العدد 4099 - الثلثاء 26 نوفمبر 2013م الموافق 22 محرم 1435هـ

أميران في زيارة خادم الحرمين

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

في بداية هذا الأسبوع، حلّ ضيفان كريمان على خادم الحرمين الشريفين، هما سمو أمير الكويت وسمو أمير قطر، وقد تباحث الثلاثة - بحسب وسائل الاعلام - حول أهم القضايا التي تهم دولهم وكذلك القضايا التي تهم دولهم ودول العالم أجمع! وكانت الزيارة قصيرة عاد بعدها الزعيمان إلى بلديهما، وبدأ الكثيرون يتساءلون لماذا هذا الاجتماع وماذا دار فيه غير ما قيل من كلام عام يقال عادةً بعد كل اللقاءات المشابهة؟

وكعادة بعض وسائل الاعلام فقد كتبت بعض الأشياء عن سبب ذلك اللقاء، وليس بالضرورة أن يكون ذلك صحيحاً، كما أنه في الوقت نفسه ليس بالضرورة أن لا يكون كذلك، ولكنه اجتهاد ومحاولة للفهم قدر المعطيات التي يعتمد عليها المحللون السياسيون والخليجيون منهم بصفة خاصة.

إن الواقع الذي نراه وبعيداً عن كل المجاملات التي تكتبها الصحافة أو التصريحات التي يطلقها بعض الدبلوماسيين، فإن هناك خلافاً حقيقياً بين بعض دول الخليج، والخشية أن يتزايد هذا الاختلاف إلى درجة يصعب تلافيه مستقبلاً، ثم يصبح الحديث عن التعاون الخليجي شيئاً من التاريخ، مع أنه لم يحقق شيئاً للخليجيين، لكنه أفضل من أن ينقلب إلى عداء ظاهر يجعل حياة البعض مثل الجحيم. ومن هنا فإن أي اجتماع للقادة الخليجيين لبحث أمورهم بجدية أمرٌ في غاية الأهمية لكل دولة خليجية، ولكل مواطن خليجي أيضاً.

دعوني أقل إن هناك اختلافاً في المواقف الخليجية مما يجري في مصر، وإذا كانت الأعراف الدبلوماسية المعلنة تدعي أن لكل دولة الحق في اتخاذ ما يناسبها من مواقف سياسية، فإن الواقع يقول شيئاً آخر؛ فقد أدت هذه المواقف المتباينة إلى حدوث فرقة بين تلك الدول وإن كانت من تحت الستار!

وهناك تباين أيضاً مما يحدث في البحرين، وإن كان بشكل أقل من الاختلاف حول الأحداث في مصر، لكنه ومع هذا له تأثير على طريقة العلاقات بين دول الخليج. وهناك اختلافات من نوع آخر؛ سياسية واقتصادية، بين هذه الدولة الخليجية أو تلك، وإذا كانت حكمة القادة جعلت الصمت عن الاختلافات شعارها لكي لا تتسع الهوة، وأيضاً لعلها تتناقص أو تتلاشى، فإن الشعوب الخليجية تعرف كل ذلك وتتحدّث عنه في مجالسها ومنتدياتها، وهي كلها فيما أعتقد تتمنى زوال تلك الاختلافات، بل وتتمنى أن تصبح كل دول الخليج دولةً واحدةً تحقق آمال الشعوب الخليجية في دولة واحدة قوية، تستطيع تحقيق الأمن والحياة الحرة الكريمة لكل مواطنيها.

كنت أتمنى أن تكون البحرين حاضرةً في هذا الاجتماع؛ فالبحرين تتعرض لتهديدات ما بين وقتٍ وآخر، كما أن الاختلافات بين المكوّن السني والمكوّن الشيعي لا يزال على أشده رغم كل ما يقال غير ذلك! والواضح أن هذا الاختلاف سيبقى وقد يتزايد إذا لم تتدخل الدولة لإنهائه، وذلك بتحقيق المطالب المشروعة للمعارضة والابتعاد عن تخوين المعارضين واتهامهم بالإرهاب، فهذا كله لا يحلّ المشكلة بل يزيدها سوءًا واشتعالاً. وإذا أرادت المعارضة أن تحقق مطالبها فعليها أن تدرك أن تلك المطالب يجب أن تكون مقبولةً، وإذا أدرك الطرفان: الحكومة والمعارضة، أن الاتفاق سيحقق مصلحة كل البحرينيين كما سيحقق في الوقت نفسه مصلحة الجميع، اذا أمكن انجاز مصالحة حقيقية تحقّق مصلحة الشعب البحريني وحكومته على حد سواء.

