سبق أن تحدثت في وقت سابق عن بعض المشاكل التي تُحيط بالوسط السلاوي لدينا والتي أصبحت سمة بارزة في الصحافة المحلية بشكل مستمر، إذ لا يكاد يمر يوم إلا ونجد تصريحات من هنا وهناك وتحديات بين الفينة والأخرى، وهذا الوضع لم نجده يصل إلى ماهو عليه في ظل الاتحادات السابقة. وصحيح أن المشاكل والخلافات والتحديات أيضاً كانت موجودة في بعض الفترات ولكن ليس كما الوضع الحالي، وأكبر سبب في ذلك هو الاتحاد نفسه الذي بات لا يستطيع تسيير الأمور بالصورة الصحيحة في أغلب الأحيان كون بعض الأعضاء مع احترامنا الشديد لهم غير متخصصين في اللعبة، وهذا ليس تقليلاً من شخوصهم بقدر ما نحن نتحدث عن العمل، ومثلاً لو نقلنا حالياً اتحاد كرة الطاولة ليقود اتحاد مثل كرة اليد مثلاً فهل سيكون قادراً على تسييره كما يجب؟! بالطبع الجواب معروف!، وأيضاً لا نُخلي سبيل بعض الأندية من مسئولية هذه المشاكل أو محاولة تصعيدها وهو ما سيؤثر على فرقها بالتأكيد.

نحن الآن في توقيت لم يبدأ فيه (الجِد) بالموسم السلاوي، إذ لم تبدأ مسابقة الدوري ولا الكأس، وكل ما شاهدناه هو المسابقة التنشيطية فقط، بينما التصريحات والردود تأتي بشكل متصاعد، فالاتحاد يوم يُهدد ويتوعد، ورئيس جهاز السلة بنادي المحرق يتحدى، ورئيس نادي الحالة أصبح يرد ويتدخل في كل الأمور المتعلقة بكرة السلة حتى وإن كان ناديه ليس طرفاً فيها، مع التذكير بأن المشكلة بين الحالة والاتحاد في البداية من أسبابها سوء الفهم بخصوص (كراسي المنصة)، حتى أصبح الكل متمسك برأيه وتطورت الأمور ولم نجد أي حل، والعلاقة تتصاعد سوءًا ما بين الاتحاد ونادي الحالة، وأكرر إن كل ذلك يحدث ونحن لم نبدأ المسابقات الجادة، فما ندري ماذا يحصل بعدها، هل نُشاهد (أكشن) هذا الموسم وضرب بالسكاكين وإسالة الدماء ومصابين وقتلى!.

من أهم الأسباب التي أدت إلى مثل هذه المشاكل والعلاقة السيئة بين بعض الأندية والاتحاد هي انعدام الثقة من كل جانب، فلا تجد جهة تثق بالأخرى، ومتى ما غاب هذا الأمر فإن الكل يعتبر الآخر في نظره (كذابا ومُراوغا)، وهذه أم المشاكل، والدليل على كلامي مشكلة عدم مشاركة لاعب المحرق علي عباس ولاعب المنامة حسن نوروز في بطولة منتخبات آسيا بالفلبين قبل 3 أشهر ونصف تقريباً، فالناديان واللاعبان يصرون على وجود إصابة مُدعمة بالتقارير الطبية والاتحاد غير مُصدق ذلك، وتصوروا أن مشكلة مثل هذه تمر كل هذه الفترة الطويلة عليها ولا تجد الحل، فالاتحاد لم يتمكن من حل هذه المشكلة التي لا تُعتبر (عويصة) طيلة هذه الفترة، فلا هو أصدر مدة الإيقاف الفعلية للاعبين، ولا هو مُصدق للتقارير الطبية ويسمح للاعبين بالمشاركة، فما بالكم بما سيحصل من مشاكل ومشادات في هذا الموسم الذي تُشير المعطيات إلى أنه سيكون قوياً للغاية.

كرة السلة أصبحت الأكثر جماهيرية لدينا في البحرين، وبالتالي نحن نُريد اتحاداً قوياً يُسير مسابقاته بأفضل صورة، وكذلك نُريد أندية تتعامل بصورة أفضل مع كل الأحداث والمواقف بدلاً من مشاهدة المسلسلات المستمرة في الصحف وبشكل يومي.