أنا ابنُ هذهِ الأرضِ، أوسّد أيامي بها على فرشِ الأملِ، وألملمُ الساعاتِ مستعيناً بيديَّ وبأصابعِ الغيبِ! أنا واحدٌ من الفقراءِ الذينَ اعتادوا بطفوليةِ الخوفِ أنْ يلمّعوا جزمَكم في الطرقاتِ والمقاهي! أنا من هؤلاءِ الثقلاءِ! واحدٌ منهم! أنا الرعاعُ! واحدٌ لطالما تمنيتموه عدماً كي لا يزاحمَكم هذا الحضورَ الكونيَّ! لكني ابنُ هذه الأرضِ! فما أصنع؟!
فلتسمحوا لي ولو بحقبةِ مفاضةٍ أسدُّ بها جوعَ إخوتي وإدقاعَ قبيلتي الزائدةِ عليكم! فقط، بعضَ وقتٍ لأسيّجَ أصواتَهم وألمّعَ وجوهَهُم وأطهّرَ ملابسَهُم من الدرن! بعضَ وقتٍ ليكونوا جاهزينَ لكم، وليصيروا مستعدينَ لرفقتِكم بأقنعةٍ تقيكُم منهم!!!
العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