العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ

اختيار وزير العدل عضواً استشارياً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر

المنامة – وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف 

تحديث: 12 مايو 2017

شارك وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة والوفد المرافق، بمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الاسلامية بجمهورية مصر العربية الشقيقة لافتتاح اللجان العلمية للمجلس بعنوان "سماحة الإسلام في مواجهة التحديات الفكرية" تحت رعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وألقى وزير العدل كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد خلالها على السماحة كدعامةٍ من دعائم القيم التي تميَّزَ بها دين الإسلام، فبجانب كَوْنِهَا خُلُقَاً فهي كذلك مِلَّةٌ ونَهْجٌ، وقد جاء بها الإسلام موافقاً لمقاصد الشرائع والنبوات، وهي من أهم معالم الإسلام في تطبيقاته ونهجه وتعاملاته.

وقال الوزير ان مِلَّةُ إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هي الحنيفية السمحة، والحنيفية السمحة هي جوهر الرسالات ودعوة النبوات.. والإسلام خاتمة الرسالات التي جاء لِيعَزِّزَ ويؤكد أنَّ السماحة والتسامح مع جميع البشر جزءٌ لا يتجزأ من جوهره ودعائم قيمه، قال صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً سَمْحَاً إِذَا بَاعَ سَمْحَاً إِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى".

وأشار إلى سماحة الإسلام مع غير أتباعه حيث جعل من البشرية بكل أطيافها أسرةً واحدةً استحقت التكريم والتفضيل على سائر الخلائق دون النظر إلى اختلاف أفرادها من حيث تنوع عقائدهم وأفكارهم ودياناتهم، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِيْ آدَمَ وَحَمْلنَاهُم فِيْ البَرِّ وّالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىْ كَثِيْرٍ مَمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيْلاً)، وذلك لأنَّ الإسلام دعوةٌ عالميةٌ ورسالةٌ عامةٌ للناس كافةً، وبحكم هذه العالمية بقدر ما حملته رسالة الإسلام المباركة من تسامحٍ مع الآخر أينما كان، وكيفما كان، وعلى مذهب أو دين كان.. ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التسامح مُمْتَثِلاً في ذلك أمر ربه: (خُذْ العَفْوَ وَامُرْ بِالعُرْفِ وَأعْرضْ عَنْ الجَاهِلِيْنَ)، كما قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مَنْ أنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ).

وأردف فكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه رَبُّه رحمةً للعالمين: (وَمَا أرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْن).. فهاهو عليه الصلاة والسلام يتسامح مع من آذَوْهُ ومَنَعُوْهُ وَصَدُّوْه وَعَذَّبُوْا أصحابَه وهَجَّرُوْهُم وأخرجوهم من ديارهم وأموالِهِم.. فَيَقِفُ يوم الفتح معلناً مبدأ التسامح والعفو والتجاوز والصفح، "اذْهَبُوْا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ"، وهكذا رأينا هذه الشخصية الفَذَّةَ رَسُوْلَ الله صلى الله عليه وسلم يعيش في المدينة متسامحاً وَدُوْدَاً مُحِبَّاً محبوباً مع كل أطيافها.. ويموت ودرعه مرهونة عند يهودي.. وهاهم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم يتتبعون أَثَرَه وَهَدْيَه ويتخذونه قدوةً وأُسوةً لهم في تسامحه، وكذلك علماء الأمة وأئمتها وقادة الجيوش الفاتحون الذين سجل التاريخ مواقفهم المتسامحةِ مع من حاربوهم وقاتلوهم.

وأكد على أهمية على تعزيز نهج التسامح، لِيَكُوْنَ ذلك عاملاً من عوامل سعادة البشرية، بِبِنَاءِ عَلاقَاتِ إنسانيةٍ أخلاقية ساميةٍ، لِيَعِيْشَ الجميع -على اختلاف عقائدِهِم ومذاهِبِهم وأفكارِهِم ومَشَارِبِهِم- لِيَعِيْشُوْا في سِلْمٍ واحترامٍ وتسامحٍ وعَفْوٍ وصفحٍ وتجاوزٍ، ولَيْتعَاونُوا جميعاً من أجل البناء والنماء والتطور والتحضر.

وأشاد وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بدور لعلماء مفكري وأساتذة الأزهر الشريف في تكريس الفكر الوسطي المعتدل والنهج التسامحي المفتح، مثمناً الدور الرائد لمصر الشقيقة في المجالات كافةً وبخاصةٍ تلك التي تجمع علماء الأُمَّةِ ومفكريها وأساتذتها للتباحث والتشاور في شئون وقضايا أمتهم، وصولاً ما تصبوا إليه أمتهم من تقدم وازدهار وريادة وتحضرٍ إلى حلول وعلاجات واطروحاتٍ ومبادراتٍ ناجعة.

إلى ذلك وفي إطار إعادة تشكيل المجلس، فقد تم اختيار وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة عضواً استشارياً للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية الشقيقة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً