العدد 4087 - الخميس 14 نوفمبر 2013م الموافق 10 محرم 1435هـ

مدونون يؤكدون فهم الحاجة للتدوين ويأسفون لهجرانه بالانتقال لمواقع التواصل الحديثة

مواقع التواصل الاجتماعي تجتاح مواقع التدوين... والمدونون يأسفون
مواقع التواصل الاجتماعي تجتاح مواقع التدوين... والمدونون يأسفون

في الوقت الذي يؤكد فيه عدد من مستخدمي الإنترنت عدم فاعلية المدونات الإلكترونية اليوم وسط ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كالفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها، فإن هناك عدداً من المدونين لايزالون يؤكدون أهمية استمرار التدوين، باعتباره كنزاً لا مثيل له في مواقع التواصل الحديثة.

صاحبة المدونة البحرينية زَهـرَ!ءْ أفادت في أحد نقاشاتها عن سبب العزوف عن التدوين «مِن وجهة نَظري، أن العزوف عَنه، كانَ بِسبب دخول صرعة التويتر، والفيسبوك قبله، لما لهما من خاصية انتشارية وآنية سريعة، فالمواضيع السياسية مثلاً، تحتاج إلى سرعة في الكتابة والرد والتفاعل، وهذا ما يفتقده البلوغر، بالإضافة إلى ضُعف التَفاعل نِسبيّاً مُقارنةً بالمواقع الاجتماعية».

المدوّن حسن ارابيسك يرى أن المدونات الإلكترونية في تراجع مستمر، إذ كتب في إحدى نقاشاته عن التدوين «الحقيقة أنا ممن استفادوا كثيراً من تقنية التدوين الالكتروني، وللأسف فقد هجر كثير من المدونين البلوغر منذ وقت طويل وانتقلوا إلى صفحات الفيسبوك، فأنا واحد ممن يكتبون في بلوغر منذ العام 2007، ومنذ أكثر من عامين وشعبية بلوغر في تناقص مستمر وهجرها كثير من المدونين الذين كنت أعتز بهم تقديراً لكتاباتهم الجميلة والثرية».

فيما يؤكد المدوّن البحريني رضي القطري فهمَ الحاجة الضرورية إلى التدوين قائلاً: «أنا اعتقد من خلال تجربتي ومواصلتي للتدوين منذ العام 2010 إلى اليوم أننا بحاجة إلى استيعاب ضرورة التدوين وفهم الحاجة إليه أولاً، فضلاً عن أننا يجب أن ندرك أن التدوين هو أحد مصادر البحث عن الآراء واستشفافها، فلابد لنا من وجود من يعطي الرؤية التي نؤمن بها في كل مناحي الواقع الذي نريد أن نوصله إلى العالم».

وتحت عنوان صدمة التدوين الإلكتروني، عبر صاحب مدونة الموسوعة الحرة عن التدوين الإلكتروني بأنه « الفرصة العظيمة التي أتاحتها التكنولوجيا الحديثة العابرة للقارات لقطاعات شعبية واسعة في إخراج طاقاتها المكبوتة إلى العلن بعد أن كان يحظى بذلك الحق قلة متميزة في التدوين بوسائله القديمة وتصدروا من خلالها السيادة والإعلام بعد امتلاك القدرة خلال حقب التاريخ المتعددة».

وعن تأريخ بدء بزوغ أهمية المدونات ذكرت موسوعة ويكيبيديا العالمية عبر موقعها الإلكتروني أن «الحرب على العراق كانت سبباً من أسباب ذيوع صيت المدونات وانتشارها، فمن ناحية ظهرت في العام 2002 مدونات مؤيدة للحرب، وفي العام 2003 ظهرت المدونات كوسيلة العديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية، ومنهم مشاهير السياسة الأميركية من أمثال هوارد دين، كما غطتها مجلات شهيرة كمجلة فوربس في مقالات لها، كما كان لاستخدام معهد آدام سميث البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها».

وأضافت الموسوعة أنه «من ناحية أخرى ظهرت مدونات يكتبها عراقيون، بعضهم يعيشون في العراق ويكتبون عن حياتهم في الأيام الأخيرة لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأثناء الوجود الأميركي في العراق، اكتسبت بعض هذه المدونات شهرة واسعة وعُدَّ قراؤها بالملايين».

