دعا المدير والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، إياد أبو مغلي الشباب العربي والبحريني على وجه الخصوص، الى تعزيز مفهوم ريادة الأعمال والابتكار في المجال البيئي والتركيز على "التفكير الأخضر" لتدارك المخاطر المحدقة بكوكب الأرض وإنقاذ ما تبقى منه للأجيال القادمة.
وشدّد أبو مغلي في كلمة له صباح اليوم الأحد (24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) خلال الاجتماع الأممي الاقليمي "شباب مبدع من اجل مستقبل مستدام" الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسة الشباب والرياضة، على ان الجامعات مطالبة على غرار الحكومات بتخصيص ميزانيات خاصة للبحث والتطوير ودعم الإبداع الشبابي، وأن لا يترك الشباب المبدع دون اهتمام او رعاية تفضيلية.
وبين أبو مغلي ان الاقتصاد الأخضر لا يعني فقط التشجير بزيادة المساحات الخضراء من أشجار وغيرها من نباتات، بل يعني كذلك توليد الطاقة بتقنيات صديقة للبيئة والاعتماد بصورة شبه كلية على الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والشمس وغيرها من أساليب متطورة.
ودق أبو مغلي ناقوس خطر محدودية الموارد الطبيعية لكوكب الأرض، وما يزيد الأمور سوءاً تفاقم تبعات التغير المناخي والاحتباس الحراري، وخير دليل على ذلك ما يحدث من كوارث طبيعية مدمرة، الأمر الذي يحتم على جميع شعوب الأرض تعديل أنماط استهلاكها والحد من تلوثها للبيئة المحيطة بها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وذكر أبو مغلي ان هناك عدداً من قصص النجاح في الوطن العربي في كيفية تعزيز التفكير الأخضر، مشيرا الى ان الشباب المبدع سيكون مفتاح نجاح الحفاظ على الموارد الطبيعية في العالم في ابتكاره ما يمكن ان يحافظ على البيئة ويحد من معدلات التلوث.
وأضاف أبو مغلي بالقول: "نحن لا نملك خيار العيش سوى البقاء على كوكب الأرض، فلا يمكننا اختيار كوكب آخر للعيش فيه، وبالتالي علينا كجنس بشري مسؤولة عظمى بالحفاظ على الموارد الطبيعية المحدودة حتى تتمكن الأجيال القادمة من البقاء والإنتاج الأخضر".
ولفت أبو مغلي الى ان معدلات الأمية في الوطن العربي بين كلا الجنسين ماتزال مرتفعة، الأمر الذي يعيق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015، وبخاصة البيئية منها وما يتعلق بترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وبحسب أبو مغلي ، يعتبر الاجتماع فرصة ثمينة لتبادل الآراء والخبرات بين المجتمع الدولي وصناع القرار وبين ممثلين عن منظمات الشباب في منطقة غرب آسيا.
وقد شارك في الاجتماع الأممي الإقليمي "شباب مبدع من أجل مستقبل مستدام"، ممثلين بارزين عن مختلف منظمات الأمم المتحدة وهيئات حكومية ومن قطاع التعليم العالي، إضافة الى مشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني في مملكة البحرين ومنطقة غربي آسيا.
وقد تناول الاجتماع اهم القضايا المتعلّقة بمستقبل مستدام للشباب من توفير فرص عمل خضراء جديدة، وضمان رعاية صحية واجتماعية ترتكز على أسس التنمية المستدامة التي ترمي الى توفير مستقبل مستدام للجميع مبني على التوزيع العادل للثروات الطبيعية من طاقة ومياه ونظم حيوية، واستخدامها بأساليب تؤمن استمراريتها وتجددها واستخدامها من قبل الأجيال القادمة.
كما ناقش مندوبي الامم المتحدة وممثلو القطاعين العام والخاص والمشاركين عن منظمات المجتمع المدني، أهم التحديات التي تواجههم وطرح الحلول التي ترتكز على طاقات الشباب ومواهبهم وقدراتهم الإبداعية.
ومن ابرز المواضيع التي ناقشها المشاركون الأولويات التي يجب ان تتضمنها الاجندة العالمية للتنمية المستدامة للأعوام القادمة، وصقل مواهب وقدرات الشباب على الإبداع في كافة المجالات، مما سيساهم في اتخاذ القرارات المناسبة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، ومما يوفّر فرص عمل جديدة ترتكز على الاقتصاد الأخضر، وتوفير الاحتياجات والمتطلبات الصحية والاجتماعية.