العدد 4093 - الأربعاء 20 نوفمبر 2013م الموافق 16 محرم 1435هـ

رشوى رسمية في فساد ألبا!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قالت صحيفة «ميتال بوليتون» إن المتّهم الأول (وهو رجل أعمال مقيم في لندن) في قضيّة فساد «ألبا - ألكوا» قال إن ما قام به في البحرين يُعتبر أمراً طبيعياً! ولذا لا يمكن محاسبته بحسب قانون بريطانيا الذي يعتبر ذلك نوعاً من الفساد الكبير. جاء ذلك أثناء جلسة الاستماع في المحكمة الجنائية في منطقة ساوثورك بالعاصمة البريطانية (لندن)، يوم الاثنين 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وأشار المتّهم الأول الى أن نظام «الواسطة» والدفوعات التي تأتي معه هو النظام المعتمد في بلد مثل البحرين، رافضاً التهم التي وجهها إليه مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا، والذي قدّم أدلة مدعومة بشهادة الرئيس التنفيذي السابق لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا). وقال المتّهم الأول إن ما تعتبره بريطانيا فساداً ليس سوى «رسوم معاملة» وذلك بعد أن اطلعت المحكمة على أدلة بأنّ المتهم ومن معه كانوا يفرضون 18 دولاراً لكل طن من مادة الألومينا كان يتم توريدها إلى ألبا، وأن هذه الدفوعات تذهب للوسطاء بعلم الجميع، وهي البديل عن نظام الضرائب المعتمد في بريطانيا!

إنها «رشوى رسمية» بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يتّهم فيها هذا المتّهم المؤسسة الحكومية بأنّ تعاطي الرشوى هو الأصل والاستثناء هو المغاير «لسلك البلد»! وهذا في حدِّ ذاته استهتار بكيان الدولة في المحافظة على المال العام، فهي أملاك الشعب وليست أملاكاً خاصة يتصرّف فيها كان من كان من دون حسيب أو رقيب كأنّها شركة ورثها عن أبيه.

كم رشوى رسمية رُسمت بطابع «وساطة» خلال عشرات السنين؟! وكم استنزف من أموال الشعب التي كان من الأولى رصدها لتعديل وضع المواطن وتحسين معيشته حتى يكون في مصاف دول الخليج الأخرى؟! وهل يُترك المتّهم «الأول» في اتّهام جميع المسئولين في الحكومة على قضيّة الرشوى و «سلك البلد» في الوساطة من دون رفع قضيّة تشهير عليه؟! هذا اتّهام فاضح وصريح للوزراء المسئولين عن الشركات والمؤسّسات شبه الحكومية، وكذلك هو طعن في ديوان الرقابة الادارية والمالية بطريقة واضحة، إذ أنّ المفهوم من الكلام بأن الديوان نائم ولا يعلم بما يحدث من وساطات «رشاوى» داخل مؤسسات الدولة الحكومية وشبه الحكومية!

أين النائب العام والمجلس الأعلى للقضاء حتى يتدخّل وبقوّة من أجل وضع حدّ للذين يسيئون لسمعة المجتمع البحريني؟! حتى يعلم المتّهم الأوّل بأنّ «العدالة» لا تفرق في البحرين.

عندما طالب الكثيرون بإلحاق ديوان الرقابة الإدارية والمالية بمجلس النوّاب، كان سببه ما يحدث اليوم، فنحن نريد كما يريد عموم شعب البحرين تلقين المتّهم الأوّل درساً بأن النظام المعتمد في بلد مثل البحرين لا يرضى ولا يقبل هذه الإهانة، وعلى ضوء ذلك سوف نرى خلال الأشهر - إن لم تكن الأيام - القادمة تحويل ملفّات الفساد إلى النائب العام وعلى رأسهم ملف أملاك الدولة الذي يُعَدُّ أوّل وأكبر قضية فساد تشهدها البحرين.

