العدد 4094 - الخميس 21 نوفمبر 2013م الموافق 17 محرم 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

ذكرى عاشوراء... ما رأيتُ إلا جميلاً

 

مرت أحداثٌ مريرة وبشعة على أهل بيت الحسين (ع) بعد استشهاده وأهل بيته وأصحابه (ع)، وجرت العادة عند الناس إذا توفي أحد، جاء المسلمون ومعارفه إلى أهله لمواساتهم، ولكن لم تجرِ هذه العادة على أهل بيت الحسين (ع) في كربلاء بعد استشهاده (ع) والشهداء رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

بل أقدموا هؤلاء الناس على عكس ما جرت العادة تماماً، فعاملوا أهل بيت الحسين (ع) بالشّدة والقسوة والحقارة، كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم رحمة ولا رأفة بحق أهل بيت النبوة.

و من جملة ما فعلوه من نهب وسرقة وترهيب للأطفال وسحقهم للصغار بعد هجومهم على الخيم وأخذ كل شيء في حوزتهم حتى قالوا: «إنهم جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة على ظهرها»، وعموماً كل ما حدث بعد استشهاد الحسين ومن معه (ع) أحد أهم أسبابه كسر نفوس هؤلاء الباقين من أهل بيت الحسين (ع) وإشعارهم بالمذلة والتحقير وسحق كرامتهم بعد ما فعلوا ذلك مع إمامهم وسيدهم وناصرهم، والآن أصبحوا بدون ناصر أو معين أو محامٍ يدافع عنهم ويرد الأذى عن أطفالهم، وبهذا المنطق الخسيس الدوني تعامل هؤلاء القذرة مع أحفاد رسول الله (ص) بعد كل ما مر عليهم في يوم العاشر من مصائب لا يتحملها قلب إنسان فما بالك النساء والأطفال الصغار.

ولكن مع كل هذه الأحداث المؤلمة لأهل بيت الحسين (ع) فهل انكسروا؟ أو تراجعوا عن صمودهم وموقفهم تجاه أعداء رسول الله (ص)؟

ربما لو نقلنا بشكل موجز أحداث مجلس ابن زياد لرأينا بشكل واضح صمود وثبات وقوة عزيمة أهل بيت الحسين (ع) بعد كل ما حدث أمامهم في يوم عاشوراء، وما كان ردة فعلهم والأعداء يحاولون إذلالهم بكل طريقة ممكنة.

فلما وضعوا رأس الحسين (ع) بين يدي ابن زياد، فقال لأهل بيت الحسين (ع): (الحمدلله الذي فضّحكم وأكذب أحدوثتكم)، فردت عليه حفيدة الرسول (ص) وبنت الزهراء (ع) وبنت علي (ع) والتي قالوا عنها: (لم أرَ خفرة والله أنطق منها، كأنها تفرّغ من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) هي السيدة زينب الكبرى (ع) فانبرت لابن زياد في الرد فقالت: (الحمد لله الذي أكرمنا بمحمدٍ (ص) وطهّرنا تطهيراً، إنما يفتضح الفاسق ويكذّب الفاجر وهو غيرنا).

بعد كل ما جرى في يوم العاشر على أهل بيت الحسين (ع) تأتي هذه السيدة العظيمة وترد على هؤلاء الأعداء بل على سيدهم في الكوفة بهذا الرد المتين والقوي، وفي المقابل ابن زياد جالسٌ يضرب بقضيبه أنف الحسين (ع) وعينيه ويطعن في فمه.

فقال ابن زياد للسيدة زينب (ع): (كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتكِ ؟)، فقالت الحوراء زينب (ع): (ما رأيتُ إلا جميلاً، هؤلاء قومٌ كُتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجّ وتخاصم، فانظر لمن الفلج، هبلتك أمّك يا ابن مرجانة)، وهكذا كان الانتصارُ عظيماً.

حسين علي عاشور


إشكالية التفجير!

وقعت مشادة وصفتها الصحف المصرية المحلية بالساخنة بين ضيفين على فضائية «الفراعين» منذ أيام فى أحد البرامج، بسبب قول أحدهما «إن توفيق عكاشة هو مفجر ثورة 30 يونيه»، وهي المقولة التي رفضها أحد الضيفين لتنشب بينهما مشاجرة كلامية، فتدخلت المذيعة سريعاً قائلة: «لا، هو إللي فجر الثورة، وانت زعلان منه ليه؟!».

صحيح... ما الذي يجعل الضيف «يزعل» من كون عكاشة هو مفجر ثورة (30 يونيو/ حزيران 2013) أو حتى (25 يناير/ كانون الثاني 2011)؟!، هذه الواقعة ذكرتني بما حدث في المؤتمر السنوي الخامس للحزب الوطني الديمقراطي (المنحل حاليّاً) والذي أُقِيم في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2008، حيث حرص أحمد عز على تحية ابن الرئيس المخلوع «جمال مبارك» في ختام كلمته قائلاً: «أشكر جمال... مفجر ثورة التطوير والتحديث»، نسي من كتبوا التاريخ المصري أن يذكروا لنا ثورة قامت بين ثورة (23 يوليو/ تموز 1952) وثورة (25 يناير 2011) تسمى ثورة التطوير كان مفجرها هو جمال مبارك، ربما كانوا سيتداركون هذا الخطأ لو كان جمال ورث الحكم عن أبيه، ليرث معه البلاد والعباد و الفساد... وتفجير الثورات!

تفجير الثورات يعدّ مشكلة فى بعض الأحيان، فالجميع يريد أن يظهر بعد أن تتقارب الأحداث من النهاية... وتتكاثر الأصوات التى تدّعي البطولة والفداء والتضحية والتفجير، ويبدأ بعد ذلك تقسيم الغنائم وتوزيع المناصب، وتبقى الشعوب بعدها حائرة بين من فجر الثورة ومن سرقها ومن خربها ومن هدمها!، يا سادة... الثورات الشعبية تلد زعاماتها، ففعل الثورة يسبق اختيار قيادة لها، أما ما هو خلاف الثورة فتلك أفعال لها قادة ومفجرون ومخططون ومستفيدون يسهرون ليل نهار من أجل تحقيق غاياتهم، أفعال تجند أبواقها الاعلامية للسهر على تلميعها وتسويقها محليّاً وعالميّاً، وفي الاطار تكثر الطفيليات المصاحبة لها من مفكرين ورجال دين وإعلام وصحافة وسياسة واقتصاد.

كنت أتمنى أن نبتعد عن موضوع التفجير قليلاً، لأحدثكم عن اكتشاف تم مؤخراً لمقبرة فرعونية عمرها 45 قرناً، لكن للأسف التفجيرات قد كثرت مؤخراً فى بلداننا العربية، فما من أسبوع يمر على العراق أو مصر أو لبنان إلا ونسمع عن تفجير هنا او هناك، أما سورية فالأمر يتكرر فيها يوميا، بل كل ساعة!، وهو ما يعني ان مقابرنا الحالية أولى بالحديث عنها من مقابر الأجداد.

أحمد مصطفى الغـر


متى يا سيدي؟

يا قابعاً بالفردوس...

هل لك أن ترضى عني؟

لك في القلب مزار سيدي

والدمع يجري...

والحسرة لم تزل

ترجو الزيارة للظفر

بكربلاء روحي

لم تعد للجسد... منذ سنين

وهي تأبى الرجوع للوطن...

سيدي حسين...

بحق رضيعك الظامي

بحق العباس والكفين

وروح رقية الذابلة

فوق رأسك الحاني

زيارة لك لي أكتبها

لجنة الدنيا أعود

وطريق العود يخفيه القدر...

ثم لا مفر غير ضريحك ألزمه لحين وفاتي والسفر..

