في قراءة بسيطة لمشاركات الأندية البحرينية في البطولات الخارجية التي أقيمت حتى الآن، وشارك فيها باربار في البطولة العربية، ومن ثم الأهلي في البطولة الآسيوية، فإن النظرة الأولى تؤكد على متوسطية نتائج الفريقين في البطولتين، مع أفضلية نسبية لفريق باربار الذي جاء في المركز الرابع، فيما حل الأهلي في المركز 13 من بين 16 فريقا شاركوا في البطولة الآسيوية التي حقق لقبها الجيش القطري منذ أيام فقط.

في كلتا المشاركتين افتقد الفريقان لمشاركة اللاعب المحترف على رغم سماح القوانين بذلك، إلا أنهما فضلا المشاركة بلاعبي الفريق المحلي، مع استعارة بعض اللاعبين المحليين من الفرق الأخرى، غير أن ذلك لم ينف الحاجة إلى اللاعب الأجنبي المحترف الذي كان الفارق في الفرق الأخرى، وخصوصا القطرية منها، التي تدمج ذلك إلى جانب منح الجنسية لكثير من اللاعبين الأوروبيين، ومنها تسيطر على المسابقات وتصل للأدوار النهائية.

بعد هاتين المشاركتين، ستكون أمام الأهلي المشاركة في بطولة المحببة الخليجية للأندية 34 بمدينة الدمام في شهر مارس/ آذار المقبل، وفيها يأمل استعادة اللقب الذي خسره في المباراة النهائية للبطولة السابقة من أهلي دبي، لكنه سيكون مطالبا بقوة بتدعيم صفوفه بلاعبين أجانب على مستوى كبير، وليس أرخصهم، والابتعاد عن تجربة كتلك التي امتحنها مع اللاعب الصربي في البطولة الماضية، ذلك أن عدم إيجاد لاعب محترف بمستوى عال، ستضع المشاركة تحت ناقوس خطر المغادرة من دون تحقيق المطلوب وهو البطولة، وإن تمكن الفريق من التأهل للدور الثاني، فإن مواصلة المسير ستكون صعبة جدا جدا.

بالعودة للبطولة الآسيوية الأخيرة شاهدنا كيف عجز الأهلي عن مقارعة أندية كالسد اللبناني ولخويا القطري في الدور الأول، فما بالك بأن هذه الأندية ومعها بطل الخليجي أهلي دبي لم تتأهل للدور النهائي على رغم أنها ضمت أكثر من لاعب أوروبي بجنسية مزدوجة أو كلاعبين محترفين، وحتى باربار لم يكن ليلعب في الدور نصف النهائي وسط فرق استعانت بالمسموح من اللاعبين الأجانب، لولا قانون البطولة الذي سمح له بالتأهل على رغم حلوله ثالثا، كل ذلك يؤكد أهمية جلب لاعب محترف بأفضل المستويات، وإن كان بمبالغ كبيرة، وإلا فإن المشاركة قد تكون عقيمة وغير جدية، وخصوصا أن الأندية البحرينية، ليس فقط في كرة اليد وإنما كل الألعاب معروفة برغبتها في دفع مبالغ بسيطة لجلب لاعبين محترفين على مستوى عال، وهذا ما لن يتحقق بالطبع، فبالتأكيد كان المحترف سيضيف الكثير لباربار والأهلي إلى جانب الحضور الجيد الذي قدمه المعارون من الناديين محمد عبدالحسين وعلي حسين ومحمد المقابي، ولكانت النتيجة ربما مختلفة.

بالتأكيد فإن المؤسسة العامة للشباب والرياضة طرف في القضية وخصوصا أنها تضع سقفا معينا للاعب المحترف، وبالتالي فإن هذا الأمر يجب حله، حتى تحصل المشاركة على حقها وتكون فرصة فرقنا في تحقيق اللقب أكبر، وإلا فإن السؤال سيوجه من جديد حول هدف المشاركات الخارجية لأنديتنا.