كل تكفيري ضمن الأسس في اعتقاده وعقيدته الخاصة والمغلوطة، والممارسات أيضاً والنظر؛ إن كان ثمة نظر في الأمر: إعادة صوغ هذا العالم. كيف؟ أن يضع حداً لنهايته (العالم) مادام غير متوائم ومتطابق معه! ما المطلوب؟ أن يتحوَّل العالم كله إلى عالم تكفيري وبالتالي لا جدوى من استمراره.
في التطابق موت. حتى الأشياء المتطابقة لا روح فيها. بذلك يكون التكفيريون قد ختموا رسالتهم، عندها هم من يحدّد موعد القيامة الكونية، لا القيامات المصغّرة التي ينفذونها ويُشرفون عليها في بلد هنا، وقطْر هناك، وبلاد «كفر» هنالك!
جزء كبير من بلاد المسلمين دخلت ضمن خريطة بلاد الكفر! ما دام أفرادها ليسوا على تطابق مع مسار التكفيريين وفكرهم والعقيدة التي يريدونها خالصة متطابقة تعمّ العالم كل العالم!
كأن العالم وجد لينسفه التكفيريون. بهذه القراءة التي لا تبعد عن الواقع؛ بل هي أقل منه بدرجات حين نتأمل مشاهد الخسف والذبح وجزّ الرؤوس، وإدخال أمة في «الدّين» الذي يفهمونه هم، ويظل حِكْراً عليهم، هم خارج سياق الحياة التي نعرف، وخارج سياق الحركة في العلاقات. علاقات التكفيريين محصورة ومحدّدة ومغلقة على الطيْف الواحد والقناعات الواحدة. على المتطابق، المتشابه. كأنهم بهذا الفهم بعقيدة الإلغاء والتكفير وإرسال المخالفين إلى حتفهم المبكّر، يختبئون وراء الموت، ويتمترسون به باسم عناوين الحياة. بالفضيلة التي يسوّقون ويفهمون؛ إن كان ثمة فهم أساساً في الأمر كله! إن كان ثمة فضيلة في هذه البذاءة والتطاول والتقرير نيابةً عن الله!
هل الاختباء وراء الموت يصنع الحياة؟ أن تكمن لخصمك مراوغاً متسللاً في مجاميعه بحزام ناسف، أو ما يخدم النسف ولو كان عبْر «الدُبُر»؟ هل القتل المادي وحده نفي من الحياة، وقيامة مبكّرة؟ يسبق ذلك تبرير بقتل معنوي. تأكيد عدم التطابق والتشابه والالتقاء والتواؤم والانسجام.
باختصار تقرير: الكفر! ذلك نفي أول يتيح استمراء لنفي نهائي، ربما ترى بداية له، ولكن من الصعب أن تقف على نهاية تدل عليه!
الحروب تقلّصت بشكل أو آخر. ألجمت القوانين بعض تلك الشهوة، وإن لم تضع لها نهاية. ولن يحدث ذلك. بعض تلك القوانين ملغّمة، وتفتح شهية الحروب أيضاً. الحروب التي ليس شرطاً أن تكون خارج الحدود، بحاملة طائرات وإنزال بري واختراق للحدود، واستبدال علَم دولة بعلَم دولة أخرى، ونشيد وطني بنشيد محتل!
في هذا السياق التكفيريون لهم قوانينهم الخاصة، وفهمهم الخاص. ذلك ما يتيح لهم مرونة في تقرير خسف هنا، ودمار هناك، وجزّ لأعناق البشر الذين لا يرونهم بشراً، هنالك!
أخطر الحروب تلك التي ترفع راية الدِّين وتتم باسم الله. أكثر الحروب اللا أخلاقية عبر التاريخ كانت تحت عناوين الدِّين والفضيلة، وإنقاذ الإنسان من مجموعات بشرية، لتستولي مجموعات بشرية أخرى عليها. استيلاء بكل ما في الكلمة من معنى يطول كل شيء. وأعني كل شيء، بتقرير حصة في الحياة، أو تقرير وضع نهاية لها في الوقت نفسه!
