أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد (17 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس ان القيادة الفلسطينية ملتزمة المفاوضات مع اسرائيل حتى نهاية مدة الاشهر التسعة المقررة لها مهما حصل "على الارض"، مطالبا باجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة ياسر عرفات.
وقال عباس في هذه المقابلة التي اجريت في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله حيث سيستقبل الاثنين للمرة الاولى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "نحن ملتزمون بان تستمر المفاوضات لمدة تسعة شهور مهما كانت الوقائع على الارض" على ان يتخذ بعدها القرار الملائم.
واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل في نهاية تموز/يوليو الفائت بعد توقف استمر ثلاثة اعوام، وذلك في ضوء جهود حثيثة بذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وكرر عباس ان الوفد الفلسطيني المفاوض قدم استقالته غير انه اوضح انه لم يقبل هذه الاستقالة، وقال "نحن لم نقبل استقالة الوفد المفاوض، القيادة الفلسطينية تدرسها (...) القيادة الفلسطينية قررت ان تعطي نفسها فرصة اطول لتقرر، وحتى يتم ذلك فان الوفد سيستمر في عمله كمسير لاعمال المفاوضات".
وشدد عباس على انه لن يوقع اي اتفاق مع اسرائيل اذا لم يضمن الحصول عبر هذه المفاوضات على ما يسعى الشعب الفلسطيني الى تحقيقه.
واوضح ان "الشعب الفلسطيني مؤمن بالسلام، وطريق السلام عبر المفاوضات، وهو يعلم اننا حريصون على الثوابت الفلسطينية وهي الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 والقدس عاصمة هذه الدولة، وحل قضية اللاجئين وفق المبادرة العربية".
وقال "هذا ما يطالبنا به الشعب الفلسطيني للحصول عليه، واذا لم نحصل عليه فلن نوقع مع اسرائيل على شيء".
وعشية استقباله هولاند الذي بدأ الاحد زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، قال عباس "نتطلع لان تلعب فرنسا دورا مهما في عملية السلام".
واضاف "هذه الزيارة للرئيس هولاند هي الاولى له، ونعتبرها من اهم زيارات الزعماء الذين اتوا الى فلسطين منذ سنوات، ونحن نعتز بالعلاقة التي تربطنا بفرنسا".
وتابع "نحن نعرف ان العلاقة بين فرنسا واسرائيل قوية، وهذا طبيعي (...) غير انه لا يمكن ان يخطر ببالنا ان هذه العلاقة ستكون على حساب العلاقة الفرنسية الفلسطينية".
واكد هولاند مساء الاحد في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز انه ينتظر "مبادرات" من اسرائيل حول الاستيطان للمساعدة في اعطاء دفع لعملية السلام مع الفلسطينيين.
الى ذلك، اكد عباس انه سيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيزور المنطقة الجمعة المقبل، وقال "نعم سنلتقي معه، ونحن نلتقي معه كلما وصل الى المنطقة".
من جهة اخرى، طالب عباس باجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي اشارت تحاليل طبية اجريت اخيرا الى تسممه بمادة البولونيوم.
وقال "نحن الان نطالب بتحقيق دولي على نموذج التحقيق الذي طالبت به فرنسا (في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق) رفيق الحريري ليكشف من الذي قتل ياسر عرفات".
وتجنب الرئيس الفلسطيني توجيه الاتهام مباشرة الى اسرائيل، وقال "انا لا استطيع ان اقول اسرائيل، لان ذلك يحتاج الى محكمة، ولا يمكن ان نتهم اسرائيل دون ان يكون هناك قضاء".
واضاف "لا نستطيع القول عن الجهة التي قتلت عرفات، لكن لدينا مؤشرات بان عرفات لم يمت من الشيخوخة ولم يمت بسبب المرض، انما هناك مؤشرات بانه مات بالسم. من الذي وضع له هذا السم ومن الذي ارسل له هذا السم؟ هذا يحتاج الى تحقيق".
واعلن توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر ان "اسرائيل هي المتهم الاول والاساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات".
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس حيث نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر على اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.
واجرى خبراء فرنسيون وسويسريون وروس في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي تحاليل على رفاته بعد نبشها واغراضه الشخصية.
وقال الخبراء السويسريون في السابع من الشهر الجاري ان النتائج "تدعم وتنسجم مع" فرضية تسميمه بمادة البولونيوم لكن بدون ان يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة سببت وفاته.