العدد 4101 - الخميس 28 نوفمبر 2013م الموافق 24 محرم 1435هـ

مصر.. يحيا يحيا حكم العسكر!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في آخر فصول إحكام العسكر قبضتهم على الحياة السياسية في مصر، أصدرت إحدى محاكم الاسكندرية حكماً أمس الأول (الأربعاء) بحبس 14 سيدة مصرية، 11 عاماً.

القضاء المصري الذي أصبح أكثر تسييساً وتبعيةً للنظام مع عودة العسكر، أدان السيدات المصريات بتهمة المشاركة في مظاهرة مؤيدة للرئيس الأخواني المعزول محمد مرسي، في أول تطبيقٍ للقانون الجديد الذي فصّله ترزية القوانين، تلبيةً لرغبات النظام العسكري.

سجن النساء إحدى علامات تخبط النظام وتخلّفه، خصوصاً أنه جاء عشية احتفال العالم بـ «اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة»، يوم الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني)، الذي حدّدته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على معاناة النساء عبر دول العالم، ولخلق رأي عام مناهض لهذا النهج غير الإنساني.

المتأمل في أوضاع بلادنا العربية، وسلوك أنظمتنا السياسية، مجبرٌ على عقد مقارنةٍ مع ما كان يجري في القرون الغابرة، وما كان يسودها من قيم وأخلاق رجال. ليس فقط في الإسلام الذي منع المحاربين من مدّ أيديهم إلى النساء بسوء، بل حتى أيام الجاهلية، حيث كان العرب يحتقرون من يضربُ امرأةً حتى في أوقات الحروب، ويظلون يعيّرون بهذه الجريمة أبناءه وأحفاده. كانوا يرون ذلك مخالفاً للشهامة وأخلاق الرجال.

في عهد حسني مبارك، الذي ختمه بقمعٍ شرسٍ للشعب، حيث أنزل الجيش واستنفر جميع طاقات الشرطة، التي انهارت قواها في أيامه الأخيرة لأنها كانت تعمل لعدة أيام... حدثت واقعةٌ واحدةٌ تعلقت بالنساء، حيث أقدم جلاوزة النظام على سحل امرأةٍ مصريةٍ في الشارع وتعريتها من ملابسها. وهي حادثةٌ أثارت الرأي العام وزادت من درجة الحنق على أعمال بلطجية النظام. وربما تُنسى الكثير من وقائع الثورة المصرية من الذاكرة، إلا أن هذه الحادثة لن تُنسى أبداً، لأنها جرحت مشاعر الشعب العربي المسلم في مصر. لقد كانت تحدياً فظاً للمشاعر والوجدان.

اليوم، يعود العسكر المصري، ومع كل إشكالاتنا على حكم الأخوان المتهاوي، الذي تكشّف عن نزعة استعلائية بغيضة، يعود العسكر إلى التورط في أسوأ الممارسات ضد النساء، فلا يكتفي بإطلاق يد الأمن للتعدّي عليهن بالضرب والإهانة الجسدية، بل تقديمهن إلى محاكمات قراقوشية، يعرف القاضي قبل غيره، أنه مجرد أجيرٍ تابعٍ منفذٍ لهوى السلطات.

لست من مناصري الأخوان، ولي مؤاخذاتي الكبيرة كمواطن عربي، خصوصاً على تملّقهم الفظ لـ «إسرائيل»، في تلك الرسالة المهينة التي وقّعها مرسي إلى «صديقه العزيز بيريز»، مع ذلك لا يجوز إطلاقاً أن تُستباح نساء الأخوان ومناصروهم بهذه الصورة الخالية من المروءة والأخلاق، فتقتل العشرات منهن وتُسجن، وسط صمتٍ عامٍ، بما فيه مشيخة الأزهر الشريف.

