«جنون العظمة» هو أحد الامراض النفسية المستعصية وهو بالطبع درجات وقد يتعرض الانسان لبعض الظروف التي توهمه بعظمته الورقية.

وقد يصاب الشخص بهذا المرض نتيجة ما بدأ به هو من الكذب الذي تحول لاحقاً الى ما يعرف في اللغة العامية الدارجة «شلاخ» ليتحول به المقام من كذاب ليصدقه الناس الى «كذاب، كذب الكذبة وصدقها». ليكون مثالا لقصة «جحا والعزومة» عندما اخبر الناس بأن هناك عزومة (وليمة) عند احدهم وعندما رأى الناس تذهب للعزومة الكذبة، صدق هو كذبته وذهب للعزومة السراب.

وهو بالضبط ما أصاب «مجانين العظمة» اللي عندنا.

فبعضهم عندما تسمع ما يقول أو تقرأ ما يكتب تظن ان حكومات العالم وخصوصا أميركا قد عينت مستشارا خاصا للرئيس الأميركي لشئون ما يكتب ويقول وذلك للأهمية الاستراتيجية لما يقول ويكتب وتأثير ذلك في البحرين والإقليم والعالم، والحال ان اصغر انسان يعرف ان ذلك ما هو الا من جنون العظمة.

يضاف الى ذلك ان الجميع يعرف ان كل شيء «مدفوع»، والدفع هو ما يحرك الضمير الذي لا يتحرك الا بالمال وليس له علاقة بمصلحة البحرين وشعبها. ولا حتى له علاقة بتحليلات مبنية على واقع.

فيومٌ رسالة الى اوباما ويوم الى الجن في واشنطن ويوم الى أميركا، اقول: وفروا الهرار على روحكم وجنون العظمة اللي فيكم بيوصلكم للجنون الكامل خصوصا ان صناديق بريد البيت الابيض والكونغرس والبنتاغون خلاص صارت «فل» من هراركم، وقد يحتاجون في تحليلها الى سنوات قد تنتهي معها سنوات ولاية اوباما.

وأما جنونكم فلابد منه لأن المطالب الشعبية وحقوق من تكرهون لابد ان تعود اليهم وتتحقق تلك المطالب التي تكرهونها ككرهكم للحق والعدل الذي سيسلب ما تأكلونه من سحت.

وأبرز الأمثلة الواضحة لمجانين العظمة في عالمنا العربي القذافي الذي وصل به جنونه إلى حد أن يسأل الشعب الليبي «من أنتم؟». والآخر هو الطاغوت صدام الذي ليس له لقب إلا مدمر العراق وسافك الدماء فأفعال جنون العظمة الذي كان يحمله لايزال العراق والأمة تدفع أثمانها غالية.

وقفات

- نواب طايحين لينا في «تويتر» آيات وأحاديث واذكروا الله... وووو. وهذا شيء جميل ولكن الله ورسوله والأحاديث تقول أولاً عليكم أن تقوموا بما أنتم مكلفون به بدل ما مسوين لروحكم وكأنكم حسابات للقرآن، ترى القرآن وآياته ضد الفساد وأنتم من مهماتكم محاربة الفساد، والقرآن والأحاديث ليس كلاماً يقال ليباع على الناس بل هو خطوط تحدد المسير.

مقبل عليكم تقرير الرقابة المالية والإدارية وبنشوف تطبيقكم للآيات والأحاديث لو كالعادة حديث يكتب ويقرأ دون السير عليه، باختصار شوفوا شغلكم في محاربة الفساد بدل محاولة تزيين أنفسكم بالأحاديث والدعوات والآيات.

- بصراحة بسنا حقوق، فطسنا يا جماعة من الحقوق، حتى سفينة موضوعة في الشعائر الدينية لعاشوراء وهي عمل فني، ساعدوكم وشالوها، كل هذا علشان لا تتعبون وعلشان تكون «حقوقكم مصونة ومحفوظة»، وبسنا حقوق يا جماعة.