العدد 4089 - السبت 16 نوفمبر 2013م الموافق 12 محرم 1435هـ

جون ماكسويل وفن القيادة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نتحدّث دائماً عن فن القيادة، ولا نصمت شرحاً حول هذا الفن، وقد يهرطق البعض عن القيادة وفنونها الكثير والكثير، إلاّ أنّهم لا يسمعون إلاّ أصواتهم، وقد يكونون قادة من دون فن ولا هم يحزنون. وهنا يأتي دور المدرّبين، حتى يعلّمونا فن القيادة ويوجّهونا إلى حيثياتها، فقد نكون قادة نستحق شرف هذا المصطلح بعد عدّة دورات.

جون ماكسويل هو خبير القيادة الأوّل في العالم، وهو ضمن عدّة مدرّبين متميّزين في فن القيادة، سيحضر إلى البحرين يوم الإثنين (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) لإلقاء محاضرة، ولو كان بيدي لعرضت عليه سلسلة تدريبية على المستوى البعيد، من أجل تدريب الوزراء والمسئولين وشباب المستقبل حول هذا الفن، ولكن الأمر ليس بيدي، وعليه لا أستطيع البت فيه، ولكن أحمل على عاتقي النصيحة.

ليس سهلاً فن القيادة، فهناك من لا يليق بها، ولكن قد يوضع في موضع يُشرّف به لا يُكلّف، وتجد من دونه من صغار الموظّفين أدرى بالقيادة وأقوى منه عليها، ولكن الحظّ قد لعب دوره مع هذا القائد غير القائد، بينما تصعّر لذاك الموظّف الصغير القائد.

للأسف إننا ننشيء جيلاً لا يقوى على اتّخاذ القرار ولا القيادة، من خلال عملية التخويف والتشهير و«لِمعاير»، ونسينا أنّ ما يرتقي بالأمم هو ذاك القائد الفنان، القادر على ضبط الأمور، ذو الشخصية الكاريزماتية، الذي مهما تحدّث لا تملّ منه، ومهما أمر فأنت تسمع له.

هناك وزراء مملّون وغير متميّزين وليس لديهم فن القيادة، ويحتاجون إلى دورات تدريبية فيها، وأبسط مثال على ذلك ما أن تحاول نقدهم بكلمات بسيطة من أجل مصلحتهم ومصلحة الشعب، تجدهم أبعد الناس عن القيادة، وجلّ ما يستطيعونه هو «شخطة» قلم بقرار على الموظّفين حتى يحكموهم، ولا يدرون أنّ الموظف القائد يرجّح العقل في أية قضيّة ما، وينظر إلى المصلحة العامّة، ولا يهمّه ما قرّره ذاك الوزير أو هذا المسئول، ففي النهاية هؤلاء قد يكونون أبعد ما يكونون عن مصلحة الناس.

نريد تنشئة جيل قيادي، فالطبيب لا يستطيع التميّز من دون القيادة، والمهندس لا يستطيع البت في الأمور من دون هذا الفن، وحتّى ربّة المنزل من دون قيادة يغرق منزلها، وعليه وجب الالتفات إلى شأن القيادة وكيفية زرعها في الأجيال المقبلة.

لا ننسى دور المعلّم بالطبع، فهو من يبني القادة ويعلّمهم، وهو من يجعلهم متميّزين أو مدمّرين، وإن كان المعلّم غير قائد، فإنّ من تحته قد يتعلّمونها بالسليقة، ولكن ليست بتلك الأصول التي نود وجودها فيهم.

أتذكر مدرّسات مدرسة الحد الثانوية للبنات في الثمانينات والتسعينات، وهو عهد ليس ببعيد، إذ كانت المركزية تطفو في صفوفهم وكانوا قادة تلك الصفوف، وقد وجدتُ كثيراً ممّن درسن في تلك المدرسة قائدات متميّزات، وكانت المعلّمات على درجة عالية من فن القيادة وحبّ العمل دون كلل أو ملل أو عزوف، وقد أعطين أفضل ما لديهن، وهكذا نريد صناعة المعلّم قبل صناعة أية مهنة، بفن قيادة وقدرة على التعليم والتربية، وهذا لا يكفي من دون تدريب وتمكين للمعلّم، الذي نجده يدخل أبواب المدرسة أمّا عزوفاً أو مللاً أو خوفاً من تسلّط أحدهم عليه.

