العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ

بحثاً عن معادلة غير صفرية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني التي تمّت أمس في مقر الأمم المتحدة بجنيف، والإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) هي الخبر الأول على مستوى العالم، وهي الخبر الأهم بالنسبة إلى منطقتنا التي ابتليت بملفات معقدة تبدو في كثير من الأحيان أنها مستعصية على الحل. الاتفاق المؤقت الذي وقعته إيران والقوى الست الكبرى سيوفر الوقت والمجال لمحاولة التوصل إلى حل شامل للأزمة النووية المستمرة منذ عقد بين طهران والغرب، وهو اتفاق يفتح «آفاقاً جديدة»، بحسب ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني.

البيت الأبيض قال إن إيران التزمت بوقف التخصيب فوق الخمسة في المئة بموجب الاتفاق النووي، وكذلك بالتوقف عن وضع أجهزة طرد مركزي إضافية أو استخدام المتطور منها، وفي مقابل ذلك فإن الدول الكبرى لن تفرض عقوبات جديدة على إيران خلال 6 أشهر حال التزامها بالاتفاق النووي. وإخضاع برنامجها النووي لعمليات تفتيش دقيقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أنه من المتوقع حصول إيران على تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها فيما يتعلق بالذهب والبتروكيماويات والسيارات.

تعوَّدنا أن المعضلات التي تمر بمنطقة الشرق الأوسط تبدو مستعصية منذ زمن طويل، والثقافة السائدة تتمحور حول نماذج قديمة في العلاقات بين الدول وبين الأطراف المختلفة. من تلك النماذج اعتبار أن فوز طرف يعني خسارة الطرف الآخر، أو أن يخسر الطرفان في حال جلسا للتفاوض فيما بينهما، وبالتالي تصبح الخصومة كأنها مصير محتوم وأبدي مهما طالت الأزمان ومهما تغيرت الظروف.

على أن هناك أنموذجاً آخر يرتكز على معادلة «غير صفرية»، بمعنى أن كل طرف يخرج فائزاً من خلال تسوية تكاملية، والأطراف المتفاوضة تصل إلى اتفاق يراعي مصالح بعضها الآخر، ويمكن أن يتطور الوضع إلى «فوز للجميع». هذا الأنموذج يبدو غريباً على منطقتنا التي اعتادت على أنموذج «حياتي تعتمد على ممات أو انسحاق الطرف الآخر»... ولعلّ ما حدث بالنسبة للاتفاق الدولي بشأن الملف النووي الإيراني يؤسس لأسلوب آخر لحل الصراعات والخلافات بحيث يتم استيعاب جميع المتنازعين من دون الحاجة إلى ما نراه حالياً من دمار وإرهاب وتخريب وقتل وقمع وتعذيب وتكاليف بشرية ومادية لا حصر لها من دون أن تحقق أمناً أو استقراراً لأحد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4097 - الأحد 24 نوفمبر 2013م الموافق 20 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:46 ص

      لا يوجد مخرج إلا بخروج الأمريكان وحلفائها لكي تحل معضلة البحرين

      يقال من الأهميه البارزة للجزر أوال أو مملكة البحرين موقعها الإستراتيجي لكن الشركات والمخابرات المركزيه رافضه ترك البحرين أو الزحزح منها – أي مبرر التواجد الأمروغربي وصهيوني أوربي لا يختلف عليه اليوم إثنان. فما صنع في الغرب – يعني نظام ورقي ويقولون مالي كما نظام التجاره العالمي المعتمد على الرفاهيه – يعني تجارة رق أبيض وفنادق وهز وسط وخدمات أخرى مقابل أوراق ماليه وليس مقابل ذهب أو فضه. يعني ويش البنوك المركزيه وظيفتها؟ أو تجارة بالناس أصبحت عالميه؟

    • زائر 5 | 12:19 ص

      الا في البحرين فهي استثناء لكل شيء

      دكتور هنا في البحرين من تعود ان ينعم بالعيش الوفير والغني من دون عناء ولا تعب ولا غيره هؤلاء لن يتركوا مصالحهم ولو خرب الوطن.
      كيف تريد من هؤلاء ومن يحصل على مناصب ويعتبر البلد غنيمة له ان يقبل بالشراكة الاجتماعية والعدالة والمساواة

    • زائر 4 | 11:25 م

      شكرا

      نهاية المشوار لا بد من حل يرضي الطرفين لكن اذا صار عناد اكيد في الاخير بصير حل يرضي طرف دون الاخر مثلنا في البحرين لابد من حل سياسي يرضي جميع الاطراف.

    • زائر 3 | 11:10 م

      معادله جديده \\ أسلوب واقعي

      معادله جديده لاسلوب حل الخلافات تقوم على اساس مراعاة تعويم مصالح جميع الفرقاء ووضعها على ميزان قياس ليتسني اجتراح حلول وابداع اتفاق لتطويع المستحيل فاالفوائد المتثتيه عن هاكذا اتفاق تغري جميع الاطراف فى المضي قدما لجني الارباح جميعا فاالجميع من هذا الاتفاق فائز حتي لو على حساب بعض المبادئ فاالمبادئ وضعت لتقوية اوراق المتحاورين هاكذا هي السياسه اقدم مهنه في التاريح ولعلنا نتعض...

    • زائر 2 | 9:57 م

      إيران النووية

      خبر مفرح جداً للعالم كله وسيكون له تأثير إيجابي على منطقة الخليج العربي وإستقرارها

    • زائر 1 | 9:48 م

      اجهاض الاتفاق بسبب كثرة الاعداء حول ايران ... ام محمود

      الكثير شعر بالسعادة امس لتحقيق الجمهورية الاسلامية فوزا وانتصارا في المفاوضات التي طالت و البعض الاخر شعر بالغضب و القهر و الهزيمة و الخذلان مثل اسرائيل و بعض الاعراب و الجماعات التكفيرية و ارتفعت عندهم درجات الحرارة انا اعتقد ان هذا النجاح ليس دائما سيتم الالتفاف عليه و اجهاضه و تشديد العقوبات و جعل ايران و حزب الله في مرمي صواريخهم و هدفا لمخططاتهم التدميرية ما حدث مجرد تكتيك اخر لجر الفريسة للحرب و لا تنسى يا دكتور انهم يريدون الانتقام لما حدث في سوووووريا
      و استعادة الامور و انشاء دار الكفر

اقرأ ايضاً