دعا بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الى بقاء المسيحيين السوريين في بلادهم، مشيرا الى ان 450 الف مسيحي سوري نزحوا داخل البلاد او لجاوا الى خارجها منذ بدء النزاع السوري قبل 31 شهرا.
ويتوجه لحام الى الفاتيكان اليوم الثلثاء (19 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) لاجراء محادثات مع البابا فرنسيس حاملا معه "الملف السوري"، بحسب قوله.
وقال لحام في مقابلة مع وكالة فرانس برس "اقول لاولادنا، ابقوا في بلدكم. المستقبل صعب لكن سيكون افضل ان شاء الله".
واضاف "اقول للدول الاوروبية التي تريد ان تساعد: ساعدوا الحالات الخاصة، الحالات الانسانية الصعبة، لكن لا تشجعوا على الهجرة".
واعتبر ان القول "بالاستعداد لاستقبال كذا عدد (من المسيحيين السوريين) وكوتا معينة يعني تفضلوا هاجروا، وهذا انا ضده".
وقال لحام ان "450 الف مسيحي سوري تقريبا نزحوا داخل سوريا والى خارجها"، مشيرا الى ان اربعين الف بينهم نزحوا الى لبنان.
ويبلغ عدد مسيحيي سوريا مليونا و750 الفا، وهو ما يشكل نسبة 10 في المئة من السكان.
وقال لحام ان النزاع المستمر في سوريا منذ حوالى ثلاث سنوات تسبب "بتضرر وتدمير 57 كنيسة ومطرانية ومعبد" و"بمقتل بين الف و1200 مسيحي من عناصر الجيش والمدنيين".
ورأى لحام ان الخطر على المسيحيين يتمثل في "الحرب ذاتها (...) الماساة الحالية والفوضى والعصابات المسلحة التكفيرية"، مشيرا الى ان "المسيحيين ليسوا وحدهم المستهدفين، انما كل السوريين مستهدفون، شيعة وسنة ودروزا ومسيحيين ومن كل الطوائف".
وحمل الولايات المتحدة واوروبا جزءا من المسؤولية في استمرار الحرب، قائلا "مجرد الا تنجح (..) اميركا واوروبا والدول العربية على وقف تدفق الفي فريق غير معروف من ورائهم من العصابات والمجرمين والمهلوسين الذين هم عمليا آلة الهجرة... يعني انها مسؤولة".
وتابع "عليها ان توقف مساعدة هؤلاء ماديا وحربيا ولوجستيا".
واقر لحام بان الهجرة في العالم العربي تشمل المسلمين اكثر من المسيحيين، الا انه شدد على اهمية "ان يبقى هناك حضور اسلامي مسيحي متوازن".
واعتبر ان حماية الوجود المسيحي "ليس في يد الفاتيكان، ولا في يدنا، انما في يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة".
وقال متوجها الى هذه الدول "اوقفوا السلاح، اوقفوا الحرب، واعطيكم حضورا مسيحيا متفاعلا وحوارا اسلاميا مسيحيا وعيشا مشتركا"، مضيفا ان هجرة المسيحيين "تؤدي الى ضرب الحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، ثم الوصول الى عالم عربي من لون واحد واسلام متطرف".
ويتعاطف المسيحيون السوريون اجمالا مع النظام السوري الذي يعتبرون انه حمى حقوقهم ومعتقداتهم خلال فترة حكم حزب البعث. ويخشون خصوصا تنامي نفوذ التيارات الاسلامية المتطرفة.