العدد 4101 - الخميس 28 نوفمبر 2013م الموافق 24 محرم 1435هـ

مفارقات تقرير ديوان الرقابة المالية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يصف أحد المحللين تقرير ديوان الرقابة المالية كالكنز الذي ينزل من السماء على النواب، بحيث يمكنهم فقط الاستعانة بهذا التقرير لبيان أوجه القصور والفساد المالي والإداري في السلطة التنفيذية، ولكن للأسف فإن هذا الكنز، يقع في أيدي من لا يحسن التصرف به، فيكفي أن نقول بأن مجلس النواب لم يناقش حتى الآن تقرير ديوان الرقابة المالية للعام 2011، وبالطبع فإنه لن يتمكن من مناقشة التقرير الأخير حيث لم يتبق من عمر المجلس الحالي سوى أشهر قليلة.

التقارير التي يصدرها الديوان في كل سنة تفيض بقضايا فساد وهدر مالي يمكن أن تطيح بالكثير من المسئولين في أية دولة لديها آلية جادة للمحاسبة، ولكن كما يقال دائماً أن لدينا في البحرين فساداً ولكن ليس من المعروف من هم المفسدون!

وفي كل تقرير أيضاً تكون هناك قضية بعينها محل التندر من قبل المواطنين، ليس لكبر حجم الفساد الحاصل أو لحجم المبالغ المالية، ولكن لطرافتها، ففي التقرير السابق كانت قضية الموظف في جامعة «بوليتكنيك البحرين» والذي كان يحصل على مرتب شهري يفوق الـ 1600 دينار لقيامه بمهمة صيانة خمس دراجات هوائية، ومن المتوقع أن تكون قضية قيام وزارة الصحة ببيع دم المتبرعين على المستشفيات الخاصة دون سند قانوني، وشراء «شئون الجمارك» 26 كلباً بأكثر من 500 ألف دينار، واستخدام رئيس غرفة فضّ المنازعات للبطاقة الائتمانية الخاصة بالغرفة لأغراضه الشخصية، من المفارقات التي سيتندر بها المواطنون في هذه الفترة.

في القضية الأولى يشير التقرير إلى قيام وزارة الصحة ببيع الدم المتبرع به من خلال بنك الدم إلى المستشفيات الخاصة دون وجود سند قانوني معتمد يحدّد احتساب رسوم بيع الدم أو الضوابط والمعايير التي تنظم عملية البيع، إذ بلغت مبيعات الدم في الفترة من يناير وحتى أغسطس 2012 مبلغ 68 ألف و469 دينار.

أما ما يخص شئون الجمارك فقد ذكر التقرير أن الجمارك قامت بالتعاقد مع شركتين لتوريد 26 كلباً من المملكة المتحدة بمبلغ إجمالي وقدره 531 ألف و331 دينار، وتضمن العقد قيام الشركتين بتدريب الكلاب وتدريب الموظفين على التعامل مع تلك الكلاب!

في القضية الثالثة كشف التقرير أن الرئيس التنفيذي لغرفة البحرين لتسوية المنازعات قام باستخدام بطاقة الائتمان الخاصة بالغرفة لأغراض شخصية، وقام بدفع فواتير مشتريات ليس لها علاقة بالغرفة، حيث أن المبلغ المودع بالبطاقة 2000 دينار، بينما الرئيس استخدمها في مشتريات بقيمة 3495 دينار دون أن تقوم الغرفة باسترجاع تلك المبالغ منه!

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 4101 - الخميس 28 نوفمبر 2013م الموافق 24 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 11:03 ص

      111

      ديوان الرقابة مؤسسة شكلية فقط

    • زائر 8 | 5:01 ص

      حرام مايفعلونه

      ناس تروح تتبرع بدمها وحملات للتبرع بالدم باسم الحسين تارة واسم غيره تارة اخرى وتاليها يروحون يبيعونه موحرام عليكم ياوزارة الصحة ؟ الذي قام بهذا العمل انما ياكل في بطنه نارا وزقوما

    • زائر 6 | 3:38 ص

      احنا قاصرين كلاب؟

      وزارة الداخلية استوردت ما يكفي من الكلاب وها هي تنهش في اجسام المواطنين ليل نهار، فلماذا المزيد؟

    • زائر 5 | 3:11 ص

      للتخويف فقط

      هؤلاء النواب الذين نسمعهم يقرقعون يمكن تسميتهم ((خراعه خضرا)) وبالإنجليزية scary crow هم فقط للتخويف، حيث كما نعلم الخراعه لا تتحرك من مكانها ولا تستطيع ان تلاحق الطيور التي تأتي لتأكل المزروع

    • زائر 4 | 3:04 ص

      قد يصر بعض الناس أنهم أحسنوا لكن ما وضح أنهم ليسوا كذلك لكن

      قد لا يقال الفساد أو الخراب أمريكي الصنع لكن النظام المالي العالمي وتحكم مجلس النقد في الصر والتبذير وسرقة المال العام كما الإعتداء على المال الخاص والتعدي على حرمات الله يعني سمعة الناس وأعراضهم وأغراضهم وغيرها ... هنا يقال بان المخابرات المركزيه ليست سويه لكن محور الشر فيها غالب على محور الخير. فالإعتداءت على الشجر كما على البقر لكن على الناس فيها جرائم كشفت عنها التقارير. اليس كذلك لكن من سيحاسب والحساب يوم الحساب؟

    • زائر 2 | 2:07 ص

      كفاية

      كفاية يا أستاذ جميل والله بنموت من القهر من كثر هل الفساد في البلد

    • زائر 1 | 10:54 م

      تحفظ قضية الفساد ضد مجهول

      اصوات من النوائب و النائبات بعد تقرير الفساد المالي لن تطرب احد و لن تحمس احد فقد اتضح انها صوت فرقعة بذور الذرة " النفيش " لا يؤذي و لا يزعج. الم يتعهدوا بتحويل قضايا فساد للنيابة العام الماضي ؟!!

اقرأ ايضاً