المحكمة النزيهة الموقرة، أدانت السيدات المصريات بالانتماء لجماعة الإخوان، والتجمهر و«التلويح باستعمال العنف»! وأودعت سبع قاصرات بإحدى دور الرعاية وأحالتهن إلى محكمة الطفل، وعاقبت غيابياً أربعة من قيادات الجماعة بالحبس 15 عاماً، بهذه السرعة الصاروخية، بتهمة التحريض! كلّ هذه الأحكام المخالفة للمنطق... ثم يطالبون باحترام سلطة القضاء!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4101 - الخميس 28 نوفمبر 2013م الموافق 24 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 2:34 م

      قصر الكلام

      حكم العسكر و لا حكم هؤلاء المتخلفين والجهلة بتعاليم الإسلام ا

    • زائر 23 | 1:28 م

      هذة مصر

      كلمة واحدة وبسيطة ما يحفظ امن بلدي هو في الاولوية ولا داعي للتحريض و اللمز المراة و المراة وانتم اول من يهينها وكما قلت لست من مناصري الاخوان هم اعلم بحالهم

    • زائر 21 | 6:39 ص

      سجن النساء دليل على تخبط ....

      ليس في مصر فقط ، (عندنا و عندهم خير

    • زائر 19 | 4:07 ص

      دهاء العسكر وغباء الاخوان

      من دهاء العسكر دفعوا الاخوان للكرسي حتى يجرب الشعب المصري بديل العسكر فيهون عليهم حكم العسكر، كان الشعب المصري يردد ايام طنطاوي يسقط يسقط حكم العسكر الا انهم رقصوا للانقلاب العسكري بعد ماذاقوه من حكم الاخوان !
      العسكر قدموا الاخوان ليسهلوا لهم العودة للحكم وهنا نعرف لماذا خلع العسكر مبارك ولماذا اوصلوا مرسي

    • زائر 17 | 4:05 ص

      دهاء العسكر وغباء الاخوان

      من دهاء العسكر دفعوا الاخوان للكرسي حتى يجرب الشعب المصري بديل العسكر فيهون عليهم حكم العسكر، كان الشعب المصري يردد ايام طنطاوي يسقط يسقط حكم العسكر الا انهم رقصوا للانقلاب العسكري بعد ماذاقوه من حكم الاخوان !
      العسكر قدموا الاخوان ليسهلوا لهم العودة للحكم وهنا نعرف لماذا خلع العسكر مبارك ولماذا اوصلوا مرسي

    • زائر 16 | 3:55 ص

      رسالة بليغة سيدنا

      عندهم وعندنا خير، هناك يعتدون على النساء وهنا يعتدون على النساء.
      لكن الرسالة التي يجب ان يتمعن فيها الشعب هي ان الدنيا دوارة، فلا تخذل أخاك تملقا للسلطة، فالسلطة زائلة وقابلة للتغيير.
      أين من تملقوا لحسني مبارك؟ ومن بعده مرسي؟ وللقذافي المجنون؟ يبقى الشعب وتتغير الحكومات فانصر أخاك ينصرك مهما تلونت السلطة فهي خُلقت لتخدم الشعب لا لكي تتسلط عليه.

    • زائر 14 | 12:48 ص

      عين المشكلة

      أداد مات حول القاضي الى أجير ، وتفصل عليه الثياب تفصيلا ، فتراه لا يقدم ولا يؤخر ، أحكامه مسيسة وحسب الأوامر العليا الواردة .

    • زائر 13 | 12:47 ص

      احتلال اجنبي بمساعدة الطابور الخامس بتمويل ايراني

      ارادة امريكا ان تساعد ايران باحتلال الدول العربية عن طريق ما يسمى الديمقراطية والتي ليست من قاموس ديننا انما نحن اصحاب شورى كما جاء في القران الكريم اردو الخرب للدول العربية وارجاعها الى الورى كي تعيش في تخلف واحتراب بين شعوبهاوتميول الارهاب من اجل ابادة المسلمين سنة وشيعة وهذا ما تريدة امريكا ويحصل في العراق وبعض الدول العريبية

