قالت وسائل اعلام استرالية ان السلطات الاسترالية كشفت حديثا عمليات تهريب لمجموعات من اللاجئين العراقيين الذين تم رفض طلباتهم بحق اللجوء السياسي في استراليا وتم ترحيلهم قسريا الى الدول القريبة من القارة الاسترالية مثل جزر بابا نيو جيني وذلك من خلال استخدام جوازات سفر بحرينية مزورة.

جاء ذلك نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية بعد ان بثت قناة (ا بي سي) الاسترالية (الاثنين) فيلما يوثق كيف تعقد صفقات بين العراقي المعروف بكنية «ابوطارق» (حكيم سلغى) يبلغ من العمر 36 عاما مع زبائنه في ماليزيا في صورة من صور استغلال البشر بحسب ما جاء في تقرير الفيلم الذي اشار الى ان هؤلاء العراقيين يبحثون بأي شكل أو طريقة يذهبون الى استراليا وهذا لا يتم الا بترتيب جوازات سفر بحرينية واخرى عمانية تحتوي على تأشيرة سفر سياحية أو ترانزيت الى استراليا صالحة للسفر دون مشقة.

«أبوطارق» الذي صور بسرية في الفيلم قال ان احد زبائنه حصل على جواز سفر بحريني اصلي وليس مزورا وقد استخدمه من اجل السفر واللجوء الى استراليا وقد احتاج الى تأشيرة. كثيرون حصلوا على التأشيرة بسهولة من جوازات سفر بحرينية واخرى عمانية مزورة يصل سعرها الى 16 الف دولار اميركي كما كشفت القناة الاسترالية. وهؤلاء جميعهم كانت وجهتهم استراليا أو نيوزلندا.

وقد لاحظت السلطات الاسترالية ان رقم عدد طالبي اللجوء من اللبنانيين مثلا قد قفز في العام الماضي من 182 شخصا الى 327 شخصا. وهو ما جعل السلطات تشك وتبدأ في البحث.

القناة الاسترالية اشارت ايضا الى ان اللاجئين العراقيين استخدموا هذه الوسيلة لانها الافضل والاضمن وقد يطلب منهم استخدام الجوازات المزورة في وقت السفر وعند الاقلاع يتم التخلص من الجواز عند وقت الهبوط على الاراضي الاسترالية وطلب تقديم اللجوء.

من جانب اخر كشفت تحريات السلطات الاسترالية ان هناك مجموعات اخرى تدار من جاكرتا باندونيسيا تجلب لبنانيين وسوريين (شمال لبنان والحدود السورية) عبر التهريب من خلال شخص عراقي اخر يدير العملية برمتها وهو محبوس بداخل السجن ينادى بكنية «ابوصالح» واسمه الحقيقي حسين حميد عبودي.

«ابوصالح» المتهم بطعن شخص في مرقص ليلي نظم مجموعة من المهربين للسفر على قارب غرق في سبتمبر/ ايلول الماضي بالقرب من شواطئ اندونيسيا وراح ضحيته اربعة واربعون شخصا وثمانية عشر طفلا. القناة نقلت عن اللاجئ اللبناني عبدالله القيس الذي قال انه طلب منه مقابلة «ابوصالح» داخل السجن من قبل شرطة.

واضاف القيس «ابوصالح كان يتصرف داخل السجن مثل الملك يحمل ستة هواتف نقالة و100 الف دولار موضوعة على الطاولة».

القناة الاسترالية حاولت ان تتواصل مع مصادر في الشرطة الاندونيسية من اجل التعليق ولكن احدهم اخبر القناة الاسترالية بانه محمي من شخص متنفذ، ما يجعل الامر معقدا.

يذكر ان السلطات الاسترالية وتحديدا في مدينة كانبيرا حاولت مرارا قطع طرق المهربين عبر البحر الذي يهربون عبر قوارب الصيد غير الامنة وكثير ممن يصل حتى لو كان لاجئا ترفض طلباته. وقد لاحظت سلطات المدينة ان النسبة قلت خلال العام بعد ان لجأ المهربون الى وسائل اخرى عبر الطيران الجوي بدلا عن السفر بالبحر واستخدام جوازات سفر بحرينية مزورة تحتوي على تأشيرة سياحية أو ترانزيت لدخول استراليا.