فتوجّهوا إلى تدريب المعلّم، لعلّنا نرتقي بالعملية التعليمية إلى أبعد حدود، ولعلّنا نرى فن القيادة جليّاً في هذا المعلّم.

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الإرهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (أموال النفط) (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الإسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4089 - السبت 16 نوفمبر 2013م الموافق 12 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:57 م

      وزارة الصحة محتاجه الى محاضرة جون ماكسويل

      جميع المسؤولين ب وزارة الصحة يحتاجون ان يتعلموا فن القيادة لغياب هذا المعيار تدهورت الخدمات الصحية المقدمة للجمهور وزاد عدد المتوفين اما الموظفين المغلوب على أمرهم من طائفة معينة مطهدين ويعملون تحت ضغوط نفسية وامتهان بسبب. تنصيب من هم تنقصهم الخبرة والكفاءة بسبب للعلم لم يضرب عن العمل ولا اي موظف بل اصبح فراغ بعد إيقافهم عن العمل ظلما من الطائفيين وتم جلب متطوعين ومن ثم تم توظيفهم. من دون حق وأتحدى من ينكر ذلك من ثم تسليم مراكز القياده لهم وهم يفتقدون فن القيادة

    • زائر 7 | 3:04 ص

      مقال مهم

      موضوع المقال مهم جداً ، لو تم إفساح المجال للكوادر المؤهلة لما وصلنا لما وصلنا إليه اليوم من تردي الخدمات ومن سوء إنتاجية وعدم ثقة بالمسؤولين وعدم احترامهم اذا ان معيار ترقيتهم لا يمت بصلة لكفاءتهم مما يؤدي لتخبطهم وخشيتهم الدائمة من الآخرين ليقينهم ان كراسيهم اكبر منهم بكثير وان عقلية مرؤوسيهم أذكى وأأفضل.

    • زائر 6 | 1:57 ص

      فن القيادة

      اختي العزيزه مريم الشروقي
      اذا تم التعيين على حسب الكفاءة ستكون هناك قثيادة ولكن الموجود في بلدنا الغالية يكون التعيين مكافأة وليس كفاءة ومعيار الكفاءة لدى المسئولين ايش تأمر طال عمرك اي مسئول امعه ومع الخيل يا شقراء ،،، حينما تأخذ الكفاءة كمعيار لتعيين المسئولين وليس بالمحسوبيات حينها سيكون هناك اشخاص قياديين قدارين على اتخاذ القرار ، بالنسبه للارتقاء بمهنة المعلم لكي يكون قياديا يجب اولا تخفيف العبء عن كاهله واخذ رأيه في اي قرار تتخذه الوزارة

    • زائر 4 | 12:05 ص

      القيادي هو من يعامل الاخرين كما يود ان يعاملوه الاخرون

      الموضوع مهم و طرحه جيد , كتاب المرحوم الدكتور غازي القصيبي - حياه فى الادارة - كتاب شيق و يصب فى هذا الاتجاه , اعتفد على جميع من يحمل المسؤليه و كلن فى موقعه , بان يتحلى بميزات تاهله لحمل الامسؤليه و علي سبيل المثل , الامانه و حترام الاخر و الابتعاد عن الطائفيه و دمثت الخلق و حسن التدبير و استشراف المستقبل و التعلم المستمر و الالمام بما يدور من حوله و الانصاف و حسن السيره و الاهم من كل ذلك هو حب للاخرين كما تحب لنفسك و تعامل من الاخرين كيفما تحب ان يعاملوك.

    • زائر 3 | 11:50 م

      الحكومة ما تبي

      وزراء خرطي حاضر سيدي امرك سيدي فقط منفذين

    • زائر 1 | 11:06 م

      تذكير

      هناك وزراء مملّون وغير متميّزين وليس لديهم فن القيادة، ويحتاجون إلى دورات تدريبية فيها، وأبسط مثال على ذلك ما أن تحاول نقدهم بكلمات بسيطة من أجل مصلحتهم ومصلحة الشعب، تجدهم أبعد الناس عن القيادة، وجلّ ما يستطيعونه هو «شخطة» قلم بقرار على الموظّفين حتى يحكموهم، ولا يدرون أنّ الموظف القائد يرجّح العقل في أية قضيّة ما، وينظر إلى المصلحة العامّة، ولا يهمّه ما قرّره ذاك الوزير أو هذا المسئول، ففي النهاية هؤلاء قد يكونون أبعد ما يكونون عن مصلحة الناس.

اقرأ ايضاً