لا ننسى ذلك اليوم الذي صرّح به نائب رئيس لجنة الرقابة الإدارية والمالية المؤقّت في عام 2002 السيد نبيل إبراهيم كمال، في تحويل المفسدين إلى النيابة العامة لاتّخاذ الإجراءات اللازمة في شأنهم، وذلك بعد الدراسة التي تسببت في فساد الكثير من المسئولين في مختلف مؤسسات الدولة سواء الحكومية أو شبه الحكومية. فهل تتكرر جرأة نبيل كمال ولجنته المؤقّتة في دفع ملفّات الفساد والتصريح علناً أمام الصحافة حول قضايا الفساد والمفسدين؟! أم أننا نشهد كتاباً مذيّلاً مذهّباً جميلاً خاوياً من التفعيل ومن دون التطبيق!

كلام المتّهم الأول وتصريحاته أظهرت القيء من «الدمّل»، ونحن لم نتعجّب من كلامه، ولكننا تعجّبنا من سكوت أئمة الدين الذين سيحاسبهم الله - أول من سيحاسب - على عدم قول الحق أمام الناس وتوعيتهم بهذا الفساد المستشري القبيح، الذي قال عنه المتّهم الأول بأنّه نظام معتمد في بلد مثل البحرين، ونسوا بأنّ محمّد ابن عبدالله (ص) أقسم بأنّ لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطع يدها!

إنها حرمة أموال الشعب التي لا يجب السطو عليها من دون وجه حق، بل وجب الحفاظ عليها فهي أمانة.

تذكير للمسئولين عن تفعيل توصيات بسيوني: متى ومَن سيُحاسب الذين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوّة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الإرهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين والنواب الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الإسكان: هل نحتاج إلى تذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4093 - الأربعاء 20 نوفمبر 2013م الموافق 16 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 5:07 ص

      يقال عملها الكبار لكن يعلقون الصغار فيها - يعني إفلات من العقاب لكن

      العمل والعمليات
      يقال من العمليات عمليات النصب والإحتيال على الناس – يعني قال الله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ... بينما الرشوه والرسشاة والمرتشين ليسوا من .......لكن لا يعملون شيء وإنما مكاسبهم ما أو لا يعرف من أين لهم. وهنا سؤال من اين لك هذا إذا كان من اليمن جلب العتوب و أخذوا مناصب – يعني نصبوا أو نصبوا على الناس؟ أو نصب أمريكي لكن محلي ومحلى بدون سكر؟

    • زائر 21 | 4:50 ص

      ليش الزعل

      لربما كلام المتّهم الأول رجل أعمال المقيم في لندن واقعي وصحيح وليش الزعل

    • زائر 20 | 4:45 ص

      الطبقة العمالية الكادحة-3

      المطلوب هو مسألة من تسبب في ضياع مستقبل ثلاثة اجيال وتعويضهم تعويض لائق وارجاع الاموال السائبة الى مكانها فلايمكن ان تستمر الانتاجية والفساد مستشري الى حد النخاع

    • زائر 19 | 4:41 ص

      الطبقة العاملة الكادحة-2

      وحين تفثد خصوصيات الترقية والزدياة والسبب ليس لانك مقصر بل هناك خلل في طبيعية العمل التي عبر هذه السنين تفتفد نظام الحماية والامن الجسدي والنفسي تكون انت من يدفع الضريبة حين تصبح مريض ولاتشفع لك التامينات في التعويض بسبب غياب تشريع قانون التعويض على طبيعية العمل وهو قانون ادراج امراض الانزلاق الغضروفي.. هنتك طبقة كبيرة لايستهان بها دفعت ضريبة الامراض على حساب اجسادهم وصحتهم,, الفساد الموجود ليس وليد اليوم بل هو مستشري منذا عقود في هذه الشركة وتوزيع الارباح يكون ظالما ومنتقص في حق الطبقة العمالية

