العدد 4100 - الأربعاء 27 نوفمبر 2013م الموافق 23 محرم 1435هـ

جزر سليمان: بشرة سوداء وشعر أشقر

في ميلانيزيا وخاصة في جزر سليمان التي تقع في الشمال الشرقي لأستراليا، يتميز سكانها ببشرتهم السوداء الداكنة والشعر الأصفر الذهبي الطبيعي، ولعلك قد تندهش كيف اجتمع هذان المتناقضان؛ بشرة سمراء وشعر أشقر في الوقت نفسه، فعادة ما يكون الشعر الأصفر مقترناً بالبشرة البيضاء والفاتحة أو لجوء البعض لصبغ الشعر الخاص به بالطرق العديدة المختلفة، ولكنه يكون بشكل مؤقت ولا يدوم كثيراً، ولكن أكثر من 10 في المئة من سكان جزر سولومان (سليمان) يتمتعون بالشعر الأصفر الذهبي طبيعياً دون اللجوء لأي من هذه الطرق الاصطناعية.

وقد تضمنت فرضيات حول أصول هذا الشعر الذهبي، حيث قيل إنه بسبب الشمس والمياه المالحة، أو باتباع نظام غذائي غني بالأسماك، أو وراثة نتيجة اختلاط الشعوب من الأوروبيين أو الأميركيين، ولكن حقيقة تمتُع الميلانزيين بالشعر الذهبي الفريد من نوعه والخاص بهم فقط، كشفها مجموعة من العلماء قاموا بدراسة 43 شخصاً من سكان الجزر الذين يتمتعون بهذا اللون من الشعر بـ 42 آخرين من ذوي الشعر الأسود، واكتشفوا أن الميلانزيين لديهم مجموعة متميزة من الجينات تسمى «TYRP1» وهي مسؤوولة عن لون الشعر، وهذه المجموعة مختلفة ومنفصلة تماماً عن تلك المسؤولة عن لون الشعر لدى سكان أوروبا ولا توجد في جيناتهم أصلاً.

وبحث مؤلف الدراسة شون مايلز، عن المخطط الوراثي الكامن لهذا الشعب مع زملائه عبر جمع اللعاب وعينات شعر من عدد من سكان جزيرة سليمان. وقارنوا التركيب الجيني بين 43 شخصاً ذا شعر أشقر و42 شخصاً ذا شعر أسود، حيث وجدوا أن هناك طفرة جينية هي السبب في وجود الشعر الأشقر لدى سكان جزر سليمان، وأن هناك نسختين من هذا الجين الطافر الموجود في 26 في المئة من سكان الجزر. إلا أن الباحثين لم يعثروا على الطفرة ذاتها في عينات من الحمض النووي لدى 941 شخصاً من 52 شعباً آخر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان الأوروبية.

ويرى مايلز أن هذه الطفرة الجينية التي لا يوجد لديها مزايا واضحة، نشأت - على الأرجح - عن طريق المصادفة في فرد واحد وانتقلت إلى عدد كبير من السكان الأصليين في المنطقة.

وأكد مايلز، أن هذه الدراسة توضّح أن وجهة نظر أوروبا بوجود الشعر الأشقر لدى البيض فقط هي فكرة خاطئة، وقال إنه يأمل في أن ورقته البحثية تلفت الانتباه إلى قضية أكبر من الجينات قد تكون مفقودة من خلال التركيز على العوامل الوراثية من الأوروبيين والشعوب الأخرى. ويختم مايلز قوله «يمكننا العثور على جين للشعر الأشقر موجود في ميلانيزيا وأي مكان آخر».

العدد 4100 - الأربعاء 27 نوفمبر 2013م الموافق 23 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:27 م

      للتوضيح فقط

      نسيت القول بان صحيفة الوسط اخطات القول بانها وجهة نظر اوروبا ومن الممكن ان نجد ذلك في اي مكان هذا غير صحيح جميعنا نعرف بان كل الشعوب لديها ملامحها الخاصة فلا يمكن ان نجد اوروبي شعره اسود الا اذا كان هناك اختلاط عرقي في عائلته و كذلك نفس الشيء مع الاسيويين و العرب لا يمكن ان نجدهم بشعر فاتح الا بالاختلاط العرقي مع الشعوب التي هاجرت من شرق اوروبا مثل الكورد والارمن اما سكان جزر سليمان فهم مثل كل البشر لديهم سلف بعيد مع البشر الاوائل في افريقيا و قد يكون في جنياتهم مثل سكان اوروبا و لكنها ليس واضح

    • زائر 1 | 6:17 م

      شكرا على الخبر

      سكان جزر سليمان هم نفس اسلاف الافارقة الذين تطوروا في اوروبا و اصبحوا بيض
      لان اصل البشر افارقة و لكن تغيرت ملامح الشعوب مع الجينات و التغيرات
      فنشا الجنس الاسيوي الاصفر
      والجنس الاوروبي الابيض
      والجنس الافريقي الاسود
      سكان جزر سليمان هم افارقة مميزين بلغاتهم و شعرهم

اقرأ ايضاً