العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ

القطان: سعادة البيوت تتحقق بدين صحيح وخلق سميح وحرص على أداء الحقوق

رأى أن عدم الإدراك الصحيح لمقاصد الزواج سبب للمشكلات الأسرية

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن سعادة البيوت لا تتحقق إلا بدين صحيح، وخلق سميح، وتغاضٍ عن الهفوات، وحرص على أداء الحقوق والواجبات، مع المروءة والأدب واحتساب كل أمر عند الله تعالى.

وأكد القطان، في خطبته أمس الجمعة (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، أن بالالتزام بتلك الأمور «تهب نسائم السعادة لتشمل كل الأسر، وتربط المجتمع كله بالعلاقات الطيبة، والحب والاحترام المتبادل».

وأشار إلى أنه «ينبغي للمرأة أن تقصر عين زوجها عليها بحسن تبعلها له، وكذا يجب على الرجل أن يحسن إلى امرأته ويكفيها. وليعلم الجميع أن كثرة المخالفة توغر الصدور، وأن طول المرافقة من كثرة الموافقة وطول الصحبة بالقناعة وجميل العشرة بحسن الطاعة، ومن كان أشد احتراماً فإنه لا يلقى إلا محبة وإكراماً، ومن دعا الله لم يخيب رجاءه».

ولفت إلى أن «العلاقة بين الزوجين ليست دنيوية مادية ولا شهوانية بهيمية، إنها علاقة روحية كريمة، حينما تصلح وتصدق فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة، وكم من أسر في ستر الله عاشت كريمة وماتت كريمة».

القطان، في خطبته التي تحدث فيها عن المشكلات الزوجية، رأى أيضاً أن عدم الإدراك الصحيح لمقاصد الزواج، أحد أسباب المشكلات الأسرية.

وقال إن نظرة سريعة «مشفقة» إلى أسباب المشكلات الزوجية، يتضح أنها من «معصية الله تعالى ومخالفة أمره في كثيرٍ من شئون الزواج، حتى أصبحت بعض الزيجات نكداً ونقمة، بدلاً من أن تكون سكناً ورحمة، ولاشك أن من أعظم المصائب خراب البيوت».

وذكر أن «حسن الاختيار بين الطرفين أساس الحياة، ليكون الوفاق والوئام والتكامل والانسجام، إلا أن التقصير في هذا الجانب ومعصية الله فيه يجعله سبباً للمعضلات، فمن ذلك إجبار المرأة على رجلٍ لا تريده بسبب أعرافٍ بالية لتزويجها على قريبها الذي لا ترغبه أو طمعاً من وليها في جاه الخاطب أو منصبه وماله، وهذا حرام وظلم».

وأضاف «الفتاة يجب أن تتفهم مشورة وليها، وأن تكون المصلحة مناط الاختيار، ومن المخالفات أيضاً الكذب والتدليس من قبل أحد الجانبين أو من الوسيط، فهذا غش وظلم للمسلمين، يتحمل الكاذب فيه تبعته في الدنيا قضاء وفي الآخرة حساباً وجزاء».

وبين أن «من سوء الاختيار عدم الاهتمام بأمور الدين، فيسأل غير الموفق عن الوظيفة والمال والجاه وأمور الدنيا ناسياً أن من خان الله ورسوله لا يمكن أن يؤتمن على ابنته، وينسى الخاطب أن من قصرت في جنب الله فلن تقوم بحق زوجها، وربما يؤسس البيت على هذا، فيكون على شفا جرف هارٍ يوشك أن ينهار»، مؤكداً أن «الأولياء يتحملون قسطاً من المسئولية في ذلك، لتفريطهم في السؤال عن حال الخاطب وتقصيرهم في أداء الأمانة جهة مولياتهم».

وتساءل: «كم من امرأةٍ صالحةٍ عفيفة بليت بزوجٍ لا يصلي أو يشرب المسكرات ويتعاطى المخدرات ويقارف المحرمات، ولا ذنب لها إلا تقصير وليها وإهماله في السؤال عن ديانة الخاطب، وكم من رجلٍ اشترط كل الشروط الدنيوية في مخطوبته ولكن الدين كان آخر اهتماماته، ثم يكتشف أنها لا تصلح أن تكون زوجة لنقص دينها وخلقها، وكل هذا ناتج عن غشٍ وتدليسٍ أو تهاون وتفريط. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا: على أي أساسٍ يكون الاختيار؟».