زينب جميل السباع


البحرين أُمي

هِيَ البَحْرِيْنْ أُمِّي وُسْطْ دارِي

حِبِيْتْ إِصْغِيْرْ بِتْرابْهَا وُدارِي

عَلِيْهَا مْنْ الْخَطَرْ وِالْكِلْ دارِي

هِيَ البَحْرِيْنْ كَمْ غالْيِهْ عَلِيِّهْ

***

يا أَوَّلْ هَبَّتْ إِغْرِيْبِي عَلِيْهِــهْ

وُماياتْ اِلْفَرَحْ تَلْمِسْ إِيْدِيْهِــهْ

يا دارْ اِلأصْلْ وُرِيْحْ اِلْمِسْكْ مِنْهِهْ

هِي (الزَلاقْ) وعِيْنْ الله عَلِيْهِهْ

***

أَضُمْ صُوْتِي لِصُوْتِكْ يا أَمِيْرِي

مَصِيْرْ اِلدارْ يا الغالي مَصِيْرِي

أَنـا هَيْهاتْ أَرْضَى وَاْتِنـازَلْ

شِبِرْ واحِدْ مِن إِتْرابي لِغِيْرِي

***

يا ثِلْثْ اِلْيُوْفْ وِاْلْمُهْجِهْ وُلِفّـادْ

يا إِرْثْ اِلْجَدْ لِعْيالِـهْ وِلَحْفـادْ

آحِنْ وَأشتـاقْ لِتْرابِـكْ وُبَحْـرِكْ

يا أَرْضْ «حْوارْ» يا بَحَرْ»حوار» يا بلادْ

***

مْحَرَّقْ يا خَلَفْ أَهْلِي وُمالِي

يا نَغْمَةْ صُوْتْ يا نِهْمَةْ يا مالِي

يا دارْ أَبْطالْ يا مَلْفَى اِلأياوِيْـدْ

يا بَحْرْ اِلْحُوْرْ يا أَرْضْ اِلْجَمالِي

***

يُبَهْ فِيْنا الْوَطَنْ وِاحْنا تَرَى بِهْ

تِـرابْ اِلدِنْيِـهْ مـا يْعادِلْ تَرابَهْ

حَبِيْـبْ اِلْقَلْـبْ وُعْيُوْني تَرَى بِهْ

هُـوَ الْمَعْشُـوْقْ وِالْمَحْبُوْبْ لِيِّهْ

***

جَزيْرَتْنِــهْ حَبِيْبَتْنِـهْ نِوِدْهِـهْ

وُجَنَّتْنِهْ فــي دِنْيَتْنِـهْ نِعِدْهِـهْ

هَواهَهْ في الشِتِهْ وِالصِيْفْ مَحْلاهْ

وُبَحْرْ اِلخِيْرْ مِنْ حُوْلْهِهْ يِحِدْهِـهْ

***

سِماهِيْجْ اْلْبَخَتْ مايِلْ لِصُوْبُكْ

بَساتِيْنْ اْلْنَخَلْ وُاْلْبَحْرْ ثُوْبُــكْ

وُزُوّاْرْ اْلْبَلَدْ تِمْـدَحْ هَواكُــمْ

وُتِتْمَشى عَصارِي فِي دُرُوْبُكْ

***

نَقِيِّهْ مِثْلْ ماي اِلشِرْبْ وأَكْثَرْ

زَكِيِّهْ مِثْلْ عِطْرْ اِلْـوَرْدْ لَحْمَرْ

بِلادِي كِلِ شَي فِيْهِهْ أَحِبِّــهْ

وُحُبْهَهْ في وُسُطْ لِقْلُوْبْ يِكْبَرْ

خليفة العيسى


هذه كربلاء

رُفعت الرؤوس فوق القنا نشوة وظلما

يتقدمها رأس الحسين تالياً ياسين غمَّا

اختلطت الدماء بين عبيد وأحرار معا

فعبدالله ذُبح من الوريد إلى الوريد حقدا

وحبيب باع الدنيا تاركاً الجاه والولدَ

وجون وعابس وبرير قالوا للشهادة مرحبا

وفيهم الحر ناصر زينبَ والآلَ فرحا

كلهم باعوا الدنيا من أجل الحسين عشقا

هذه كربلاء

لم أرَ فيها مبدعاً كالحسين خط الحياة بالدعاء

إن كان دين محمد فسدَ فللموت مرحباً ولا للبقاء

ولم أرَ فيها عاشقاً كالعباس حاملاً الراية والماء

أجاد الدفاع وأبعد البلاء وحمى الأطفال والنساء

ولم أرَ فيها عريساً كالقاسم زفته السيوف للسماء

ولم أرَ فيها بطلاً كالأكبر قد قتل معانقاً الشهداء

ولم أرَ فيها بريئاً كالأصغر رافعاً يديه للماء

لم أرَ معركة تسفك فيها الدماء ويمنع فيها البكاء

لم أرَ فيها إلا القتل والسبي والعناد والكبرياء

مهدي خليل


