أشاد وزير التربية والتعليم رئيس لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلم والثقافة ماجد علي النعيمي بالمواقف التي تتخذها منظمة "الألكسو" في إدانة أعمال العنف والتخريب والاعتداءات التي تتعرض لها المؤسسات التعليمية بهدف حرمان الأطفال من حقّهم الأصيل في التعليم.
افتتح وزير التربية والتعليم رئيس لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلم والثقافة ماجد علي النعيمي الدورة المئوية الأولى لاجتماع المجلس التنفيذ للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، والتي تعقد في مملكة البحرين في الفترة من (26-28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، بمشاركة جميع ممثلي الدول العربية الأعضاء في هذه المنظمة.
وقد ألقى النعيمي كلمةً أكد فيها أن الإنجاز الذي تحقق في مملكة البحرين في ظل المشروع الحضاري لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يتمثل في التركيز بالدرجة الأولى على بناء الإنسان، وتوفير جميع المقومات التنموية التي تساعد على بناء الاتجاهات الإيجابية، وتفعيل قيم المواطنة والانتماء إلى العالم الجديد. ويعدّ الاهتمام بالتعليم والثقافة والعلوم ثابتاً أصيلاً من الثوابت الراسخة في مملكة البحرين، وقيمة اجتماعية وحضارية ارتقت بهذا الوطن، ونسجت تعلقه المبكر بالتقدم المعرفي والعلمي بكافة أشكاله.
وأشار الوزير إلى أنه وفي الوقت الذي تتحقق فيه مثل هذه الانجازات النوعية، فإن هنالك من يعمل على عرقلة المسيرة التعليمية، من خلال أعمال التكسير والتخريب والحرق للمؤسسات التعليمية، وقطع الطرق أمام الطلاب وحرمانهم من حق من حقوقهم وهو التعليم، والتي يقوم بها الخارجون عن القانون، في محاولة للتأثير السلبي على المسيرة التعليمية،
كما ألقى وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الألكسو عبدالله يوسف المطوع كلمةً أوضح فيها أن أمام المجلس التنفيذي كماً كبيراً من الموضوعات المطروحة للنقاش، والتي تشمل البرامج والأنشطة المستقبلية التي يؤمل أن تغطي مساحة واسعة من الدول العربية، مشيداً بجهود المدير العام للمنظمة عبدالله حمد محارب في النهوض بخططها ومشاريعها وبرامجها وأنشطتها وهيكلتها، ومتطلعاً إلى قيام المجلس التنفيذي بالتأكيد على قرار تيسير عمل لجنة تحويل الملامح الأساسية والإطار العام لخطة العمل المستقبلي إلى استراتيجية للمنظمة وهيكلية جديدة لها أسوةً بالمنظمات التعليمية الأخرى.
وألقى المدير العام لمنظمة الألكسو عبدالله حمد محارب كلمةً وجه فيها الشكر والتقدير لمملكة البحرين لاستضافتها اجتماع الدورة المئوية للمجلس التنفيذي، بما يؤكد رعايتها للعمل القومي ودعمها لأعمال المنظمة، مشيراً إلى أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة لأنها المئوية الأولى للمجلس التنفيذي الذي يقوم بالتخطيط والتنفيذ لبرامج المنظمة والتي تهدف إلى الارتقاء بمخرجاتها وتحقيق أهدافها المستقبلية، مؤكداً أن تكريم الأعضاء السابقين بالمجلس التنفيذي بمنحهم ميدالية المنظمة هو اعتراف بفضلهم وتقديراً لهم لما بذلوه من جهود طيلة فترة عملهم، مما أدى إلى الحفاظ على مكانة الألكسو بوصفها بيت الخبرة العربي الأول في مجالات التربية والثقافة والتراث.
وأضاف المدير العام أن الفترة الماضية حفلت بالعديد من الإنجازات التي حققت رسالة المنظمة في نشر الثقافة العربية الإسلامية في العالم ورفع مستوى الموارد البشرية وتحقيق احتياجات عدد من الدول العربية في المجال التعليمي، مشيراً إلى قيام المنظمة بزيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين وتخصيصها مبلغ 50 ألف دولار لتقديم الدعم الفني والاحتياجات التربوية لسكان المخيم، بالإضافة إلى تنفيذ ورشتين تدريبيتين لتقديم الدعم للصومال في المجال التربوي، إلى جانب عقد العديد من المؤتمرات والندوات في مجالات التراث والتعليم والمعلومات والاتصال، وإطلاق دليل مرجعي لمعلمي التربية البدنية، وإنشاء موقع الكتروني للحد من الكوارث، وتحديث موقع المنظمة الجديد الذي سيدشن في الفترة القادمة، مشيراً إلى أن المجلس سيتطرق في اجتماعه إلى عدد من الموضوعات منها المنظور القريب لمشروع الموازنة، وعرض تصور مبدئي لخطة العمل المستقبلية للأعوام 2015-2022، وذلك بالاستعانة بعدد من المكاتب الاستشارية لتقديم رؤية حديثة تتناغم من التطورات في الوضع العربي والعالمي.
