العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ

مصير فيلم 12Years a Slave... وبراد بيت: هذا الفيلم يكفيني

أول فيلم «أسود» يرشح لأوسكار أفضل فيلم

يمكن أن يصنع فيلم 12Years a Slave «عبد لـ 12 عاماً» تاريخاً جديداً في عالم جوائز الأوسكار، فهو أول فيلم يقدمه مخرج أسود يرشح لجائزة أفضل فيلم. لكن صناع الفيلم يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان سينجح في مواجهة تحدٍّ آخر.

الفيلم الذي عرض في بضع دور سينما في الولايات المتحدة، يحاول أن يصبح الفيلم الأميركي الإفريقي الوحيد الذي يحقق نجاحاً جماهيريّاً عالميّاً. ومع بعض الاستثناءات القليلة، فإن النجوم والمخرجين السود يجدون صعوبة في الوصول إلى الأسواق العالمية، وخصوصاً حين يروون قصة الأميركان الأفارقة، وهو ما يشكل عائقاً كبيراً في وقت أصبح الجمهور العالمي يصنع ثلثي أو أكثر من أرباح شباك التذاكر لأفلام هوليوود.

لكن فيلم 12Years a Slave، يستند إلى نجومية أبطاله العالمية في رفع حظوظه، مثل شيوتل ايوفور، ومخرجه ستيف ماكوين. بالإضافة إلى ذلك فقد تم تسويق الفيلم في مجموعة واسعة من الأسواق العالمية. كذلك فإن وصول الفيلم إلى المرحلة النهائية من التنافش الشرس على الجوائز، يجعله يحظى باهتمام أكبر كفيلم جماهيري عالمي يخوض منافسات الأوسكار.

هذه المزايا، إلى جانب القوة الترويجية لبراد بيت الذي يظهر في الفيلم، وهو أحد منتجيه، وكان قد وعد بالسفر حول العالم للترويج له، قد يكون كافياً للقضاء على أحد أكبر العوائق في سوق صناعة السينما. النجم الأسود أيضاً ويل سميث قد يضيف الكثير إلى مبيعات الفيلم في الخارج.

الفيلم المشابه الوحيد الذي حقق نجاحاً عالميّاً كان فيلم The Untouchables الذي عرض العام 2011 وقدم قصة عن السود والبيض تدور أحداثها في فرنسا. وهناك أيضاً فيلم The Help، الذي عرض العام 2011 وركز على متاعب الخادمات السود في الجنوب في عهد جيم كرو. حقق الفيلم نجاحاً هائلاً، حيث وصلت مبيعات شباك التذاكر العالمي ما يقرب من 216.7 مليون دولار، جاء نحو 80 في المئة منها من الأسواق المحلية.

وكما هو الحال مع أفلام الويسترن وأفلام البيسبول، فإن الأفلام التي تحكي تجربة الأميركان السود دائماً مَّا ينظر إليها على أنها بعيدة جدا عن الجمهور في بلدان ليست لديها صلة ثقافية كبيرة مع مثل هذه الموضوعات. صناع الفيلم السود اشتكوا أيضاً من أن الشركات في بعض الأحيان لا تدعم العروض العالمية واسعة النطاق لهذه الأفلام، كما يجرى حالياً مع هذا الفيلم الذي يروي قصة تدور أحداثها في القرن التاسع عشر حول رجل أسود حر يتم اختطافه وبيعه كعبد.

ستيوارت فورد، الرئيس التنفيذي لشركة «IM» العالمية، التي باعت حقوق التوزيع العالمية لفيلم إفريقي آخر من أفلام الموسم وهو فيلم Lee Daniels’ The Butler ، قال إنه لمس حس استجابة جديداً في الخارج «على رغم مما هو معروف عن أن الأفلام الأميركية الإفريقية لا تعرض في الخارج، إلا أن الفيلم العظيم يظل فيلماً عظيماً، ودائماً في المقدمة».

يمكن لصناع فيلم 12Years a Slave أن يستلهموا بعض التشجيع من فيلم Lee Daniels’ The Butler الذي يروي قصة الحقوق المدنية إذ وعلى رغم أنه لم يحقق نجاحاً عالميّاً كبيراً، إلا أن نجاحه الداخلي لا بأس به. يقول فورد إن 50 مليون دولار، إضافية على مبيعات الفيلم التي وصلت إلى أكثر من 114 مليون دولار في الولايات المتحدة، كان يمكن لها أن تحدث فرقاً.

من الأفلام المشابهة التي حققت نجاحاً أيضاً فيلم العام 2009 فيلم Precious المقتبس من رواية Push لمؤلفتها الأميركية الإفريقية رامونا لوفتون المعروفة باسم سافير، وهو فيلم باع فورد حقوقه ايضاً، ويدور حول دراما عن امرأة سوداء شابة. أخرجه لي دانيلز ورشح لست جوائز أوسكار، منها جائزة أفضل فيلم، كما بلغت أرباحه العالمية 31 في المئة فقط من مبيعاته التي بلغت ما يقرب من 69 مليون دولار.

حصل أيضاً أمر مشابه لفيلم Dreamgirls في العام 2007، إذ ساعدت الترشيحات الثمانية لجوائز الأوسكار عدا عن الجوائز العالمية الأخرى التي حصلت عليها الممثلة جنيفر هدسون على رفع أرباحه إلى 51.6 مليون دولار، وهو ما يشكل الثلث فقط من مجموع الأرباح العالمية الذي بلغ 155 مليون دولار.

الاستثناء كان فيلم Django Unchained، الذي يدور حول عبد سابق يعزم على الانتقام، والذي حصد 262.6 مليون دولار من الأسواق العالمية، أو ما يقرب من 62 في المئة من مجموع مبيعاته حول العالم البالغ 425.4 مليون دولار. وما رفع أرباح الفيلم هو انتماؤه إلى خانة الأفلام التي يحبها الجمهور العالمي إضافة إلى مخرجه كوينتين تارانتينو، الذي يملك نجومية، والذي حققت أفلامه نجاحات عالمية كبرى.

المبيعات الخارجية الضعيفة أعاقت مخرجي الأفلام السود لسنوات، إذ أجبرتهم على أن يعملوا برواتب وموازنات أقل حين يقدمون تجربة الأميركان السود. وتنقل تقارير أن موازنة هذا الفيلم الإنتاجية بلغت 20 مليون دولار فقط.

ستيفاني ألين، منتجة فيلم Hustle & Flow، التي انضمت أخيراً إلى تايلر بيري وآخرين لإنتاج فيلم Peeples، تقول إن الأفلام الأميركية الإفريقية ربما تنجح بشكل أفضل في الخارج إذا سوقت لها الشركات بشكل أفضل وأقوى.

وتضيف «اذا كانت الاستوديوهات على استعداد لانفاق المال لبناء الوعي بأفلام المخرجين والنجوم السود، فإن ثقافة أفلام السود الأميركية ستصل إلى الخارج». المزيد من المال للاستوديوهات والمزيد من الفرص لنا. الأمر بهذه البساطة».

شركتا «فوكس سيرشلايت» و»ريجنسي انتربرايز»، موزعتا الفيلم في داخل أميركا، اتبعتا خطة حذرة لتسويق الفيلم على رغم المقالات التي أثنت عليه وحثت الجمهور على مشاهدته.

تم عرض الفيلم في عدد قليل من دور السينما، بحيث تم وضعه بعناية مع أفلام أخرى تجذب الجمهور الأسود، وهو ما أنتج ما يصفه مراقبو شباك التذاكر بالعروض القوية لكن محدودة، إذ بلغ مجموع المبالغ المحصلة 923.715 دولاراً من 19 دار عرض، ووصل الآن إلى نحو 3.4 ملايين دولار .

في العام 2008، قامت شركة «فوكس شيرشلايت» بعمل حذر مشابه مع العرض الافتتاحي لفيلم Slumdog Millionaire في الهند، لكن ذلك العرض مهد الطريق لما أصبح في نهاية المطاف فيلماً حقق نجاحاً عالميّاً كبيراً وحصد جائزة الأوسكار كأفضل فيلم، وبلغت مبيعاته 377.9 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، جاء ما يقرب من 63 في المئة منها من خارج أميركا الشمالية.

فيكتور لوي، خبير المبيعات الخارجية، اشترى حقوق الفيلم في بريطانيا بصفته رئيساً تنفيذيّاً لشركة «اليانس للأفلام» وهو يقول: «أضمن أن يحقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً في المملكة المتحدة وفي أستراليا». لكنه أشار إلى أنه امتنع عن شراء حقوق توزيع الفيلم في كندا، حيث مقر الشركة الرئيسي، وهو قرار ندم عليه الآن.

على خشبة المسرح في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، قال براد بيت، بعد أن شاهد الاستقبال الحافل للفيلم إنه على استعداد للقيام بأي شيء للترويج للفيلم.

وأضاف «حتى لو لم أشارك في فيلم بعد هذا. فإن هذا الفيلم يكفي بالنسبة لي».

العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً