العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ

كفاية... غروراً!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إننا ندعو وبقوةٍ، وسائل الإعلام، إلى الالتزام بالأخلاق والعمل الصالح والعادات والتقاليد العربية الأصيلة!

طبعاً دعوتنا ليست من فراغ، وإنّما من واقع ملموس، حيث تتجرّأ بعض وسائل الإعلام على نشر أخبار وآراء غير صحيحة، بما يساهم في تحريف الحقائق وتشويه الصورة الناصعة التي وصلنا إليها، من معايير ومواصفات دولية.

ولا يقتصر الأمر على وسائل الإعلام المحلية، بل يتعدّاها إلى وسائل الإعلام الأجنبية، والقنوات الأوروبية والأميركية، فضلاً عن وكالات الأنباء العالمية التي تتعمد نشر أخبار وصور غير صحيحة، وتقارير مفبركة، بما يحقّق أهداف الكيان الإسرائيلي!

إننا نطالب وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إلى الالتزام بالمهنية الصحافية والقواعد الأخلاقية، مع ضرورة التعاطي مع الأخبار والمعلومات بحياديةٍ وموضوعية، لكي تثبت أنها فعلاً وسائل إعلام ذات نكهةٍ حضارية. إن أكبر خطأ ترتكبه هذه الوكالات والفضائيات الأجنبية، تعمد تشويه الحقائق، وهي بذلك تغامر بمصالحها الاستراتيجية في بلداننا، فنحن مازلنا نمتلك سلاح النفط والطاقة النووية، بالإضافة إلى سلاح المقاطعة الاقتصادية والثقافية والفنية، ولكننا لا نريد استخدامها في الوقت الراهن، ولا في المستقبل، إنما فقط لتذكير الغرب بما نملكه من أسلحةٍ فعّالة!

إننا في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخنا، نحذّر من خطورة الاستخدام الخاطئ لوسائل الإعلام بما فيها الإيميل والآيفون، على وحدة شعوبنا، وسلامة أراضينا. فلم يعد من الجائز أن نترك الحبل على القارب، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بهذه الصورة المفزعة. وهو ما يستدعي توقيع الدول العربية على اتفاقيةٍ أمنيةٍ جديدة من أجل محاصرة الآثار الضارة لانتشار «التويتر» و«الفيسبوك» و«اليوتيوب»، وخصوصاً «الانستغرام»، الذي يعتبر أكبر خطرٍ على الأمن القومي العربي في هذه المرحلة الحسّاسة من التاريخ!

من هنا، لابد من الآن فصاعداً، من وضع رؤية استراتيجية جديدة، لدور وسائل الإعلام في المجتمع، كخيار جيوبوليتيكي، لاستكمال فلسفة أمننا القومي، بما ينسجم مع أخلاقنا وتقاليدنا العربية العريقة.

إن أكبر خطر واجه الأمة العربية، فيما يسمى بـ «الربيع العربي» المزعوم، خروج وسائل الإعلام والاتصال عن دورها التقليدي في نقل الإخبار والمعلومات بكل حيادية وموضوعية، فأخذت تنقل أخباراً عن الميادين والساحات، وتنشر شعارات غير مناسبة، مع صور المتجمهرين في الشوارع للإضرار بمصالح الناس وتعطيل عجلة الإنتاج. وهي بذلك خالفت المعايير المهنية والقواعد الإعلامية الصحيحة، وتحوّلت إلى وسائل توجيه وتشويه الحقائق ومغالطة الرأي العام، وذلك بسبب ما أصابها من غرور وإعجاب بالذات.

إننا نجدّد الدعوة إلى تجنب الغرور والرياء، والالتزام بالتقاليد والقيم العربية الأصيلة، وفي مقدمتها المحافظة على الأسرار، وعدم الانتقاد على رؤوس الأشهاد، فنحن ليس لدينا شيء اسمه انتقاد وحرية رأي وتعبير، وإنّما عندنا «النصيحة»، والنصيحة لا تكون إلا في السر! كما أن العلاقة بين الشعوب والحكّام يجب أن تكون مثل العلاقة بين الأب وأبنائه، فالأبناء مهما فعل الآباء، ليس من حقهم الاعتراض، وعليهم أن يقبّلوا يد أبيهم، حتى لو ضربهم بالخيزرانة، فهو الذي يصرف عليهم، فعليهم أن يشكروه!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 2:24 م

