جرح "أكثر من 50" شرطيا أصيبوا بينهم اثنان حالتهما "خطيرة" حسب وزارة الداخلية التونسية، في مواجهات مع متظاهرين في سليانة (شمال غرب) التي شهدت امس إضرابا عاما وتظاهرة بمناسبة مرور عام على قمع الشرطة احتجاجات شعبية عارمة بالمنطقة.
وتحدثت وزارة الداخلية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك عن "اعمال شغب تواصلت حتى الساعة 21,00 (20,00 تغ)" من الاربعاء و"اعتداءات طالت ممتلكات عامة وخاصة".
وقالت في البيان ان "مجموعة من المنحرفين" حاولوا بعد انتهاء التظاهرة اقتحام مديرية الامن في سليانة "وقاموا برميها (..) بالحجارة".
واضافت "وقد سجل أيضا تعرض وسائل نقل تابعة للمديرية باضرار بالغة واصابة الصحفي عبد الفتاح بلعيد (مصور فرانس برس) على مستوى الرأس نتيجة الاعتداء عليه من قبل متظاهرين" بالحجارة.
وتابعت ان "الاعتداءات طالت ممتلكات عامة وخاصة"، مشيرة الى ان "مكتب عمدة (مختار) سليانة ومحطة النقل البرّي تعرضا إلى التخريب اضافة الى محاولات خلع محلات تجارية والاضرار بسيارة".
واكدت الوزارة في بيان ان "اعمال الشغب تواصلت أعمال الشغب إلى الساعة التاسعة ليلا (20.00 تغ) مما أدى الى اصابة اكثر من خمسين عونا (عنصرا) بأضرار متفاوتة الخطورة، بينها كسور"، موضحة ان اصابة اثنين من هؤلاء "خطيرة".
واشادت وزارة الداخلية بعناصرها الذين "تحلوا بدرجة عالية من ضبط النفس وتمكنوا من السيطرة على الوضع بحرفية عالية ولم يقوموا باستعمال الغاز المسيل للدموع إلاّ في حالات قصوى".
واعلنت انها "ستتبّع عدليا وقضائيا الأطراف التي حرضت وقامت بعمليات الشغب والنهب" في سليانة.
واشارت الى ان "كل محاولة للاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة ستجابه بالقوة اللازمة في إطار القانون"، داعية "جميع مكونات المجتمع التونسي الى ادانة اعمال العنف الموجهة ضد أعوان قوات الأمن الداخلي المنكبة على مقاومة الجريمة ومكافحة الإرهاب".
وقال مصدر طبي في مستشفى سليانة لمراسل فرانس برس إن اثنين من المتظاهرين أصيبا خلال المواجهات مع الشرطة وتلقيا اسعافات بالمستشفى.
والاربعاء، شهدت ولاية سليانة اضرابا عاما وتظاهرة شارك فيها الالاف، في الذكرى الأولى لقمع الشرطة احتجاجات شعبية عارمة بالمنطقة أصيب خلالها 330 متظاهرا بالخرطوش.
وباتت تلك الاحتجاجات تعرف باسم أحداث "الرش" وهي التسمية المحلية للخرطوش في تونس.
واستعملت الشرطة "الرش" يومي 27 و28 تشرين الاول/نوفمبر 2012 بحسب تقرير أصدرته لجنة حقوقية في آذار/مارس 2012.
وأصيب ثمانية متظاهرين بالعمى في إحدى العينين جراء اصابتهم بالخرطوش، وفق مصادر طبية.
واتهمت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية وتونسية قوات الامن بالافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين في سليانة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2012 شهدت سليانة احتجاجات شعبية عارمة استمرت خمسة ايام طالب خلالها آلاف السكان بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة وبالتنمية الاقتصادية.
وتأججت الاحتجاجات بعدما أعلن رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة، انه لن يعزل الوالي غير المرغوب فيه قبل ان يتراجع ويعزله.
كما اتهم سكان بعض عناصر الشرطة بالخروج عن القانون و"قلة الحياء" بعدما تعمد بعضهم "التعري" أمام نساء في المدينة المحافظة.
والثلاثاء عبر عدد من المصابين الذين فقدوا بصرهم عن استيائهم من الحكومة التي اتهموها بإهمالهم.
وكان نحو 100 محام اقاموا دعاوى قضائية ضد وزير الداخلية السابق علي العريض ورئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي وقيادات امنية في وزارة الداخلية بتهمة الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في سليانة.
والثلاثاء عبر المحامون عن مخاوف من "غلق ملف القضية".
عجيب جداً
على الرغم من إصابة 50 شرطي لم يذكروا كلمة إرهابيين، على الرغم من إصابة 50 شرطي لم يستعملوا المسيل الدموع إلا في الحالات القصوى#عجيب_ جداً