وقال: «إن معرفة أسباب المعضلات الزوجية يؤدي بالعاقل إلى تجنبها ومناصحة إخوانه المسلمين لئلا يقعوا فيها، فتدخل الأقارب في شئون الزوجين مخالف، وقد نهى الله تعالى عن التحسس والتجسس. كما أنه من الجهل والحمق أن يشتكي أحد الزوجين لأقاربه ما يلقى من الآخر؛ لأن توسيع دائرة الشقاق وإدخال مجموعةٍ من المحاربين في الساحة يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً».

ورأى أن «الواجب أن نحتفظ بأسرارنا ونحل مشاكلنا بأنفسنا، فإذا تأزمت الأمور يدْخل من يصلح لا من يفسد، أما ألا يكون من أمرٍ إلا وهو دائر في كل بيتٍ وتدور الغيبة والنميمة على كل لسانٍ فهذا منكر يهدم البيوت».

ونوه إلى أن «من بواعث المشكلات الأسرية ومسبباتها، النظرة القاصرة للحياة الزوجية وعدم الإدراك الصحيح لمقاصد الزواج الشرعية السامية التي من أهمها حصول الإعفاف للزوجين، والسكن الفطري لبعضهما، وإقامة البيت المسلم والتعاون على البر والتقوى، وتربية الذرية الصالحة التي تعبد الله وتطيعه...».

وتابع القطان «كذلك النظرة القاصرة لنسب الجمال، فليجعل المسلم المقاصد الشرعية هي الأساس، وبعض الناس يزهد في امرأته لأنه يرى غيرها أجمل منها أو أطول أو أعلم، وهذا يؤدي بنا إلى الحديث عن سببٍ آخر مهم من بواعث الشقاق ومدخلٍ كبير للشيطان ألا وهو باب المقارنات بين الأزواج، فتبدأ الوساوس والخواطر كلما ذكرت امرأة وأن فيها أو في خلقها وتدبيرها تميزاً، فيبدأ المسكين يقارن ويتحسر، وكذلك المرأة، وهذا باب ليس له آخر».

وأضاف «كذا النظرة القاصرة للجمال، خصوصاً ما بلينا به في هذا الزمن من كثرة الفتن والمغريات، وما يعرض على الإنترنت والفضائيات وما يشاهد في الصحف والمجلات، من صور النساء والفتيات الفاتنات، أو صور أشباه الرجال القاصدين الفتنة، وتحدث حينها المقارنات، فلا ترضي رجلاً زوجته لأنه يرى في الصورة أجمل منها، ولا ترضي امرأة زوجها لأنها ترى في الصورة أجمل منه؟! فأفسدت تلك المناظر أخلاق الناس وتعاملاتهم في بيوتهم، وقررت في نفوس مشاهديها مبادئ خاطئة عن الحياة الزوجية والتعامل الأسري، وقلبت المفاهيم، وحسنت المنكر، وقبحت المعروف، وفتحت على البيوت أنواعاً من المشكلات لم تكن موجودة من قبل».

واعتبر أن عدم قيام الزوج بواجب القوامة الشرعي أو التعسف في استخدامه أو منازعة الزوجة له حق القوامة، يعد من أسباب المشكلات الزوجية، مبيناً أن «القوامة لا تعني التسلط والظلم، وإنما هي الرعاية والحفظ والقيام بالمصالح».

العدد 4095 - الجمعة 22 نوفمبر 2013م الموافق 18 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:00 ص

      محمد

      سعادة البيوت لا تحقق اللا بكتاب منزل من الملك بتشكيل لجنة نصفها من المشرعين والنصف الثاني من القضاة ؟ ؟ اقول قولي هذا واستغر الله لي ولكم ايها
      المسلمون

اقرأ ايضاً