    • زائر 18 زائر 13 | 4:06 ص

      الطابور السادس على قولة المحمود

      يا أخي ان احسدك على حسك الساسي ومجسات الاستشعار التي تملكها.
      واتوقع انك من تساند او تروج لقصة العشق الامريكي الايراني في الخفاء وقضية المداعبات الايرانية والاسرائيلية من خلف الكواليس.
      يا صاح اذا كانت لك عروبة أو كنت على ملة دين الاسلام فأمر بالمعروف وانهى عن المنكر بدل تعليق فشل الحكومات العربية على شماعات لا وجود لها الا في الفكر المريض والمتخاذل ضد الشعوب العربية. هل الاعتداء على النساء بغض النضر عن دينهم أو مذهبهم أو عرقهم عمل مباح في أي عرف أو دين؟ ما دخل امريكا و إيران؟

    • زائر 12 | 12:37 ص

      واااا عين الصواب

      لما للقضاة من أهمية، فقد كانوا في عهد الامام علي - ع - محل توصيته لهم بحكم اااا واتباع القران الكريم . وكانت رواتبهم أكبر الرواتب حفظا لحكم اااا .

    • زائر 15 زائر 12 | 1:20 ص

      رواتب القضاة الكبيرة

      في عصرنا الحالي رواتب القضاة كبيرة لغرض فرض ما يملا عليهم من أحكام ضد معارضي ولاة الأمر . لا رادع لهم ولا خوف من الله ( خوفهم من ولاة الأمر و حبهم للدنيا أعماهم عن مصير أخروي أسود) .

    • زائر 11 | 12:35 ص

      تسلم سيدنا

      طبعا ما كتب يطبق على ...

    • زائر 10 | 12:04 ص

      عيب

      عيب عليكم وأي خزي وعار الذي يلحق بهكذا أنظمة تزج بالنساء في السجن للمجرد قيامهم بالتظاهر السلمي حتى لو كانوا ينتمون للجماعة الإخوان المسلمين المنافقة

    • زائر 9 | 11:55 م

      عندهم وعندنا خير

      اليوم، يعود العسكر المصري، ومع كل إشكالاتنا على حكم الأخوان المتهاوي، الذي تكشّف عن نزعة استعلائية بغيضة، يعود العسكر إلى التورط في أسوأ الممارسات ضد النساء، فلا يكتفي بإطلاق يد الأمن للتعدّي عليهن بالضرب والإهانة الجسدية، بل تقديمهن إلى محاكمات قراقوشية، يعرف القاضي قبل غيره، أنه مجرد أجيرٍ تابعٍ منفذٍ لهوى السلطات.

    • زائر 6 | 11:47 م

      سحل المرأة

      سحل المرأة كان بعد سقوط مبارك ً وان كان مبارك فعل مثله وأكثر

    • زائر 4 | 10:51 م

      عدهم وعدنا خير!!!!

      تلوم النظام المصري وهو علماني ويازعم متحضر
      لوم ...اللي عدنا في الخليج كيف يهاجمون النساء ويكبلونها على الارض ويضربونها ويعذبون ابنها امامها
      يا للمسلمين!!!!!

    • زائر 3 | 10:46 م

      دكتاتوربة ثم اخوانية و بعد ذلك دكتاتورية عسكرية انه قدر مصر

      الشعوب مع من غلب . سيصوت بالاغلبية لدستور العسكر كما صوتوا هم انفسهم لحكم الاخوان و لو ترجع عقارب الساعة و يحكم العسكر و يأتوا بدستور جديد بمقاسهم سيصوت الشعب لصالحة

    • زائر 2 | 9:48 م

      عسكر المعسكر

      وإليكِ أعني وإسمعي ياجاره

    • زائر 1 | 9:46 م

      اصيل

      يشهد التاريخ للمعتصم انه خاض معركة عموريةعندما استغاثت به امراة هاشمية وصارت وامعتصماه ويزيد يسبي الهاشميات بنات رسول الله ..جلاوزة يزيد ممتدة في كل العصور

اقرأ ايضاً