وعلى رغم كل ذلك الازدهار للمدونات من بعد الحرب العراقية الذي اخترق حدود موضوع الحرب على العراق لتصل شهرة المدونة الإلكترونية إلى الدول العربية وإلى كل العالم، ولتنطلق حينها جذوة الكتابة من البحرينيين في شتى المجالات العلمية والأدبية والتكنلوجية، ففجأة وفي الأعوام 2006-2007- 2008-2009 بدأت بوادر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وتنتشر الأحاديث عنها، ثم لتطغى على مستخدم الإنترنت حيث بات يميل إليها الأكثر، ولسهولة استخدامها في الكتابة أغرت المدونين، وفي هذا المضمار يقول صاحب مدونة freebook في مناقشة بينه وبين مدون آخر عن الفرق بين الفيسبوك والمدونة «في الحقيقة لم يصل موقع الفيسبوك الى مستوى بلوغر من ناحية التدوين سواء من الناحية التقنية أو من خلال كونه موقعاً للتدوين؛ لأنه باختصار موقع اجتماعي عالمي أصبح يتضمن كل شيء، لكن ليس مناسباً لكل شيء... فالتدوين له سمات عامة لا يمكن للفيسبوك أن يصل إليها».

المدوّن البحريني رضي القطري يعود ليذكر بعض أسباب ميل مستخدمي الإنترنت إلى مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة وترك التدوين، فيقول «أتصور أننا اليوم أمام نوافذ تواصل كثيرة جدا وكبيرة جدا، تقوم على الاختصار في الكلام وضغط المعاني في أحرف لا تتجاوز الـ140 حرفاً كما في موقع التواصل الشهير تويتر أو في الفيسبوك ذي الحيز المفتوح قليلاً، ذلك ما دفع الجماهير المتحفزة للاقتصار على الكلمات القصار والجمل المختصرة للمعاني، والذي ساعد أكثر هو دخول الصوت والصورة في هذا الجانب كالبرامج التواصلية المعروفة ما سبب حالة من الهجران والتباعد شيئاً فشيئاً عن التدوين وصولاً إلى موت الحالة التدوينية».

صاحب مدونة freebook في مناقشته مع مدوّن آخر يعود أيضاً ويؤكد أنه «من ناحية المدونين وهجرتهم، هناك نسبة كبيرة من المدونين هجروا التدوين لكونه رغبة ذاتية مؤقتة وليست دائمة، هذا بالإضافة إلى أن التدوين يحتاج إلى جهد وتركيز وصبر بينما من السهل في الفيسبوك كتابة تعليق مَّا ولكنه لا يفي بالغرض المنشود منه وهو تنمية الإبداع مع ملاحظة أن التدوين يحتاج إلى ثقافة كي يستمر». وأسف المدونون لهذا الهجران المستمر للتدوين، وأكدوا الحاجة الملحة إلى الكتاب في شتى المجالات، والعودة والتمسك بالتدوين لما فيه من فائدة عميقة ومتميزة ومواكبة لأقلام العمل الإعلامي والتوثيقي، والغني بآليات التحكم في شكل وحجم وعناصر التدوين، ولما فيه من آلية حفظ متسلسلة ككتابٍ ورقيِ وبفهرسته.

العدد 4087 - الخميس 14 نوفمبر 2013م الموافق 10 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:22 ص

      مدون

      انا افكر بمسح مدونتي
      كنت بالسابق اكتب موضوع كل بضع ايام والان اكتب موضوع واحد بالشهر
      اعتقد السبب هو الهواتف الذكيه التي سهلت تصفح التويتر والفيسبوك

    • زائر 3 | 5:16 ص

      السبب معروف

      لأنه عند العرب التدوين يساوي الزنزانة.

    • زائر 2 | 1:31 ص

      المشكلة ان اغلب الاقلام العربية

      تبحث عن اختصار المعلومة
      بينما لدى الغرب
      فان اغلبهم يتعمقون بكتاباتهم
      ويجعلونها في اواخرها مصادر
      ويعزز هذا الشي كل ما يكتبون
      بينما وسائل التواصل الجديدة فهي تصلح للكتابة اكن لا ترقى للتدوين بمعناه التوثيقي وبمعناه كونه قلم يكتب ويتعمق

    • زائر 1 | 12:48 ص

      فعلا المدونات رائعة

      لكن للاسف الحين محد يكتب فيها

اقرأ ايضاً