع وتطور مستوى بعض الفرق المنافسة للمحرق وظهورهم بمستوى أحسن من المواسم الماضية، فمثلا (الأهلي تقدم مستواه ويملك فريقا متطورا من الشباب الواعدين، وكذلك الرفاع الذي نظم صفوفه وقدم عروضا جيدة، والبستين ظهر بمستوى ممتاز في البطولة الآسيوية والدوري، والرفاع الشرقي الذي قدم مجموعة جيدة من الشباب الصاعد وقدم مستوى طيبا، وكذلك بعض الفرق الأخرى) ولكن على رغم كل ذلك لم يستطع أحد من هذه الفرق (مع احترامي للكل) اللحاق بالمحرق، إذا فإن المحرق حقق البطولة على رغم مستواه المتقلب، وهذا دليل قاطع بأن مستوى المحرق أعلى بكثير من مستوى دورينا (الدايخ)، والجميع أكد تدني مستوى الدوري هذا العام، وهذا أحد أسباب تدني مستوى فريق المحرق الذي كان يصارع على جبهتين (الدوري والكأس الآسيوي) هو والبسيتين، واذا كان ذلك أحد الأسباب فإن هناك أسباب أخرى أثرت في ظهوره بهذا المستوى وهذه حقيقة يجب ألا تزعل الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب القدير سلمان شريدة (والذي أكن له كل الاحترام والتقدير) فالفريق يملك مجموعة كبيرة من اللاعبين الشباب الصاعد والمميز والذي تم إشراكهم مع الفريق هذا الموسم وظهروا بشكل جيد أحيانا ولكنهم لم يثبتوا على مستوى واحد طيلة الدوري، وأنا لا ألومهم على ذلك لأن هذا راجع لعدم إعطائهم الفرصة الكافية خلال الموسمين الماضيين، وكان التركيز فقط على 11 أو 12 لاعبا فقط ولم يتم إعطاء الشباب فرصة لإثبات وجودهم وكسب الخبره والثقة بالنفس وحتى عندما كان الفريق متقدم على الخصم بثلاثة أو أربعة أهداف لم يتم إشراكهم إلا فيما ندر، ما أدى ذلك إلى زعزعة ثقة هؤلاء بأنفسهم، وإن اشتراكهم خلال هذا الموسم تم بعد أن ترك الفريق 5 لاعبين أو أكثر أساسيين للاحتراف في خارج البحرين، ما يؤكد صحة كلامي هو عدم ثبات أحد منهم في التشكيلة الأساسية للفريق طوال هذا الموسم. ولكن مع استمرار اشراكهم في المباريات المقبلة وتهيئتهم بطريقة صحيحة نفسيا وفنيا وبدنيا للموسم المقبل فإني أجزم أنه سيكون لهم شأن كبير وسيكونون نجوم منتخب البحرين مستقبلا، وسينافسون بشكل كبير على البطولات الخارجية سواء مع النادي أو المنتخب.

وإن تاريخ البطولات في البحرين منذ بدئها يؤكد أن المحرق مستواه أعلى بكثير من الدوري المحلي، وهذه حقيقة (كالشمس التي لا يغطيها المنخل) فإن فوز المحرق بالدوري 31 مرة من عدد مرات إقامة الدوري وهي 53 مرة أي بنسبة 60 في المئة للمحرق و40 في المئة موزعة للفرق الأخرى الثمانية الفائزة بالدوري، وحتى أن أقرب الفرق للمحرق فوزا بالدوري هو فريق الرفاع حقق 10 بطولات (بفارق 21 بطولة وهذا فرق كبير). فإذا التاريخ الكروي يثبت تفوق المحرق على جميع الفرق (وللعلم فإن المحرق وفريق الأهلي المصري هما أكثر فريقين فوزا ببطولة الدوري في بلادهما على مستوى الوطن العربي إن لم يكن عالميا) وإن هذه الإنجازات لنادي المحرق لم تأت من فراغ ولكنها جاءت على أكتاف أبنائها الأوفياء سواء كانوا إداريين أو مدربين أو لاعبين أو هذا الجمهور الوفي والجميع يتوارث حب المحرق أبا عن جد، وإن حب مدينة المحرق وفريقها موجود بالجينات الوراثية للمحرقاويين على مر الأجيال والعصور.

