إن من أكبر مفارقات هذه المرحلة المتقلبة من التاريخ، أن نقف في خندقٍ واحدٍ مع «إسرائيل»، في معارضتها توقيع اتفاق أممي، لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.
فمن الأمور غير المفهومة سياسياً، أن يصرّ بعضنا على الدفع في اتجاه الحرب، والتحشيد لها، وتحريض الغربيين عليها ضد دول أخرى، عربيةً أو إسلاميةً، ثم نجلس لنصب مآتم العزاء عليها، كما حدث في العراق.
ذاكرتنا تبدو قصيرةً جداً، خصوصاً في مجال استذكار عِبَر الحروب. فقبل ثلاثين عاماً، شجّعنا النظام العراقي السابق على مهاجمة جارته إيران (1980)، وموّلنا بحماسةٍ تلك الحرب التي أحرقت أكثر من 600 مليار دولار من أموالنا، وأسفرت عن قتل أكثر من مليون شخص، بين عراقي وإيراني، وضعف ذلك من الجرحى والمعوّقين، غير عشرات المدن ومئات القرى الحدودية التي تحوّلت إلى مقابر وأطلال.
حين توقفت تلك الحرب الجنونية، استولدت من رحمها حرباً أخرى في أقل من عامين، حين احتل النظام العراقي السابق الكويت وأعلنها محافظةً عراقية. وتم التحشيد لتحالفٍ دولي من ثلاثة وثلاثين دولة لتحريرها، واحترقت مئات المليارات من أموال شعوب الخليج. وكان طبيعياً أن ندفع فاتورة الحرب من جيوبنا، فالدول الأجنبية لم ترسل جنودها للموت من أجل عيوننا، وإنّما من أجل مصالحها وصفقات النفط وإعادة التعمير. كان ذلك في 1990.
مع نهاية الحرب، أخضع العراق لحصارٍ خانقٍ 13 عاماً، ومع مجيء المحافظين الجدد للبيت الأبيض، بمشروعهم الأمبراطوري الشهير للسيطرة على الشرق الأوسط، أعلنوا الحرب على العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، بعد عامٍ من الفراغ من احتلال أفغانستان. كنّا أول المتطوّعين في الحملة، فمن بعض بلداننا انطلقت الطائرات الأميركية لتدمير البنية التحتية في العراق، والدبابات براً لاحتلاله وإرجاعه مئة عام للوراء. كانت الخطة أن تنشر الولايات المتحدة قواعدها لتبقى في العراق خمسين سنة. لقد موّلنا الحرب الجديدة للمرة الثالثة، وأحرقنا مئات المليارات من أموالنا، كأننا الأمة الوحيدة على وجه الأرض التي تستخفها طبول الحرب وتلهث وراء رائحة الدم.
قبل عامين، ساهمنا في الحرب على ليبيا، وبعضنا أرسل طائراته وجنوده لإسقاط النظام هناك، تصفيةً لبعض الحسابات السياسية والأحقاد الشخصية، وتركنا ليبيا تنزف وأبناءها يتقاتلون. كان إنجازاً عظيماً سيدوّنه كتّاب التاريخ ضمن حروب القبائل العربية.
في سورية، مع انتقادنا للنظام السوري وتعاطفنا الكبير مع تطلعات الشعب وحقّه الطبيعي في الحرية والديمقراطية والكرامة، أدّت تناقضاتنا وتدخلاتنا فيه، إلى زيادة تمزيق البلد ونزف المزيد من الدماء. المؤكد أننا لم نكن صادقين بما فيه الكفاية، حين دعمنا حق الشعب السوري في الديمقراطية وحرّمناها على شعوبنا.
اليوم، توقع إيران مع الغرب على اتفاق مرحلي، لحلّ أزمة الملف النووي الإيراني، الذي كُتبت عن خطورته في الصحافة والإعلام الخليجيين، ملايين المقالات والتقارير والبرامج التلفزيونية، خلال السنوات العشر الماضية. الحلّ سيجنّب منطقتنا الخليجية بالدرجة الأولى، ويلات حربٍ رابعةٍ ستكون أكثر دماراً وانتشاراً؛ وسيوفّر علينا مئات المليارات من موازنات دولنا، وسيمنحنا فرصةً أفضل لتنمية بلداننا، التي كشفت أمطارٌ لمدة يومين عن تهتك بنيتها التحتية، وغرق شوارعها ومدارسها وبعض مستشفياتها.
أحد شعراء العصر الجاهلي كان يقول: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم...، أمّا نحن، عرب القرن الحادي والعشرين، مازلنا بعد ثلاثة حروب مدمرة، نحتاج إلى حديثٍ مترجَمٍ عن ويلات الحروب!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4099 - الثلثاء 26 نوفمبر 2013م الموافق 22 محرم 1435هـ
هناك من يفعتعل حروب لمصادرة رأي الآخرين أيضاً
هناك من يفعتعل حروب لمصادرة رأي الآخرين أيضاً، فيخلط الحابل بالنابل عماً، ويسم ممارسات شرعها الفقهاء بالخرافة والسفاهة والخزعبلات
مال اول
صدق مال اول
حتى لا تفيق الشعوب للسرقات لا بد من اشغالها بالحروب
اشغال الشعوب بالحروب وحتى الباردة منها هو هدف حتى لا تفيق هذه الشعوب الى السرقات والاختلاسات واموال النهب التي تشفط من اموال هذه الدول
من يستطيع ان يوقف مسؤول ويسأله ما هو الهدف من هذه الحروب؟
ناس قاعدة على براميل نفط تتلاعب بها ويش تبيهم يسوون
مليارات النفط تجعل البعض دائم التفكير في الحروب لوفرة المال ومحاولة اشغال الشعوب عن التفكير في الثراء الفاحش الذي يتمتع به هؤلاء .
فلو استقرّت المنطقة لوجد المواطن متسع من الوقت يجلس ويتأمل ويفكر كم دخل بلاده من البترول واين تذهب هذه الاموال؟
لا بد من اشغال الشعوب بحروب وويلات وتقاتل حتى لا يتاح لهم وقت يفكرون في امور تفتح اعينهم على الفساد الاكبر
لماذا ذاكرتنا تبدو قصيرةً جداً ؟
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ
لا الخليج وشعبه ليلحين ماذاق
الى الحين اللى ماتو وتدمروا مو خليجيين من كذى ندق طبول الحرب هالمرة هل يفلت من الحرب شعب الخليج بنشوف ولا مثل كل مرة نجيب مقاول يحارب عنا
لمن يقراء التاريخ.
لمن يقراء التاريخ يعرف لم يقف اعراب العرب مع اليهود.
الجواب
إما لحق أو باطل، وأكثر الحروب سببها الجهل والجشع.
خبير استراتيجي
قال خبير استراتيجي. الدول العربية تخشى من إيران بسبب القيادة الحكيمة التى تمكنت من إيصال إيران إلى أعلى المراتب العلمية والتكنولوجية رغم الحصار لأنهم يعتبرونها خطر على كراسيهم لأنها تدعم حق الشعوب في مطالبهم المشروعة.
حقيقة
جميل جدا ما يخطه يراعك أبو السادة، بالعربي العرب يحبون يطلعون فيها، لا يعرفون ما لهم وما عليهم إلا بعد فوات الآوان
في الصميم
ماشاء الله
كلامكم يدخل القلب قبل العقل لا يسعني الا ان اشكرك من كل قلبي .
نعم القلم امانه و القلم اقوى من السيف فشكرا لك على هذا الطرح الجميل اسعدتني في هدا الصباح هل تعلم ان قلمك ويفرح الكثير فشكرا شكرا لك.
لماذا العرب يخشون كيماوي سوريا و نووي ايران و لا يخشون ما لدى اسرائيل منه
لماذا العرب مهزومون في كل شيء لماذا هم غثاء سيل ؟ لانهم يختار لهم عدوهم و لا يشخصونه هم .