    • زائر 18 | 4:34 ص

      الطبقة العمالية الكادحة..1

      نحن الطبقة الكادحة التي عملت في المصهر خلال ثلاثون سنة واخص نفسي بذات منذا وطئت رجلي هذه الشركة التي هي عبارة عن جهنم وطبيعة العمل في المصهر اشبه بنار جهنم.. في بدايات الثمنينات كان الراتب الاساس 157 ..تخيلو كل هذا الجهد في المصهر براتب زهيد والملاين تذهب للهاموير واصحاب الكراسي وذات الدماء الزرقاء. والقهر حين تتعاقب السنين وتصاب باتواع الامراض واخص مرض الانزلاق الغضروفي الذي يتراكم في العامود الفقري فصبح ظهرك مختل ومشوه من الرقبة الى الظهر وتكون بنسبة لهم عائلة وتفقد جميع خصوصيات الاستحاقاقية .

    • زائر 17 | 2:31 ص

      شكرا

      اذا كان رب البيت بطبل مولعوا فشيمت اهل البيت الرقصوا

    • زائر 16 | 2:03 ص

      ولكننا تعجّبنا من سكوت أئمة الدين الذين سيحاسبهم الله - أول من سيحاسب - على عدم قول الحق أمام الناس وتوعيتهم بهذا الفساد المستشري القبيح،

      يا بنتي يا بنت الشروقي أئمة الدين مشغولين بأمور أخرى انت تعرفينها وتلك الامور في نظرهم هي أهم من هذه الأمور فلماذا تلومينهم؟ !!!!

    • زائر 13 | 1:16 ص

      خطيرة انتي استاذة

      ولكننا تعجّبنا من سكوت أئمة الدين الذين سيحاسبهم الله - أول من سيحاسب - على عدم قول الحق أمام الناس وتوعيتهم بهذا الفساد المستشري القبيح، الذي قال عنه المتّهم الأول بأنّه نظام معتمد في بلد مثل البحرين،

    • زائر 12 | 12:54 ص

      أين النائب العام والمجلس الأعلى للقضاء

      موفاضيين ل هالأمور

    • زائر 10 | 12:05 ص

      بخشيش

      والله ذكرتينا بايام زمان لين شفنا الانجليز نقول ليهم قب مي بخشيش.

    • زائر 9 | 11:58 م

      رسمي يعني ممنهج؟

      انه تصرف شخصي وليس فسادا رسميا أو رشوة ممنهجة.

    • زائر 7 | 11:53 م

      استتروا استتروا يا استاد

      يا صاحبة القلم الحر استتروا لان الدولة سوف تمسحها بالدفع لشركات العلاقات العامة لتلميع صورة البحرين

    • زائر 6 | 11:25 م

      يكنزون في بطونهم حجارتة من نار جهنم

      إنها حرمة أموال الشعب التي لا يجب السطو عليها من دون وجه حق، بل وجب الحفاظ عليها فهي أمانة.

    • زائر 5 | 11:13 م

      من أمن العقوبة أساء الأدب

      هذا حال الكثير من المفسدين . ولو ردعهم رداع لكانت البحرين بالفعل دانة الخليج

    • زائر 4 | 11:06 م

      الحقيقه

      ( تبت يدى ابى لهب وتب . ما اغنى عنه ماله وما كسب .. سيصلى نارا ذات لهب .. وأمرأته حمالة الحطب .. في جيدها حبل من مسد )

    • زائر 3 | 11:02 م

      أوووووش لا تتكلمي عن الإنجازات

      إنها «رشوى رسمية» بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، يتّهم فيها هذا المتّهم المؤسسة الحكومية بأنّ تعاطي الرشوى هو الأصل والاستثناء هو المغاير «لسلك البلد»! وهذا في حدِّ ذاته استهتار بكيان الدولة في المحافظة على المال العام، فهي أملاك الشعب وليست أملاكاً خاصة يتصرّف فيها كان من كان من دون حسيب أو رقيب كأنّها شركة ورثها عن أبيه.

    • زائر 1 | 10:42 م

      يسمونها

      نسبه، كمشن ، الحلاوه، الكرامة، ، الخ
      ناس تاكل في بطونها نار
      بس بعد الواحد شسوي
      " وإذا بليتم فاستتروا"

اقرأ ايضاً