وأكبر دليل على تضرر مستوى المحرق سببه المستوى الهزيل للدوري هو عدم قبوله من الاتحاد الآسيوي بالمشاركة في (دوري أبطال آسيا) بسبب عدم وجود احتراف في دوري البحرين. واقترح ألا يسعى الاتحاد البحريني بالتفكير بإقامة دوري محترفين في البحرين، اذ سيكون الفشل نصيبه قبل أن يبدأ، لأن بحسب قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ألا يقل عدد جمهور أية مباراة في الدوري عن 2000 مشجع (وهذا طبعا من رابع المستحيلات أن يكون الحضور في جميع مباريات الدوري عندنا بهذا العدد)، فإذا استثنينا جمهور المحرق وبعض مباريات فريق الأهلي والرفاع فإنك ستجد أن عدد لاعبي الفريقين المتباريين مع الإداريين أكثر من عدد الجمهور الحاضر (والله دورينا يفشل)، وحتى نكون أكثر واقعية فإن القائمين على دوري المحترفين في قطر والإمارات يواجهون صعوبات كثيرة من أجل جذب الجمهور لحضور المباريات على رغم صرف الملايين على المحترفين، وعلى رغم وجود البنية الأساسية لإقامة مثل هذه الدوريات من وجود ملاعب كبيرة ومجهزة بالكامل ووجود معاهد تدريب، والمتتبع لدوري المحترفين في الإمارات وقطر والبرامج التحليلية سيلاحظ أن معظم المبارايات تكون المدرجات شبه خالية من الجمهور إذا استثنينا بعض الفرق التي تملك قاعدة جماهيرية مثل العين والوحدة والشباب والأهلي في الإمارات والريان والسد والغرافة في قطر (في قطر يدفعون فلوس لبعض الجاليات الآسيوية والعربية من أجل حضور المباريات) وهذه حقيقة وليس فيها أي تجن على احد. فلهذه الأسباب يجب على «ربعنا» في اتحاد الكرة عدم الحلم بدوري محترفين في البحرين!


رعاية الدوري

وأكبر دليل على صحة كلامي فشل تجربة الرعاية التجارية من قبل الشركات للبطولات الكروية، فإن الشركات الراعية تريد حضورا جماهيريا حتى تستطيع تسويق منتوجاتها، (وخير شاهد على ذلك المباراه النهائية لدوري خليفة بن سلمان وخلو الملعب من أي اعلان تجاري في الملعب).


طريقة النقل التلفزيوني للمباريات والتعليق

المتابع للمباريات المنقولة على قناة «البحرين الرياضية» لابد أن يصاب في نهاية الدوري اما بضغط الدم أو السكري أو حول في العينين وصداع مزمن بالرأس؛ وذلك بسبب أسلوب التصوير والإخراج في نقل المباريات، فعلى رغم المستوى الهزيل لـ 90 في المئة من مباريات الدوري فإنك تشاهد ان نقل المباريات لا يرتقي للمستوى المطلوب (الكورة في ناحية والكاميرا في ناحية أخرى والمعلق في واد آخر)، حتى أن بعض إعادة اللقطات والأهداف لا يستفيد منها المشاهد (على رغم الجهود المبذولة من الاخوان في التلفزيون) ولكن هذه حقيقة ما تزعل ول ا يمكن نكرانها. وكفاية لإثبات ذلك مشاهدة الفرق الكبير عند متابعة أي نقل تلفزيوني للمباريات في الدول الشقيقة المجاورة كالسعودية وقطر والامارات، أما متابعة المباريات الأوربية والعالمية فهذه قصة ثانية مختلفة تماما.


ملاحظات من نهائي كأس خليفة بن سلمان

هناك بعض الملاحظات والأخطاء التي وقعت في المباراة النهائية لدوري كأس خليفة بن سلمان بين المحرق والأهلي، والتي لاحظها كل من حضر المباراة أو تابعها عبر الشاشة الصغيرة وهذه الأخطاء كانت كفيلة بخروج النهائي بالصورة الهزيلة (آملا ألا تزعل هذه الملاحظات المعنيين بالأمر):

1. توقيت إقامة المباراة كان خاطئا،

فكيف نطالب الجمهور بالحضور إلى الملعب ونحن لا نراعي ظروفه، إذ إن المباراة مقامة يوم الخميس وهو يوم دوام رسمي للقطاع العام والقطاع الخاص، وكذلك هناك الامتحانات النهائية للطلبة، وإن معظم موظفي القطاع الخاص ينتهي دوامهم ما بين الساعة 4.00 حتى 7.00 مساء والمباراة مقامة الساعة 5.45 مساء، فكان يجب إقامة المبارة بعد صلاة العشاء وحتى لو تأخرت المباراة فإن اليوم التالي هو الجمعة (إجازة رسمية)، وأكبر دليل على ذلك فإن الجمهور المحرقاوي والأهلاوي بدأ يتكاثر بعد بداية المباراة بنصف ساعة وحتى حضور لاعبي الفريقين جاء متأخرا إلى الاستاد الوطني؛ وذلك لضيق الوقت في يوم دوام رسمي.

2. حكم المباراة والحكم الرابع وسيناريو المباراة

من الملاحظ أنه تم إسناد مهمة تحكيم المباراة النهائية للحكم الدولي جعفر الخباز (إرضاء ومجاملة له) بعد أن تم سحب مباراة المحرق والرفاع منه قبل أيام، وجاء ذلك على مصلحة مجريات المباراة النهائية، وإن إصابته أثبتت عدم جاهزيته للمباراة فالإصابة بالشد العضلي تأتي غالبا من نقص اللياقة البدنية وكذلك التقدم في العمر، وكذلك الحكم الدولي الرابع (زكريا) على رغم شجاعته النادرة في احتسابه ضربة الجزاء للمحرق فإنه لم يكن متوقعا دخوله الملعب في أية لحظة، ودليل ذلك أدار الوقت المتبقي من المباراة بحذاء خاص بأرضية الصالات المغلقة وليس بحذاء خاص بالعشب الطبيعي (والله ستر أن الأرض لم تكن مبتلة بالماء وإلا كان هناك مشهد آخر من مشاهد المباراة النهائية).

3. هل السؤال عن برنامج التتويج يفشل أو يؤدي للحرج؟

المتابع للقاءات التي أجريت على شاشة التلفزيون قبل بدء المباراة سيلاحظ اللقاء مع الأخ رئيس لجنة المسابقات عبدالعزيز قمبر، وعندما سأله المذيع علي العربي عن برنامج المباراة النهائية والتتويج أجابه (أنت تحرجني بهذا السؤال)، فهذا يدل على عدم وجود التخطيط الصحيح لمثل هذه المباريات المهمة وخصوصا أن المباراة تقام تحت رعاية كريمة من سمو رئيس الوزراء، فالسؤال عن البرنامج والتتويج سؤال عادي وروتيني ومن حق المشاهدين والرأي العام الاطلاع عليه وليس فيه أي حرج، ولكن رئيس لجنة المسابقات تفاجأ به (بحسب إجابته)، فأهلا بالتخبط الإداري (ويا ريت نتعلم من أشقائنا في الدول المجاورة وطريقة التخطيط والتنظيم)، علما أنه بحسب ما قرأنا في الصحف المحلية أنه لن يكون هناك تتويج بعد المباراة، ولكن تغير الحال فجأة وتم اخطار الفريقين بالتتويج قبل بدء المباراة بنصف ساعة فقط (خوش ترتيب).

4. ريكو وخطأ صعوده المنصة

على رغم أني محرقاوي فإن الصراحة ما تزعل، فإن ما قام به لاعب المحرق ريكو بعد تسجيله الهدف الثاني وصعوده إلى المقصورة الرئيسية في الملعب خطأ كبير، وكان يجب على الحكم إنذاره على أقل تقدير، لأن المقصورة الرئيسية يجب أن يكون لها احترامها الخاص واحترام الشخصيات الحاضرة.

5. جمهور الأهلي خرج عن النص وشوّه صورة النهائي

أعتقد أن ما قام به البعض من جماهير النادي الأهلي بعد نهاية المباراة (شيء يفشل) ولا يرضي العقلاء في القلعة الصفراء، والنادي الأهلي أكبر بكثير من هذه التصرفات (المشينة) والتي تسيء إلى سمعة وتاريخ هذا النادي العريق، فإن هذا التصرف خطأ فادح مهما كانت أسبابه، ويجب أن تعي هذه الجماهير أن هناك ثقافة فوز وخسارة في الرياضة، ويجب التحلي بالأخلاق الرياضية، والأخطاء ورادة من الحكام في الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

وأنا على يقين أن إدارة النادي الأهلي المحترمة لا ترضى بهذه الأعمال السيئة وأنها ستعمل على إيقاف تلك التصرفات.

6. الوقت الضائع وضربة الجزاء

من خلال متابعتي الإعادة للمباراة النهائية على قناة الدوري والكأس وتلفزيون البحرين، لاحظت أن الوقت الضائع المحتسب من قبل حكم المباراة كان صحيحا (14 دقيقة)، إذ إن إصابة الحكم جعفر الخباز وعلاجه استغرق 7 دقائق بالضبط من الدقيقة 62 من عمر المباراة، وكذلك هناك 7 دقائق من خلال إجراء التبديلات وتعمد لاعبي الأهلي إضاعة الوقت من خلال الإصابات المصطنعة قبل تسجيل المحرق هدف التعادل، وكان المفروض بلاعبي الأهلي استغلال الوقت وإحراز هدف ثان لتأكيد فوزهم، لأن هدف واحد لا يطمئن في لغة لعبة كرة القدم. وضربة الجزاء المحتسبة كانت صحيحة، وذلك بناء على تحليلات معظم الحكام القدامى الدوليين من خلال التلفزيون والصحافة، وكان فيها الحكم (زكريا) جريئا وشجاعا في اتخاذ هذا القرار في الوقت الحرج.

وفي الختام، أتمنى ألا يفسر البعض ملاحظاتي هذه على انها تقليل من شأن أحد، ولكن أردت أن أساهم ولو بشكل بسيط في بيان هذه الملاحظات والله من وراء القصد.

محمد العليوي

العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:00 م

      دورينه فاشل

      والله صح كلامك انه دورينه فاشل
      يعني محرق اقوى الفرق البحرينه ماخلونهم يشاركون في دوري ابطال اسيا والله صح دورينه فاشل وبضل فاشل واكبر قاعده جماهيريه في البحرين نادي المحرق العريق في انديه فل بحرين
      عندهم رابطه مثل لاهلي والرفاع والمالجيه والبسيتين بس مايون اجوفون في التلفزون لان لين لعبو ويا المحرق معرووف انه المحرق بتفوز فه اجوفون من التلفزون وانشاء الله يطور دورينه في المستقبل ولازم يخلون المحرق اتشارك في البطولات الخليجه مخلين الرفاع اتشارك من اول يوم اخسرو اتنمه التوفيق للمحرق

اقرأ ايضاً