ما تفوه به مدرب منتخبنا الوطني الأول الانجليزي انتوني هدسون خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراتنا وماليزيا ربما يدخل في إطار «الشقشقة واللقلقة» المعروفة لدينا بأنها لا نتيجة لها أو بكلماتنا البحرينية «لا تودي ولا تجيب» وخصوصا إذا ما عرفنا أنه «هدسون» يخرج لنا في مناسبات متصلة باستحقاقات المنتخب، ولهذا فشقشقته أراد منها إخماد ضجة تثور هذه الأيام حول قدرته على قيادة المنتخب في قادم الاستحقاقات المهمة.
هدسون بدأ تبريراته منذ المباراة الماضية مع ماليزيا في كوالالمبور عندما أطلق العنان للسانه ورمى بخيبة التعادل غير المقنع الذي خرج به على «صيام عرفة» وعلى لعنة الظروف التي سبقت المباراة جراء غياب لاعبا أو اثنين، ثم جاء تبرير ضعف الدوري ونسقه البطيء.
آخر «شقشقة» هدسون هو ما تحدث به في المؤتمر الصحافي الأخير عندما وصف تنظيم ماليزيا الدفاعي بأنه بعيد عن كرة القدم الحقيقية التي لعب بها منتخبنا في تلك المباراة «الهزيلة والضعيفة» بل انه زاد توصيفه بكلمات تقلل من المنافس والخصم عندما قال أنه استعان بالحافلة التي أقلتهم للملعب ووضعها أمام المرمى.
هدسون ومع احترامنا وتقديرنا لعمله وجهوده مع الكرة البحرينية لم ينجح لغاية الآن في إيجاد مساحة جيدة من الإقناع لشريحة واسعة من الرياضيين والمتابعين والناقدين والعارفين بالجوانب الفنية، فهو أكد وما زال وجود بعض من التخبطات والأخطاء بداية من اختياراته وصولا لاختياراته الفنية لأسلوب وطريقة اللعب ونهاية بقراءاته الفنية والتكتيكية للمباريات.
عملية الاختيارات هي حق أصيل للمدرب ولا يمكن بأي حالا من الأحوال التدخل فيها من أي جهة أخرى وكائنا من كان، إلا أن هدسون أكد أنه بدأ بمغالطة نفسه تارة وبتأكيد عدم صحة قراراته تارة أخرى، ولعل مسألة اختيار فوزي عايش دليلا واضحا على عدم ثباته على كلمة واحدة، بالإضافة إلى اختيارات أخرى أشار لها الكثير من الزملاء المحررين الرياضيين نظرا لغياب درجة الإقناع لديهم.
مهمة المدرب الأساسية مع أي فريق أو منتخب أن يحضره ويعده إعدادا بدنيا وفنيا من خلال وضع برنامجا واضحا قبل المباراة يعتمد على قراءة فنية مدعومة بحسابات وسيناريوهات كثيرة لكل ما يستجد ويطرأ على المباراة التي سيخوضها، وهذه الخطوة من أجل عدم لخطبة أوراقه الفنية في حال طرأ تغيير على أسلوب الخصم والمنافس.
المدرب الانجليزي في المؤتمر الصحافي الأخير رمى بعيوبه الفنية وأخطاء منتخبنا على المنتخب الماليزي ومدربه بكلمات ربما تندرج تحت مبدأ «الإفلاس» الفني والكروي، إذ إن الماليزيين لعبوا مباراة واقعية وبحسابات فنية منطقية تؤكد احترامهم أولا لأنفسهم ولقدراتهم وإمكاناتهم الفنية والفردية، ومن ثم لمنافسهم كتجسيد لمقولة «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه»، إلا أن كلمات هدسون أراد بها التبرير ليس إلا، تبريرا لفشله وعدم قدرته على فك «شفرة ولغز» الدفاع المنظم الذي لعب به خصمه.
عموما، اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات ينتظرهما عمل شاق في الفترة القليلة المقبلة لحسم الكثير من الملفات العالقة لمنتخبنا الأول، بل ان الجماهير والشارع الرياضي بانتظار كلمة الحسم والفصل لإيضاح الصورة النهائية لمنتخبنا قبل استحقاقاته المهمة في العام المقبل بداية من خليجي 21 بجدة السعودية ومن ثم آسيا 2015 باستراليا.