بصراحة، الأمطار في كل مرة تكشف الكثير من الأمور والخبايا التي كانت مستترة ومستورة، ووصل الأمر إلى الأجواء التربوية بعد الطرقات والمنازل الآيلة للسقوط.
والغريب أمام كل ما حدث للأجواء التربوية التي كانت وفق أعلى المعايير وأجودها في أيام تساقط الأمطار جاء هذا الخبر الذي يبين مدى اهتمام وزارة التربية والتعليم بالأجواء التربوية، وهو أن «الوزارة قامت باستدعاء مدير مدرسة سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة للبنين على إثر تداول شريط فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن نقل عدد من طلبة المدرسة لثلاثة من منتسبي المدرسة عن طريق عربة نقل البضائع (تروللي) عبر المياه المتجمعة بالمدرسة، ووجَّه له اللوم على هذا التصرف غير المسئول من عدد من منتسبي المدرسة، وحمّله مسئولية ما حدث بما يتنافى مع القيم التربوية، ويعد استغلالاً للطلبة، ويدل على عدم أداء الأمانة الملقاة على المدرسة على الوجه الصحيح. وتمت إحالة مرتكبي الواقعة من منتسبي المدرسة إلى التحقيق الإداري العاجل، وفقاً لأحكام قانون الخدمة المدنية».
وهنا السؤال، إذا كانت الأجواء غير تربوية أيها المحافظون على القيم التربوية، لماذا لم تكلّفوا أنفسكم عناء وقف الدراسة يوماً واحداً حتى تتأكّدوا من تناسب الوضع مع القيم التربوية؟
نقل الطلبة خلاف للمعايير والقيم التربوية، أما أن تتعرّض حياة الأطفال والطلبة للخطر جراء المستنقعات الكبيرة في المدارس وأمامها بشكل لا يمكن معه لشخص كبير أن يدخل المدرسة فكيف بالأطفال؟ أليس هذا من صلب القيم والمعايير التربوية؟
مساعدة الطلبة بطريقة لو اتفقنا إنها غير صحيحة، فماذا وفرت الوزارة للمدارس من أجل نقل الطلبة عبر المستنقعات الكبيرة، أم إن على الطلبة البقاء خارج المدرسة وتحت الأمطار حتى يتم البتّ في قرار نقلهم بطريقة تربوية إلى الفصول الدراسية!
الموضوع ليس إظهار إننا مهتمون بالطلبة والطالبات، بل الموضوع هو تحمل المسئولية بشكل كامل على أرض الواقع واتخاذ القرارات المناسبة.
ذهب الطلبة والطالبات للمدارس في أول أيام تساقط الأمطار، وعادوا إلى منازلهم لأنهم لم يتمكّنوا من الدخول للمدرسة بسبب ما فيها من مستنقعات، وأولياء الأمور كانوا في حيرة من أمرهم، وباصاتٌ لم تستطع الحضور لنقل الطلبة إلى المدارس وأخرى توقفت في وسط المياه... كل هذه معايير تربوية ونقل طلبة كمساعدة واجتهاد يعتبر خارج المعايير التربوية؟
والغريب أن الوزارة ومسئوليها لم يكلفوا أنفسهم وضع خطة طوارئ على الأرض يلحظها أحد من أجل تلافي أي طوارئ تحصل لا سمح الله، لذلك ذهب الطلاب والطالبات لمدارسهم وعادوا أدراجهم لأنهم لم يستطيعوا الدخول.
باختصار... المسئول عن هذا الفعل بغض النظر عن أي شيء آخر، هو المسئول عن عدم توفير ما يساعد الطلبة والطالبات للدخول إلى المدارس في مثل هذه الحالات.
على فكرة الأجواء التربوية لا تقتصر على أيام المطر، بل تشمل جميع أيام السنة الدراسية، فعدم وجود معلّمين أو نقصهم ليس من المعايير التربوية في شئ، ويجب محاسبة كبار مسئولي الوزارة عنه.
وقفات
توقفنا من قبل مع موضوع تصريحات إدارة الأوقاف الجعفرية وقلنا أنها ليست في صالح الأوقاف، فالمطلوب عمل على الأرض وواقعٌ ينشده الناس في تقديم الخدمات للحسينيات لا أحاديث صحافية وبيانات عرمرمية. المطلوب وقف الفساد وإصلاح الأوضاع، ومن أجل ذلك نريد إجابةً عن موضوع جامع الدراز الذي توقّف بناؤه... لماذا؟
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ
يا وزير التربيه
مدرسه جدحفص الابتدائية للحين ما في مدرسه للغه الأنجليزيه وبتخلص السنه يا وزير اهتم بهاي الموضوع وحقق فيه بعدين روح حقق في أمور الأخري اللي ما تهم الطلبه
استكمالاً للتعليق
هذه الوزارة من اسوء وزارات الدولة حيث تعامل اهم مكون فيه من الموظفين ( المعلم) على أنه لا شيء. انظر لمشكلة المباني المتهالكة، انظر لمشكلة توفير الاحتياجات المادية والبشرية، مدارس للان لايوجد معلم لمواد اساسية وطلبتنا الجامعيين بلا توظيف، مدارس ومعلمون يشكون سوء المباني مدارس معلموها ليس لهم مبنى بل كبائن، مدارس بلا ظلال، تمييز في البعثات، وكلها ملفات ساخنة
متى التزمتم بالمعايير التربوية حتى تغاروا عليها
هل من المعايير التربوية التوظيف على الهوية؟ اين المعييار التربوي في التعيينات على الهوية و الجزاء و الحوافز على الهوية؟ حتى ميزانيات المدارس متكافئة العدد ميزانياتها تخضع لاعتبارات طائفية في التوزيع