إعطاء كل ذي حق حقه مبدأ نأمل، بل ونطمح إلى أن يسعى المسئولون في سدة القرار المصيري بالمؤسسات العامة والخاصة إلى تطبيقه على أكمل وجه بغية ايصال الحقوق الى اصحابها دون زيادة ونقصان.
لكن لطالما اختلَّت هذه المعادلة المفروضة قانوناً، فترى فئات تطلب من أطراف أخرى مغلوب عليها جهداً مضاعفاً مقابل أجرة زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع.
هنا يجدر بنا وضع النقاط على الحروف وفك لغز تفشي هذه المنهجية القائمة على اغتصاب وحرمان الحقوق، حتى باتت الأمور المختلة هي المشاعة في التطبيق على حساب سياسة مستوية قويمة وصائبة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما نثيره بين هذه الأسطر لفئة من العاملين يتم إجهادهم وإرهاقهم بالعمل لساعات عمل إضافية أخرى فوق ساعات العمل المحددة والرئيسية دون أن تتجشم هذه المؤسسة التي ينطوون تحت ريادتها عناء ومسئولية تعويضهم ماليّاً، او حتى منحهم تعويض إجازة بديلة عن الإجازة التي يضطر فيها الموظف العمل فيها تحت طائلة الفرض الاجباري والتطبيق لأوامر فوقية صادرة عن مسئولي المؤسسة، ناهيك عن العقاب الذي قد يطولهم وخصم للراتب بمجرد التخلف عن تطبيق هذه الأوامر وعدم الامتثال لأداء وتنفيذ هذه المسئولية الملقاة على عاتقه... يا ترى ألا يعتبر هذا الإجراء والسلوك بحذ ذاته مخالفاً للعقل والمنطق والقانون معاً، وينطوي على سمات أدعى بوصفها ظالمة وقاهرة ومجحفه.
إذن كيف نفسر الإجبار الذي تفرضه وزارة البلديات وتحديداً لموظفي بلدية المنامة - لنظام النوبات بالعمل خلال أوقات الاجازات الرسمية والحضور القسري الى العمل دون ان تتجشم مسئولية اعطاء هؤلاء الموظفين حقوقم المالية أو حتى تعويضهم عاجلاً أم آجلاً من الأموال او الاجازة جزاء للجهد المضاعف الذي يقدمونه خلال الساعات الاضافية، ناهيك عن تزامن تلك الساعات أحياناً كثيرة مع اجازات رسمية تعمم على بقية الموظفين سواء العاملين في القطاع الحكومي أم الخاص وينتفع بها الجميع عداهم محرومين منها لكونهم يقضون جل تلك الأوقات في العمل بدلا من البقاء مع أسرهم في تلك المناسبات التي يلتم فيها شمل العائلة، والأدهى أن الوزارة تعجز عن الايفاء بواجبها وسداد تعويضات مجزية مالية لهؤلاء العاملين بحجة شح الموازنة!
يا ترى هل يستقيم هذا الأسلوب مع مقاييس العدل؟! بأن تجبر الموظف تحت طائلة أوامر فوقية على الحضور لساعات عمل اضافية دون أن تمنحه أجرة هذا العمل الذي يكون على حساب سعادته والمكوث بمعية أسرته وقضاء جل وقته مع أطفاله، والأدهى من كل ذلك لا يوجد هنالك أي بند او قانون يحفظ حق العامل من الهدر أو تعويضه عن الساعات الاضافية لاحقاً، والتي تذهب كل جهوده هباء منثورا وهدرا لكون الموازنة الشحيحة تقف عائقاً أمام صرف التعويضات، والتي تلغى نهائيا تلك الساعات من قائمة التعويض دون اعطائنا على سبيل المثال تعهداً خطيّاً بالتعويض لاحقا خلال السنوات المقبلة، والأدهى من كل ذلك تتعمد الجهات الرسمية فرض العمل لساعات اضافية خلال الأشهر الأخيرة للسنة وتحديداً شهري نوفمبر، تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول اللذين تتصادف فيهما مناسبات مهمة تمر على المسلمين عامة والمواطنين خاصة سواء عيدي الفطر أم الأضحى اواجازة عاشوراء والأعياد الوطنية، كل تلك الاجازات مفروضة علينا قسراً بقضائها في العمل والحضور الرسمي للدوام دون اعطائنا التعويض المجزي، والسبب يكمن في كل ذلك شح الموازنة كذريعة تسوقها الجهات الرسمية امام عدم تعويضنا مع العلم أن مجموع ساعات العمل الاضافية التي قضيناها تصل إلى نحو 40 ساعة قد ذهبت هدرا دون تعويض.