      كفاكم

      اعلامنا مستقل وسجوننا خمس نجوم وشوارعنا حتي الحشرات والحيوانات عندما تمشي عليها تسبح وتهلل من كثرة النظافة حتي حدائقنا تشبه الجنان من كثرة روعتها الخلابة ولايوجد تعذيب في السجون ولاقطع الارزاق بالعكس شعبنا من كثرة الرفاهية مايعرف ويش اسوي

    • زائر 17 | 7:40 ص

      خلك مع الحق سيدنا

      واذا ابتليتم فاستتروا

    • زائر 14 | 4:19 ص

      محمد

      شي جيد اتشوف العواصف والدماء في الربيع العربي وهدي نظرة الناس المحترمين ؟ صحيح هدا ؟ لكن ماذا لو تظاهر الحكام العرب في الجامعة العربية ورفعوا شعارات تطالب باسقاط الشعوب ؟

    • زائر 12 | 2:39 ص

      حتى لو ضربهم بالخيزرانة، فهو الذي يصرف عليهم، فعليهم أن يشكروه

      ذكرتنا بالخيزرانة... شخباره ألحين؟

    • زائر 11 | 2:33 ص

      ايميل وآيفون

      خلهم يعرفون يشغلون الآيفون بعدين يوجهون الاعلام العالمي بتوجيهاتهم.

    • زائر 10 | 2:12 ص

      فشيلة

      هذا هو واقع الحال. يريدون الناس ما تتكلم. حتى وكالات الانباء والقنوات الاجنبية يتهمونها بتحريف الحقائق. حتى البي بي سي هاجموها في صحفهم. والله فشيلة. فشيلة وفضيحة.

    • زائر 8 | 2:09 ص

      دس الرؤوس في الرمال

      هذه أصبحت ثقافه عامه في البلاد العربية خاصه مجتمعاتنا الخليجية وهي إنكار الواقع والتغافل عن الحقائق والتدليس بما يتنافى مع المصلحة العامه والسبب ان عامه الناس لم تعتاد على النقد الموضوعي بهدف إصلاح الخلل فإذا كنت من الموالين يجب عليك الا تنتقد وتبين القصور في الخدمات اما اذا كنت من المعارضة فأي انتقاد او إبراز للقصور فيفسر على انه تعمد للإساءه الى صوره وسمعه البلد متناسين ان المصلحة العامه فوق كل اعتبار

    • زائر 4 | 12:00 ص

      تصحيح

      الحبل على الغارب وليس القارب

    • زائر 6 زائر 4 | 12:45 ص

      القارب، الغارب، المحمل

      وش ترجمتها هل يعني ( لم البحار يخلي لخراب على المحمل ) وبذلك يسمر المحمل ويتم متحسر لان فقد المحمل بفعل التيار المائي واذا كان في بحر غزير يسلم على الدنيا لانه ما راح يقاوم وبيتعب وبعدها باي باي، فهمت يالطرن

    • زائر 7 زائر 4 | 1:33 ص

      ههههه

      تكتب قارب وتقرأ غارب .....

    • زائر 2 | 11:22 م

      هذه خلاصة الموضوع@#@

      إننا نجدّد الدعوة إلى تجنب الغرور والرياء، والالتزام بالتقاليد والقيم العربية الأصيلة، وفي مقدمتها المحافظة على الأسرار، وعدم الانتقاد على رؤوس الأشهاد، فنحن ليس لدينا شيء اسمه انتقاد وحرية رأي وتعبير، وإنّما عندنا «النصيحة»، والنصيحة لا تكون إلا في السر! كما أن العلاقة بين الشعوب والحكّام يجب أن تكون مثل العلاقة بين الأب وأبنائه، فالأبناء مهما فعل الآباء، ليس من حقهم الاعتراض، وعليهم أن يقبّلوا يد أبيهم، حتى لو ضربهم بالخيزرانة، فهو الذي يصرف عليهم، فعليهم أن يشكروه!
      ويرددوا سمعا وطاعه بو..

    • زائر 1 | 10:02 م

      في أي عصر

      الظاهر البعض عندنا توقف عنده الزمن ولا زال يعيش الماضي

اقرأ ايضاً