العدد 4096 - السبت 23 نوفمبر 2013م الموافق 19 محرم 1435هـ

مفاوضات شاقة سبقت ولادة الاتفاق حول الملف النووي الايراني

عند الساعة الثانية فجر اليوم الأحد (24 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) وفي الطابق العلوي في فندق من خمس نجوم في جنيف، كان المفاوضون لا يزالون، على بعد امتار من قاعة استقبال، يواصلون مباحثاتهم حول الملف النووي الايراني عندما سرت فجاة شائعات تؤكد الوصول الى اتفاق.

وهكذا وبعد خمسة أيام من المفاوضات الماراتونية ووسط توالي معلومات يجري نفيها بسرعة ثم موجات من التفاؤل والتشاؤم، أعلن الاحد الوصول الى اتفاق تاريخي بين القوى الكبرى وايران حول البرنامج النووي الايراني.

والاربعاء عندما بدأت المفاوضات، كان كل شيء ينبىء بانها ستكون صعبة. وقد بدأت بالفعل تحت ضغط التصريحات العلنية القوية جدا، وخصوصا من جانب المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي الذي حدد "خطوطا حمراء" ووجه انتقادات حادة ضد إسرائيل.

حينها رد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأنه يتعين على ايران ان لا تقوم"باستفزازات". من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه لايريد اتفاقا يسمح لايران بكسب المزيد من الوقت.

لكن بعيدا عن هذه التصريحات ظهرت مواقف عامة وجرت المباحثات في جلسات مغلقة، حيث اكد مفاوض اوروربي ان تبادل المجاملات بين العواصم لا يدخل في المناقشات.

وسواء كانت المعلومات صحيحة أو خاطئة، فكل شيء كان يشير إلى أن مفاوضي ايران والقوى الكبرى يعملون بجدية ودون كلل.

وقال دبلوماسي غربي اعتاد التعامل مع هذا الملف منذ سنوات "انها صعبة ولا تنازلات فيها، لكننا دخلنا في عملية تطبيع التفاوض".

وفي الجانب الإيراني كما بالنسبة لمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين و ألمانيا)، اثنى المفاوضون على "السيدة أشتون" أو "كاثي" كما يسميها البعض.

واشارت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المكلفة التفاوض باسم القوى الكبرى مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الى وجود إجماع حول الاتفاق.

واخيرا وجد الإيرانيون الذين اصيبوا بخيبة خلال الجولة السابقة من المفاوضات وموقف فرنسا " الثقة المفقودة " مع آشتون.

وحيا الغربيون مثابرتها ومهارتها بالتنقل بين الإيرانيين وأعضاء مجموعة 5+1 الموحدين في الظاهر لكنهم غالبا ما كانوا متنافرين حول التفاصيل والشكل.

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى جنيف من دون سابق انذار الجمعة في حين لم يكن هناك ما يدل على أن وزراء الدول الكبرى سوف يأتون.

هل كان مدعوا للحضور؟ "السيدة أشتون كانت دائما سعيدة لرؤية السيد لافروف"، يقولها المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان بلباقة.

هل حضر من اجل ايران أو سوريا ألتي ستكون موضوع اجتماع يوم الاثنين بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة؟.

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا بحزم وصراحة "جاء بالدرجة الاولى من اجل ايران. لكن ليس لدينا أي جدول أعمال ملموس".

وعما اذا تشاور مع مجموعة 5+1، قال مصدر دبلوماسي في المجموعة ان "لافروف يفعل ما يشاء"، مشيرا الى انه "ليس هو الذي يتفاوض".

لكن مع ذلك، يبدو ان الوصول المفاجىء للوزير الروسي سرع في وصول الوزراء الآخرين. ومساء الجمعة وبعد 36 ساعة من التردد، اعلن جو كيري وصوله في اليوم التالي الى جنيف. بعد ساعة ونصف الساعة حذا الوزيران الفرنسي والبريطاني لوران فابيوس ووليام هيغ حذوه. وأثناء الليل، اعلن وصول الوزير الألماني غيدو فيسترفيلي ثم الوزير الصينى وانغ يى.

وقال دبلوماسي فرنسي في الليلة الاولى للمفاوضات "اذا جاء الوزراء فان ذلك من اجل التوقيع"، لكن الأمر استغرق 16 ساعة من المناقشات والاجتماعات الثنائية التي اختتمت بالتوصل الى اتفاق.

فجر الاحد وفي مقر الامم المتحدة في جنيف، تبادل وزراء خارجية مجموعة الخمسة زائد واحد التهاني مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بحرارة.

وفي الساعة 04,30 صباحا، دخل وزير الخارجية الايراني قاعة الصحافة وسط تصفيق الصحافيين الإيرانيين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً