العدد 4087 - الخميس 14 نوفمبر 2013م الموافق 10 محرم 1435هـ

لغة «العربيزي» صرعة جديدة تستهوي الشباب

محمد جزار - منذر عياش
محمد جزار - منذر عياش

لا تخلو تعليقات الشباب في المواقع الاجتماعية من حروف ما يعرف بلغة «العربيزي»، وهي عبارة عن كلماتٍ ذاتِ معانٍ عربية تكتب بحروف إنجليزية، تتخللها أرقام بديلة عن بعض الحروف في عرف جرى عليه الشباب.

وفي الوقت الذي يجده البعض تشويهاً للعربية، يراه آخرون صرعة وموضة تأخذ وقتها وتنتهي، وليس لها أي تأثير سلبي على اللغة العربية.

فيقول أستاذ اللغة العربية بجامعة البحرين منذر عياش، إنها «لا تؤثر على لغتنا العربية؛ لأن لغة العربيزي مرتبطة بعمر معين، وتُنسى بعد ذلك مع التقدم في السنِّ، كما أنني لا أستطيع أن أساويها مع لغة العيش المستمر، ولغة خلق الحاجات بصورة مستمرة، واستخدامها في العلم ومؤسسات الدولة، فهذه التي تندرج تحت مسمى اللغة لا يمكن أن نضمن لها البقاء والاستمرار؛ كونها ترتبط بفئة عمرية محددة».

ويضيف عياش «لا أرى أي خطر على لغتنا العربية من العربيزي هذه، مادام صوت الأذان يرتفع يوميّاً عند كل فريضة بلسان عربي، وما أراه من خلال متابعتي للفيسبوك أن هناك لغة عربية أصيلة موجودة على هذا الموقع ولاسيما من خلال هذه التغريدات القصيرة التي يصف من خلالها الشباب مشاعرهم، وبهذا الاستعمال الحاصل الآن لِلُّغة، تتجدد الروح في حياة اللغة العربية الفصحى بل وتقوى أيضاً».

إلى ذلك، ترى الطالبة في مدرسة سار الثانوية للبنات أبرار أزهر التي تستخدم لغة «العربيزي» دائماً خلال التواصل مع صديقاتها أن «العربيزي لغة ممتعة نتواصل من خلالها مع بعضنا بعضاً بصورة وأسلوب مختلف، إلا أنه لا يمكن أن يحدث أي تأثير سلبي على اللغتين العربية والإنجليزية؛ كون وقت استخدامها مقتصراً على فترة محادثات معينة تنتهي بانتهاء هذه المحادثات، كما أن العربية هي لغتنا الأم التي فُطرنا على الكلام بها، ولا يمكن أن تؤثر أية لغة أخرى على ألسنتنا».

إلا أن البعض من الشباب يلجأ إلى «العربيزي» لوجود ضعف لديه، إما في اللغة أو بطء في كتابة الحروف بالعربية، فيقول الشاب أحمد علي «لا أجيد كتابة الحروف العربية على لوحة المفاتيح بسرعة توازي كتابتي للحروف الإنجليزية».

أما الطالبة في كلية إدارة الأعمال بجامعة البحرين شرين صابر، فتقول: «أستطيع أن أقول إن استخدامي للعربيزي نتيجة ضعف في اللغة العربية، كما أن تخصصنا الدراسي يعتمد على اللغة الإنجليزية ما يجعلنا نستخدم هذه اللغة الثانية بصورة كبيرة خلال يومنا، من جانب آخر لا تخلو كلماتنا خلال الحديث من بعض المفردات التي يصعب علينا تذكر معانيها بالعربية، فاستخدامنا للعربيزي نتيجة حتمية لوجود هاتين اللغتين في حياتنا».

وهناك من يشعر أن «العربيزي» توصلك إلى أهداف معينة قد تكون صعبة التحقيق، فيقول محمد اسماعيل أن «الحروف الإنجليزية بمجرد أن يقع نظرك عليها، تشعر أنك تتحدث بلغة العالم، حتى وإن اختلفت معانيها».

أما في الكفة الثانية فتجد المناهضين لهذه اللغة يرون في وجودها تشويهاً للغتنا العظيمة، لغة القرآن، وأن لغة «العربيزي» جاءت نتاج التقليد الأعمى الذي يعيشه الشباب العربي في هذا الوقت.