في ظل كل ذلك لا أحد يجرؤ على الحديث عن حضارة مُتحقّقة. هي عدمٌ ضمن ذلك الواقع. يمكن الحديث عن «مدَنية» وهي الأخرى ناقصة ولن تكون مكتملة في عصر إعلان دول الطوائف من قبل مجموعة من قطّاع الطرق والقتلة والذين لا يتردّدون في ارتكاب وتكرار «القتل والذبح الخطأ»، كما طلعت علينا أدبياتهم مؤخراً!
الشقاء لا يأتي بالحروب المباشرة التي عرفها الإنسان. الشقاء يبدأ بإلغاء الإنسان تحت عناوين العقيدة، وأحياناً «القانون»، ما لم يكن متطابقاً ضمن «كليشيهات» يراد لها أن تسود!
نحن بصدد «استئصال» يُمارس على نطاق واسع. له من يقوْننه ويُشرْعنه ويقعّد له! من قال إن في الاستئصال سعادة تتحقق لطرف بهذا الفهم والتعاطي في دنيا الناس ومع الخلْق؟ استئصال للاستئصال ذاته. استئصال الذي لا يتطابق ولا يتواءم ولا ينسجم مع شريعة الخراب والوهم والغلّ والجنون في أسوأ درجاته!
كأن هذا العالم الذي لا يريده التكفيريون أن ينعم بشيء من هدوء والتفات إلى مشاريعه المؤجّلة، بحاجة هو الآخر إلى تبنّي عقيدة الاستئصال هذه المرة في سبيل إنقاذه وتحصينه من أورام هي أشد خطراً من أية أورام سرطانية وأمراض خبيثة تتغلغل في الجسد فتهدّ قواه وتستولي على مواطن قوته!
لم يعد مقبولاً في هذا الزمن الذي تتبارى دوله لإنتاج عباقرة وعلماء، ترك مجموعات خرجت – وتخرج - من كهوف العُقد والفشل وبؤر غسل الأدمغة واللافهم للدّين، واختطافه والعمل على تعميم الجانب الجهنمي من ذلك الفهم وإسقاطه على الدّين، والدّين منه بُراء. لم يعد مقبولاً وليس أخلاقياً ترك الأرض ولو بمساحة متْر رهناً لمن ينتج أعضاء في منظمات باسم دول تهدد العبقرية والمعرفة والاستقرار والفضيلة، منتجة أقصى درجات الشقاء وأوفرها بما يكفي لإعادة هذه الكوكب إلى ما بعد العدم بمراحل.
الاختباء وراء الموت تحت عناوين صنع الحياة. الحياة التي تظل مرتهنة إلى الذين اختطفوا الدِّين وفهمه. الذين يعملون على إشاعة التطابق الذي لا روح له، لا يمكن أن يمنح الحياة ولو شيئاً من رمق. إنه يُجهز عليها مع سبْق الإصرار والترصُّد!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4090 - الأحد 17 نوفمبر 2013م الموافق 13 محرم 1435هـ
محرقية
اصلا وجد انتاج هؤلاء التكفيريون لغاية سياسية ... والا ماذا يعني سكوتهم الخانق عن اليهود واسرائيل... لماذا ينتشرون في البلاد التي يختلف النظام مع البلد المصدر لهم...هل بلدهم فيها ديمقراطية ودولة مدنية, هل هي المدينة الفاضلة والا لماذا سكوتوا عن نظامهم....
انا مستغرب
انا مستغرب اشلوب يقول انا مسلم ويقتل مسلم مثلة ادا اردت تفجر نفسك وتدخل الجنة روح فلسطين المحتلة وفجر في اليهود الدين اغتصبوافلسطين وتعشة علي قولتك مع النبي ص موا تفجر في خلق اللة وتقتلهم وتقول بروح الجنة انت بتروح النار علي العمل المخزي الدي تقوم بة طريق الجهاد في فلسطين وليس في خلق الله في الاسواق والشوارع والمدارس والماتم والمساجد اللة يلعن التكفيرين ومن يساندهم وهؤلاء وباء علي الاسلام ومنه الاسلام بري من افعالهم
إخراج التكفريين من البحرين
حتى يتم حماية المجتمع المحلي يجب إستاصال التكفريين من البحرين كليا.
لا فض فاك
اكثر من روعة اللهم زد وبارك نغرف من معين طهورا