وألقى مدير إدارة المنظمات وممثل جامعة الدول العربية محمد خير عبدالقادر كلمةً أكد فيها تطلع الأمانة العامة للجامعة للدور الكبير المنتظر من منظمة الألكسو في تفعيل العمل العربي المشترك وتنفيذ الأنشطة والبرامج المتعلقة بهذا الإطار مثل الحوار بين الثقافات والحضارات والتفاهم بين الشعوب، بالإضافة إلى المساهمة في تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية وجودة التعليم والارتقاء بالإبداع الثقافي وتنمية الموارد البشرية.
وبدوره أشاد عضو المجلس التنفيذي عن دولة فلسطين يحيى يخلف بالرسالة التي وجهها عاهل البلاد بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، موجهاً شكره لكل من دعم فلسطين ومؤسساتها بمدينة القدس وتراثها الحضاري والإنساني.
بعدها قام وزير التربية والتعليم بتكريم رؤساء المجلس التنفيذي السابقين وأعضاء المجلس الذين شاركوا في 25 دورة وأكثر من دورات المجلس بتسليمهم الميدالية الذهبية للمنظمة، تكريما لما بذلوه من جهود للارتقاء بسياسات المنظمة وبرامجها.
حيث قال عضو المجلس التنفيذي السابق بالمنظمة عبد العزيز فرج الأنصاري أن هذا التكريم يعتبر فخراً بالنسبة له، فقد ساهم بشكل كبير في تطوير وتحديث المنظمة ممثلا بذلك دولة قطر وكل ما يتعلق بسياساتها التعليمية والتربوية، مقدما كامل شكره وإمتنانه للمنظمة على هذا التقدير، ولمملكة البحرين لإستضافتها أعمال المجلس التنفيذي للمنظمة.
أما نائب رئيس المجلس التنفيذي صفوت سالم والذي تسلم الميدالية الذهبية نيابةً عن رئيس المجلس التنفيذي السابق من جمهورية مصر العربية مصطفى عبد السميع فقد أوضح أن هذا التكريم هو تكريم لمصر كونها من الدول المليئة بالخبرات والمختصين، فقد ترأس عبدالسميع دورتين من الدورات التي عقدتها المنظمة، وتولى قيادة المجلس التنفيذي في مرحلة تاريخية تمكن خلالها من حصد العديد من الإنجازات التي ساعدت على الإرتقاء بالتربية والعلوم والثقافة.
والتكريم بالنسبة رئيس المجلس التنفيذي السابق وعضو المجلس التنفيذي الحالي من الجمهورية اللبنانية هشام النشابة ليس إلا تركيزاً على ما يجب عليه فعله في المستقبل لتطوير أعمال المنظمة، حتى يكون أحد العناصر المكونة للأجيال الجديدة والناقلين للعلم والمعرفة، معدا هذا التكريم حافزاً نحو مزيد من العطاء لتحقيق رسالة ورؤية المجلس التنفيذي للمنظمة.
أما عضو المجلس التنفيذي عن دولة فلسطين يحيى حسن يخلف فقد وجه شكره لوزير التربية والتعليم والقائمين على هذا الإجتماع الذي كرم فيه على جهده الذي بذله طوال هذه السنوات التي قدمها لخدمة المنظمة، معداً هذا التكريم لمسة طيبة من قبل المنظمة لكل أولئك الذين قدموا الجهد والعطاء.
وأضاف زميله عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم إسماعيل التلاوي أن تكريم أعضاء من دولة فلسطين يعتبر مؤازرة للقضية الفلسطينية، مثمناً دعم المنظمة ووضعها قضية فلسطين ضمن قائمة أولوياتها في جدول أعمالها وفي جميع إجتماعاتها، حيث تتم مناقشة دعم المؤسسات التربوية والثقافية في القدس تحديداً، والتي تتعرض إلى هجوم من قوات الإحتلال لطمس الهوية الثقافية العربية والإسلامية، إذ ان الحفريات التي تقوم بها قوات الإحتلال تحت المسجد الأقصى تهدد بانهياره في أي وقت، وهنا يأتي دور المسؤولية العربية المشتركة.
أما مدير المناهج التعليمية من الجمهورية التونسية هاشم العطاوي فقد لفت نظره ما تتعرض له المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين من اعتداءات تخريبية بلغت 227 اعتداءً، ومن واقع خبرته في ظواهر العنف المنتشرة في المجتمعات العربية أكد أنه يجب فهم الظاهرة وتحليلها ومعرفة أهم الأسباب المؤدية إليها، سواء كانت عوامل نفسية، أو اجتماعية أو مادية، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة التي توفر بيئة ملائمة تعليمية سليمة للطلبة والطالبات.
كما أكد العطاوي الحاجة لوجود خطة عمل مشتركة للسيطرة على الظاهرة وإيجاد مختلف الحلول للتصدي لها، حيث أن العالم العربي سيثمر وسيحقق أعلى النتائج المرجوة إذا توج بالإخلاص والعمل بروح الفريق الواحد، ومن أهم الحلول المقترحة هي تطوير الكتب المدرسية وأساليب التعليم التي تجعل الطالب قريباً من المعلم نفسه، علاوة على توفير بيئة مدرسية جيدة والحرص على توفير الراحة النفسية للطلبة، ناهيك عن الدور الكبير الذي يقع على المجتمع الأهلي في استغلال طاقات هؤلاء الأطفال بما هو مفيد.