فيقول أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة البحرين رياض جزار: «أنا شخصيّاً لا أوافق على ذلك، وأشعر أنني ضد هذه الفكرة بشكل مطلق، إذ علينا أن نتمسك بسلامة اللغة العربية التي هي أصلاً لغة القرآن».

ويضيف «إن الجيل الجديد بحسب خبرتي المتواضعة في جامعة البحرين لمدة 13 عاماً، تؤكد لي أن الجيل الحالي لديه نزعة التقليد والتخلي عن أصالة التراث العربي والإسلامي».

وتوجد فئة من الشباب تدرك عقولهم العاهة التي قد تخلفها مثل هذه اللغة، فتقول طالبة علم الاجتماع رباب يعقوب: «لا أستخدمها، ولا أحبها، وأنا متحيزة للغة العربية، وخصوصاً أنني أدرك الخطر الموجود على لغتنا الفصيحة، والتي أصبحت على لسان عشاق اللغة العربية فقط». وتقول الشابة رباب عبد الإله «لا أطيق استخدام هذه اللغة، وأنزعج كثيراً عندما أضطر إلى قراءتها؛ لأنها تستهلك وقتاً لإدراك معانيها، فأنا أحتاج إلى وقت لفهم معاني الأرقام أولاً قبل أن أفهم معنى الكلمة، كما أن لغتنا العربية جميلة جدّاً، وتتيح مفرداتها مجالاً لا حدود له للتعبير بحروفها التي يعترف بجمالها الغرب الذين نحاول التقرب إليهم باستخدام مثل هذه اللغة».

وعلى رغم النزاع القائم بين المؤيدين والمعارضين للغة «العربيزي»، فإنها تبقى قيد الاستخدام من قبل الشباب، وإن كانت موضة قد يتبعونها ثم يتركونها بعد التململ منها، ومن يرى أنها ستؤصل جذور البقاء، فبضع سنين إلى الأمام ستكشف مدى أصالة «العربيزي».

العدد 4087 - الخميس 14 نوفمبر 2013م الموافق 10 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:23 ص

      {{{ كلمة حق }}}

      انا اشهد انها تشوبه للغه العربيه .. يكفينا اننا نتحدث بلهجات عاميه نادرا ماتفهم معانيها في بعض الدول العربيه .. والان اتت على التعريب او كما يسمى العربيز كأننا ينقصنا شي في لغتنا العربيه الاصيله . هذا هو هوس الشباب الفرقان والذي يريد ان يرائي الناس بتحرره وثقافته الاجنبيه !!! والاغلبيه لا تعرف الانجلينزيه ولا تعرف مامعنات الانجلينزيه 000 وشكراا

    • زائر 3 | 4:42 ص

      مشكلة تقنية

      هذه الظاهرة بدأت من مشكلة تقنية... لوحات المفاتيح في الدول الغربية الخاصة بالحواسيب و الاجهزة الالكترونية لم تكن موجودة باللغة العربية.. العقل العربي تغلب على هذه المشكلة باستخدام الكتابة بالحروف و الارقام الانجليزية اللتي تلفظ باللغة العربية مع الممارسة.

    • زائر 2 | 1:16 ص

      مدرس لغة انجليزية

      ان هذه اللغة تؤثر تاثيرا واضحا على تهجئة الكلمات باللغة الانجليزية وانا كمدرس للغة الانجليزية الاحظ ذلك كثيرا. فبعض الطلاب يستخدم الرموز في اللغة الانجليزية ايضا فهم يميلون للاختصار بالكتابة ولو على حساب حروف الكلمة الاصلية.

    • زائر 5 زائر 2 | 5:00 ص

      والله صحيح كلامك استاذ

    • زائر 1 | 11:18 م

      تخلف وجهل

      اكيد لها تاثير على الاملاء والقراءه وهي لغه مشوهه للغة العربيه والاحرف الاصيله للغة القرآن وهي اللغه الفصيحه والبليغه ، ولو عملنا استبيان عملي لقرائة القرآن لكان اكثرهم لايجيدون القرائه السليمه وللقرآن ، لااعلـــــــــــم ليش كل قوم بالعالم يفتخرون بلغتهم إلا العــــــــــــــرب!!!!!!!!؟تقليد اعمى واعتبرها غزو ثقافي بشكل غير مباشر ،وحلات غالبية العرب خطاطين مب كتابه معاقه خلاف الانتماء

اقرأ ايضاً