كان يوم الخميس التاسع عشر من شهر (سبتمبر/ أيلول 2013) حزينًا منذ صباحه الباكر... فما أن انتصف النهار، حتى امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر المفجع: «وفاة الطفل راشد فاضل بوزهيرة ذي الخمسة أعوام في حافلة المدرسة»، وتبعت ذلك الخبر الذي نزل على الناس كالصاعقة صور متعددة من مشاعر البكاء والأسى والغضب والتصديق والتكذيب، وحين تأكد الخبر، ذهبت كل المشاعر لتبقى مشاعر الأسى ولتعيد إلى الأذهان الحادثة الأولى التي وقعت في العاشر من شهر سبتمبر من العام 2008 حينما سُجلت أول حالة وفاة مأساوية بسبب الإهمال وتوفي بسببها الطفل سيد جعفر العبار ذو السنوات الأربع في الحافلة أيضًا.

في الخامس والعشرين من شهر (أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، دشنت الشرفة الإعلامية، وهي فريق من الإعلاميين البحرينيين المنتمين إلى الجسم الإعلامي في مختلف التخصصات، مبادرة (أمانة) حيث أنتجت فيلماً إرشاديًّا بثته في ذلك التاريخ على شبكة «اليوتيوب» يحمل رسالة قصيرة إلى المجتمع بأهمية الالتزام باشتراطات السلامة والأمان في الحافلات المدرسية من جانب أولياء الأمور، السواق ومشرفات الحافلات، ووصل عدد المشاهدات لذلك الفيلم الذي تصل مدته إلى ثلاث دقائق و51 ثانية، إلى أكثر من ألفي مشاهد.

وسبق تدشين الفيلم حملة تعريفية مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشرفة الإعلامية والحسابات الداعمة والمتفاعلة وكذلك مجموعات الـ (واتس أب) باستخدام نماذج فنية من صور الأطفال والتصاميم الإبداعية حققت تفاعلًا كبيرًا بين الناس، فيما عبر الكثير من المتابعين عن إعجابهم بالمبادرة رغم محدودية الإمكانيات الفنية، فالفيلم يركز على أسس الصعود الآمن للحافلات، ويحفز كل المعنيين، من أولياء أمور وإدارات مدرسية وسواق بل وكل فرد في المجتمع، لمضاعفة الاهتمام بحمل هذه الأمانة لضمان سلامة (فلذات أكبادنا)، وخلاصة الرسالة، أن رفع مستوى الحيطة والحذر في تأكيد الصعود والجلوس والنزول الآمن لا يتطلب سوى دقائق قليلة.

في إجابتها على السؤال: ((لماذامبادرة #أمانة؟))، اختصرت الشرفة الإعلامية رسالتها في فقرة تقول: «الأطفال هم هبة السماء ونعمة عظمى من نعم الخالق عز وجل، ومسئوليتنا أن نوفر لهم البيئة الآمنةً؛ وأن نحميهم من مختلف الأخطار التي يمكن أن يواجهونها، وحيث إن الحافلات المدرسية باتت حيزًا يقضون فيه بعضًا من أوقاتهم في الذهاب والإياب، وجب علينا أن نجعل وجودهم فيها شاملًا لكل متطلبات السلامة والأمان... ومن ذلك؛ انبثقت هذه المبادرة المتواضعة من الشرفة الإعلامية... مبادرة #أمانة)).