مجموعة من موظفي بلدية المنامة
درة وعروس الخليج هي البحرين تغنى بها الشعراء وجعلوها أرقى وأفضل وأجمل بلد على الإطلاق نسبة لصغر حجمها وموقعها الاستراتيجي مقارنة بدول الجوار؛ سعياً وحلماً بأن تكون في مقدمة الصفوف على مستوى تحقيق المطالب والسير على ركب التقدم لا أن تتأخر عن مسار دول الخليج في مجال التطور والتقدم.
ما حصل في هذه السنة والسنين التي سبقتها لهو شيء مهول، ويبعث على الاستغراب والامتعاض. هطول الأمطار بهذه القوة المتواصلة وإغراق الشوارع وتغطية الأرصفة وتعطيل حركة المرور في جميع المناطق، وناهيك عن ما يعانيه المواطن الذي قسا عليه الزمن، ويلوذ ببيت آيل للسقوط لا يهنأ بنوم ليل ولا مضجع نهار.
نحن نتساءل: لماذا لا تكون ثمة مراقبة ومحاسبة للقائمين على ترصيف الشوارع وتعبيدها ومحاسبة مهندسي شبكة تصريف المياه (المجاري)، الذين لم يتقنوا عملهم وإنجازهم وفقاً لما أسند إليهم على أكمل وجه؟
وهذا ما نعانيه منذ سنين خلت إلى يومنا هذا، ولا يوجد هنالك بصيص من الأمل بتعديل الشوارع والقضاء على هذه الأزمة المزرية في شتاء كل عام.
تعوَّدنا على دخولنا العمل متأخرين بسبب الفيضانات، وتعودنا أيضاً على المناظر المأساوية لسيارات المواطنين المتعطلة في الشوارع.
أحياناً ننظر إلى هطول الأمطار بهذه الكميات الهائلة بمنظور اقتصادي ونافع، بحيث يتم تجميعه واستغلاله وتعبأته وتحويله إلى مياه معدنية وأشياء أخرى، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
مصطفى الخوخي
حبيبي دوم وياك ودني
مثلك في البشر ما شفت ودني
يغارون منا كلما تودني
منهم ما عليك نفرح سويه
***
يا نفسي لا تلحين صبري
بعد صبري مهما نفد صبري
هو ربي يعوض كل صبري
والنعم هو رب البريه
***
محبوبي هو النفس والماي
قلبي مثل قلبه ترى والماي
من يقدر يعيش بدون هالماي
قولوا لي يا أهل الحمية
***
من مثلي طواه الحزن والهم
دويات أشكال دوم أطحن والهم
إنك أشكي يا ربي من الهم
تجبر خاطري من كل أذيه
***
في سوق الأقمشة مديت واري
شفت حلوه وشفت الليت واري
هو مطفي من نورها وارى
نورها ساطع فوق الوطيه
***
ألوم الآه وألوم الدنيا والحظ
يا سامع عاين شوف والحظ
مثلي إكثار تشكي من الحظ
بس أنا حظي زايد الشويه
***
في الدنيا ويش الي صفالي
ماي العذب ما شخته منعالي
حتى الحبيب قلبه ما صفالي
والشكوى بس حق رب البريه
جميل صلاح
أتقدم برسالتي هذه الى المسئولين في بلدية الوسطى ومحافظة الوسطى راجياً منهم النظر بعين الرحمة والانسانية لحال البيت الذي نقطن بداخله... استنجد بعد الله بأي مسئول في الدولة تمكنه سعته ومقدرته على علاج المازق الواقعين فيه.
فأنا مواطن بحريني متقاعد خدمت هذا الوطن بكل إخلاص وجهد في إحدى الدوائر الحكومية، وقد تقدمت بطلب للانتفاع بمشروع بناء البيوت الآيلة للسقوط، وكنت من الأوائل المتقدمين للطلب، لكن لم يتم إدراج الطلب بسبب الاهمال الاداري وإضاعة الأوراق آنذاك حتى سجل الطلب في العام 2006 رغم ان البيت قديم جداً.
وتقدمنا برسالة إلى وزارة الإسكان، والاتصال بإذاعه البحرين وكتابة الموضوع في الصحف وتقدمنا برسالة إلى محافظ منطقة الوسطى دون جدوى. والسؤال إلى متى؟ وماذا تتنظرون ؟ وخصوصاً أننا نعيش أوضاعاً صعبة خلال الايام الممطرة، فلا نستطيع النوم أو الجلوس، فالمياه تغمر البيت من كل جانب وزاوية، كما انني رجل كبير في السن وأعاني من الربو وزوجتي كبيرة في السن ومريضة تعاني من قصور بالقلب والسكري فيما أجواء المنزل ليست صحية والرطوبة دائمة فيه لدرجة أن الاملاح مترسبة مع محاولاتنا الدائمة لاصلاحه فيما وضعي المادي لا يسمح لي عمل اي شيء بداخله لكوني متقاعداً ووضعي المادي ضعيفاً لا يساعدني لاقتراض مبلغ وترميم البيت الذي يحتاج إلى الهدم من الأساس وإعادة بنائه. لقد رفعت نداءات لمساعدة كثيرة ورسائل عدة الى كل المسئولين لكن حتى هذا اليوم معلق أمر موضوعي الذي قدمته بين أيديكم لأكثر من مرة، ولأجل الوقوف على حجم الكارثة التي أعاني منها بامكان الجهات الحكومية ابتعاث باحث اجتماعي او مهندس معماري يزور مقر اقامتنا لإلقاء نظرة عابرة على وضع المنزل، والتأكد من صحة كلامي ومدى حالته المتهالكة وخطورة السكن فيه من الناحية الصحية ناهيك عن عمر البيت الذي يعود الى سنوات ماضية قديمة... أطرق باب الله الذي لا يرد من سأله أن يتم الرأفة بحالنا والنظر في موضوع اعادة بناء منزلنا بأسرع وقت، أليس من حقي أن أقضي آخر أيامي في بيت يلمني بأبنائي تحت سقف لا تخر جدرانه، ولا أرى الملح في زواياه والحشرات تتراقص في كل مكان.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
لا شك أن مبدأ التسامح مبدأ عظيم؛ فكلنا أهل الخطأ، ونحتاج كثيراً إلى من يصفح عنا ويحلم بنا، ليصنع لنا بذلك معروفاً ندين له به أبداً.
ومتى ما رأيت كلمات التسامح والصفح والمحبة من الآخر، كلما أحسستُ بعظمة الإحسان التي تملكني، هذا هو لسان كل إنسان.
كلنا نخطئ، كلنا نذنب، كلنا نحتاج إلى مغفرة «وكم قسونا وكم تجاوزنا الحدود».
الكثيرون لا ينتهجون التسامح خوفاً على مكانتهم وبيان قوتهم وعدم اهتمامهم لما حدث، والذي يبقى في النهاية بكل تأكيد هو التسامح.
«فلنسامح» لأننا لا ندري في أي وقت نكاد أن نموت، «فلنحسن» خاتمتنا بأنفسنا.
قماشة الدوسري
العدد 4098 - الإثنين 25 نوفمبر 2013م الموافق 21 محرم 1435هـ