الأساس القوي للدولة القوية... والدول المتقدمة

اتفق مع ما ورد في مقال الكاتب السعودي محمد علي الهرفي بعنوان «كيري وأمن البحرين» في صحيفة «الوسط» 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وخاصة الجملة الآتية «ومن هنا فإن قيام كل دولة بالتصالح مع شعوبها هو أفضل ضمان لقوتها، كما هو الضمان لعدم تدخل الآخرين فى شئونها» وهذا وصف للوضع الحالي للدول المتقدمة حيث من الصعوبة بمكان التدخل الخارجي في شئونها الداخلية لأن الدولة كلها كتلة واحدة تتحمل المسئولية الجماعية عن أمن واستقرار بلدها فكل نجاح أو فشل مرده الجميع الذين يحصلون على فرص زمنية ليست طويلة لتغيير سياساتهم إذا كانت فاشلة أو السير فى المسار نفسه إذا كانت ناجحة، والانتخابات الأخيرة في ألمانيا خير دليل على ذلك، فالألمان أعادوا انتخاب المستشارة ميركل للمرة الثالثة لترؤس الحكومة المقبلة مع أن فوزها ليس كاسحاً فهي تلجأ إلى تشكيل حكومة ائتلافية لتحصل على الغالبية البرلمانية، وما قرأناه من أن ألمانيا حققت في العام الماضى فائضاً تجارياً قدره مليارات الدولارات خير دليل على رضا الشعب الألمانى عن مسيرتها.

هذا الى جانب أن رئيس جمهورية ألمانيا أجبر على الاستقالة من منصبه قبل نحو سنتين، أي أيام حكومة المستشارة ميركل، لأنه حصل على قرض مالي بنسبة فائدة فيها التحيز لصالحه أي بمعنى آخر أنه استغل منصبه لغرض شخصي.

قوى الدول لا تأتى من قبل قوة حكوماتها بل من قبل قوة شعوبها التى لها رأي من خلال نوابها لتشارك الحكومة في اتخاذ قرار جماعي يعتقد الغالبية منهم أنه قرار صائب إيجابى فيه مصلحة للوطن ومهما كانت نتائج القرار، سلبياً أو إيجابياً، فإن المدح أو الذم يصل إلى الجميع الحكام والمحكومين.

نعم المعارضة فى البلاد المتقدمة تحاول بقدر الإمكان كشف أخطاء الحكومة ونشرها وهذا المنحى فيه الكثير من الإيجابيات لأن الحكومة ستضطر لأن تكون حكومة جادة في عملها المتمثل في أن تكون خادماً ممتازاً لمن انتخبها ووظفها وإذا فشلت في ذلك وكشف منتخبوبها هذا الفشل فإنها ستنتقل إلى خانة المعارضة ومجموعة أخرى ستحل محلها وهكذا دواليك.

إذن فإن السبب الرئيسي لاستحالة إحباط المؤامرات الخارجية أو الداخلية في أمثال هذه الدول هو الاعتماد الجماعي على مجموعة من العواميد فإذا سقط عمود لاتزال هناك عواميد أخرى ماسكة بالبناء بعكس الأنظمة الدكتاتورية التى تعتمد على عمود واحد وإذا سقط فإن البناء كله يسقط تاركاً مخلفات من الصعوبة بمكان تجميعها في وقت قصير بل تحتاج إلى وقت طويل. لذلك من العقلانية الإسراع فى صيانة الشقوق فى البناء لتفادى السقوط والاقتصاد فى الصرف بدلاً من ترك الشقوق وهي تتوسع وينتج عنها ضعف فى البناء يحتاج إلى جهد كبير وطويل لإعادة تشييده.

عبدالعزيز على حسين

العدد 4094 - الخميس 21 نوفمبر 2013م الموافق 17 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً