تحت رعاية كريمة من عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس، استضافت مدينة طنجة مؤخرا الدورة السادسة من منتدى "ميدايز" العالمي الذي نظمه معهد "أماديوس" بعنوان "أي سبل للنهوض في عالم غير مستقر"، وذلك بحضور 2500 مشارك، ونحو 130 متحدثاً من مسؤولين وأعضاء منظمات إقليمية ودولية والمجتمع المدني، وخبراء وإعلاميين من مختلف دول العالم.
وسلط المنتدى الضوء على الدور النشط للأسواق الناشئة كشركاء رئيسيين في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي وبيان أهمية الحاجة للحوار والتعاون والتبادل بين الشمال والجنوب.
وشهدت الدورة الأخيرة للمنتدى مشاركة بحرينية متميزة لمسئولين وإعلاميين وخبراء، حيث شارك الباحث في العلوم السياسية والقانون الدولي الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في فعاليات جلسة نقاشية بالمنتدى عن العلاقات الخليجية – التركية وآفاق التعاون بين الجانبين في ظل التطورات الإقليمية الجارية.
وقال الباحث في كلمته: إن العلاقات بين دول مجلس التعاون وتركيا شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وصولا إلى إعلان "حوار استراتيجي" بينهما في إطار شراكة إقليمية في سبتمبر/ أيلول 2008 بمبادرة بحرينية - تركية.
وأوضح أن هذه الشراكة تنطلق من رؤية مشتركة لأهمية تحقيق الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وتجنب النزاعات ومحاولات الهيمنة خاصة أن عاملي الاستقرار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى يمثلان مرتكزات رئيسية في السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون، ودلل المتحدث على ذلك بالتعاون الخليجي القائم مع تركيا سواء على المستوى الثنائي أو في إطار المنظمات الدولية والإقليمية كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى جانب انضمام عدد من دول المجلس لمبادرة "اسطنبول" لتعزيز التعاون مع دول حلف "الناتو".
واستعرض الشيخ عبدالله بن أحمد مسار العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في العشر سنوات الأخيرة كترجمة حقيقية للجهود المبذولة في هذا المجال حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة والاستثمار والسياحة بالإضافة إلى تشكيل مجالس مشتركة للتبادل التجاري الأمر الذي ساهم بشكل ملحوظ في زيادة حجم التبادل التجاري الذي ارتفع من مليار و490 مليون دولار عام 2002 إلى 19 مليار و600 مليون دولار في عام 2012.. ويشمل مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية.
وتطرق الباحث الشيخ عبدالله بن أحمد إلى العلاقات بين مملكة البحرين وتركيا كنموذج لتطور العلاقات بين دول مجلس التعاون وأنقرة، مؤكدا أن زيارات القيادة السياسية لتركيا ومنها (زيارتي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد في أغسطس/ آب 2008 وسبتمبر/ أيلول 2011، وسمو رئيس الوزراء في فبراير/ شباط 2006، وسمو ولي العهد في فبراير/ شباط 2011 وكذلك زيارات المسئولين الأتراك للبحرين) شكلت دفعة مهمة لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين، مبينا أن قوة ومتانة العلاقات السياسية أتاحت فرصا واعدة ونقلة نوعية للتعاون المشترك في شتى المجالات.