العدد 4091 - الإثنين 18 نوفمبر 2013م الموافق 14 محرم 1435هـ

كرة قدم بالإعادة البطيئة!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

المنتخبات العربية تخرج الواحد تلو الآخر من سباق التأهل لكأس العالم 2014 حتى بتنا أمام واقع خروج جماعي، وهو أمر لم يعد مستغربا بل هو ترجمة طبيعية لحال كرة القدم في العالم العربي التي باتت الكرة الأبطأ في العالم خلال العصر الحديث.

جميع المنتخبات العربية ودعت رسميا باستثناء المنتخب الجزائري الذي تنتظره موقعة صعبة أمام منتخب بوركينا فاسو فإما يحفظ ماء وجه العرب وإما يستمر الوضع على حاله في تراجع مخيف لم نشهد له مثيلا منذ تأسيس بطولات كأس العالم!.

في الوقت الذي كانت فيه كرة القدم تتقدم في جميع القارات كنا وحدنا نلعب كرة قدم تقليدية بعيدة عن العناصر الحديثة التي تمثل القيمة الحقيقية للعبة في هذا العصر.

عنصرا السرعة والقوة باتا يمثلان مرتكزين أساسيين لجميع الفرق والمنتخبات، وقياسات السرعة أصبحت المعيار الأهم لاختيار اللاعبين الناشئين حول العالم وبعدها تأتي العناصر الأخرى وهو ما أكده مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي في المؤتمر الصحافي الذي أعقب فوز منتخب بلاده ببطولة كأس الخليج العربي في البحرين عندما أكد أن السرعة هي المعيار الأول لاختيار اللاعبين عالميا.

ما عكسته التصفيات الأخيرة لكأس العالم وللبطولات القارية في آسيا وافريقيا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كرة القدم العربية هي الكرة الأبطأ على مستوى العالم.

في ظل الاختلال الكبير في ميزان السرعة كان واضحا عدم قدرتنا كعرب على مجاراة المنافسين، فخرجت المنتخبات العربية الآسيوية جماعيا من تصفيات كأس العالم في الوقت الذي نجح فيه المنتخب الأردني في الوصول للملحق أمام منتخب أوروغواي فتعرض لخسارة قاسيا ذهابا قوامها 5 أهداف نظيفة في عمان، ومن شاهد المباراة يلحظ تماما فارق السرعة الهائل بين المنتخبين.

افريقيا المنتخب المصري خسر أمام غانا بالخمسة والمنتخب التونسي خسر أمام الكاميرون بالأربعة ولم نعد نعول إلا على الجزائريين الذين خسروا ذهابا في بوركينا فاسو 3/2.

وإذا كانت كرة القدم العربية هي الأبطأ على مستوى العالم فإن من يشاهد منتخبنا الوطني الأول يدرك أننا نلعب كرة قدم بالإعادة البطيئة، فتحركات اللاعبين ثقيلة في الملعب والارتداد الدفاعي والهجومي أشبه بالمشي منه للجري، أما التحكم بالكرة وتمريرها فهو مهمة شاقة تدار كما تدار الاعادة البطيئة للأهداف.

أما حال دورينا المحلي فحدث ولا حرج، حتى رتم الإعادة البطيئة أكثر سرعة من رتم الدوري المحلي الذي هو أشبه بدوري المتقاعدين وهو ما يفسر قدرة أي لاعب على المشاركة فيه والوصول للمنتخب أيضا.

كرة القدم في العالم العربي أعتقد أنها توقفت عند عقد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما كان المعيار هو المهارة والمراوغة الفردية بشكل يعطي النجومية، أما السرعة واللعب القوي والجماعي فهي معايير مازالت خارج تقييمنا للاعبينا وفرقنا ومنتخباتنا، فبتنا نلعب في عصر ليس بعصرنا!.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4091 - الإثنين 18 نوفمبر 2013م الموافق 14 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:09 ص

      كلامك كله صح

      الا عن دورينا ولاعبينا
      دورينا جيييد كحاله من حال دوريات الخليج وينقصه الدعم الاعلامي وفرقنا ولاعبينا هواه الا انهم يقدرون يجارون اقوى فرق الخليج ولمحرق فازو بكاس الخليج ولبسيتين تعادلو مع رابع اسيا بني ياس والحاله تعادلو مع بطل عمان
      والحد فازو على بطل كاس اتحاد اسيا
      ومنتخبنا حققو الاول في الاولمبي الخليجي ونص لاعبينا محترفين بالخارج
      ولكن
      اذا بتتكلم عن اداء منتخبنا في اخر مباراتين سببه المدرب مغير مراكز اللاعبين وتكتيكه الفني خطا

اقرأ ايضاً