وأعتقد أن حكومة المملكة العربية السعودية تستطيع فعل الكثير في سبيل تحقيق المصالحة بين مكونات الشعب البحريني، وهذا سيسهم في تحقيق الأمن للبحرين وللسعودية وأيضاً لدول الخليج الأخرى.

نفرح لاجتماعات قادة دولنا ولكننا سنكون أكثر فرحاً عندما تختفي الاختلافات مهما كان نوعها، وعندما نرى تحقيق الأمن والرخاء لكل مواطن خليجي، ولا أعتقد صعوبة ذلك، فمتى نراه واقعاً في حياتنا؟

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 4099 - الثلثاء 26 نوفمبر 2013م الموافق 22 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 6:02 ص

      وتسمي هذا مقال؟

      الشعوب أكثر ما يقلقها هي تلك الظواهر المعناة للتحكم بمستقبلها من قبل اجتماعات ومؤسسات ومؤتمرات هدفها تهميشه م خلال فكر داحر والغبراء.....انتم مقبلون على شعوب وعت وعلمت أسس اللعبة.

    • زائر 10 | 5:14 ص

      أهل البحرين الأصليين يبادون من الداخل

      البحرين تتعرض لتهديدات ما بين وقتٍ وآخر، وهم لازال يعشعش في بعض العقول بسكم مغالطات بل ان أهل البحرين الأصليين يبادون من الداخل والدليل ما حصل ويحصل يومياً !!

    • زائر 7 | 2:59 ص

      صفر على الشمال

      مع التغيرات التى تجرى على المستوى العالمي، والسياسات الدولية الجديدة، فان بعض الدول ستصبح صفر على الشمال فى هذا السياق، شاءت ام أبيت؟؟؟

    • زائر 6 | 1:36 ص

      هذه المعادلة الواقعية والتي على الجميع أن يفهمها وما قل دل !

      وذلك بتحقيق المطالب المشروعة للمعارضة والابتعاد عن تخوين المعارضين واتهامهم بالإرهاب، فهذا كله لا يحلّ المشكلة بل يزيدها سوءًا واشتعالاً. وإذا أرادت المعارضة أن تحقق مطالبها فعليها أن تدرك أن تلك المطالب يجب أن تكون مقبولةً

    • زائر 5 | 1:01 ص

      خطبة جمعة

      يا اخي انت كاتب صحفي مش خطيب جمعة ؟؟ اذا كان تريد تكتب خطبة جمعة خليها يوم الجمعة عشان ما نقرأها. بعدين اتبع الحكمة القائلة " قل خيرا او اصمت"

    • زائر 4 | 12:19 ص

      البحرين تتعرض لتهديدات ما بين وقتٍ وآخر !

      من من ؟

    • زائر 3 | 12:11 ص

      لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

      خلافات القادة في بلدننا لا ناقة لشعوبها فيها ولا جمل، لم يشرك الشعوب في صنع سياسات هذه الدول ولم يستشر حتى في اصاغر الامور فبها وفي النهاية يريدون منه تحمل تبعاتها السيئة.

    • زائر 2 | 11:51 م

      عن اي خلاف تتحدثظ

      استاذي العزيز انت تعرف ان ليس هناك خلاف بين الطوائف، بل هناك اوامر عليا لإذكاء وشحن المخاوف بين الطوائف ،وذلك حفاظا على ماسرق من قوت واموال وعرق المكونين ليس إلا.

    • زائر 1 | 9:51 م

      لاخلط بين مطالبنا وتدخل دولنا في فرض الديمقراطية في سوريا

      يبدأ الواحد بنفسه ثم ينقل تجربته لمن يرغب لاتوجد لدينا ديمقراطية متقدمة اليست دولنا مجلس تعاوننا احق بفرض ديمقراطية على دولنا قبل فرضها في سوريا ولك ايها الكاتب المحترم بعض الأسئلة البريئة من سهل لاحتلال العراق وأن كنا ندين احتلال الكويت كيف وصل امر الصومال لما هو موجود مشاكل اليمن اسبابها بلاوي مصر ليبيا وحالها من هو السبب تفريخ التكفيرين ومفتينهم من يساندهم ويمدهم بالدعم المالي والاعلامي من دمرسوريا واخير من صنع طالبان

اقرأ ايضاً