أقرب ما يمكن وصف هذه المجموعة الشعرية هو أنها مغازلة رقيقة تثير التنهّدات، والمطعّمة بمجموعة من لوحات الفنان التشكيلي البحريني محسن المبارك، هي استثارة حقيقية لإدراكنا لقيمة التغزّل التي فقدناها في خضّم الأحداث المتسارعة اليوم.

المجموعة المكونة من 11 نصّاً يصفها الياسري بقوله المذيل به عنوان الديوان (أحدَ عشر نخباً لتبجيل الطين وأحواله)، تقع في 80 صفحة، وبلغة شديدة الحساسية، وتخييل شديد الرهافة، يوغل الشاعر من خلالهما في خوض تجربة متسارعة ودافئة وشديدة الحنوّ، يصف فيها الشاعر أحوال (أنثاه) وأحوال العلاقة معها، من خلال نظرته لها. إن الياسري يمنحنا عينيه وقلبه في هذا الديوان لنرى بهما كيف يمكن أن يفعل الحب بالشاعر.

ولا يتخلّى الياسري في هذه المجموعة عن لغته التي عرفناه بها، البالغة الدقة، لكنه يضيف إليها، وإلى رؤيويته أيضاً جرعة فائقة من (السُكر بالعشق) وربما لذلك، فهذا الديوان هو كرمة حقيقية.