قال الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالله جمعة الشبلي إن «تقريراً بشأن مشروع إقامة ربط دول مجلس التعاون الخليجي ببحر العرب عبر مشروع ربط مائي سيعرض على قادة مجلس التعاون الخليجي في القمة المقبلة بالكويت لاتخاذ القرار الناسب بشأنه».
وأشار الشبلي في لقاء مع «الوسط»، إلى أن «تكلفة المشروع ستبلغ 10 مليارات و500 مليون دولار وسيعمل الربط المائي في أسوأ الظروف الجيواستراتيجية، أي للطوارئ. وسيقدر أهمية الإستراتيجية لهذا المشروع قادة المجلس». وهذا نص لقاء «الوسط» مع الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية عبدالله جمعة الشبلي:
يشكل الأمن الغذائي والمائي قلقاً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي، ما هي أبرز الموضوعات التي ناقشها الاجتماع الرابع والعشرين للجنة التعاون الزراعي والنتائج التي خلص إليها؟
- الشبلي: هذه اللجنة تعنى بقضايا الزراعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية وجدول الأعمال اشتمل على عدد كبير من البنود، ففيما يتعلق بالجانب الزراعي والمؤسسات الزراعية كانت هناك مناقشات مستفيضة عن بعض المواضيع الزراعية منها قوانين الزراعة وذلك بعد المستجدات التي حدثت بعد إقرار القانون في 2003، وأيضاً هناك شق آخر فيما يتعلق بانتقال المنتجات الزراعية، وتمت مناقشات توصيات التي رفعها وكلاء الزراعة.
ثم إن هناك مواضيع أخرى تتعلق بالثروة الحيوانية منها إعادة النظر في قانون الحجر البيطري وتكليف لجنة بمناقشة ملاحظات الدول، وتمت مناقشة إجراءات انتقال السلع وضمان خلو هذه المنتجات من أية مواد لا تصلح للاستخدام الآدمي. كما تمت مناقشة قضايا الثروة السمكية ومنها انتقال السلع في ظل الاتحاد الجمركي وسلامة البيئة البحرية وتمت دراسة معايير موحدة للاستزراع السمكي إذ إن الاستزراع له إيجابيات وسلبيات لذلك تم تشكيل لجنة لمناقشة الموضوع.
استراتيجية الأمن الغذائي لها محاور مختلفة، ودول المجلس لا تصنف كدول زراعية، ولكن لدينا نسب متفاوتة في الإكتفاء ولدينا نسبة اكتفاء عالية في بعض الأمور منها التمور وبعض أنواع الحبوب.
والإستراتيجية التي تعدها الأمانة العامة سبق أن تشاورت مع الوزراء المعنيين بشأن محاورها فالمحور الأول هو الزراعة والمحور الثاني هو استقطاب المنتجين الزراعيين لإقامة مخازن في دول المجلس بالتعاون مع القطاع الخاص. أما المحور الثالث، هو الزراعة في الخارج، وكل هذه الأمور ستكون ضمن الإستراتيجية الموحدة، وكل الدول الآن لديها تجربة وجهود في هذا المجال.
ماذا عن الأمن الغذائي في دول مجلس التعاون؟
- الشبلي: الأمن الغذائي في دول المجلس في ظل الظروف الحالية يعتبر جيداً لأنها دول قادرة على الشراء ولكن ما يقلق هو الأمن المائي الذي يعتمد على محطات التحلية خصوصاً إذا كانت هذه المحطات في بحيرة مغلقة وهي الخليج العربي وبالتالي تتأثر بأي تلوث بيئي سيئ وبالتالي تتوقف هذه المحطات.
وطبعاً هناك قرار من وزراء الكهرباء والماء بربط مائي من بحر العرب إلى دول مجلس التعاون لتكون هناك ديمومة في توافر الماء.
وزير البيئة الإماراتي تحدث عن أن دول مجلس التعاون ستصرف 100 مليار دولار في الفترة بين 2011 و2016 في مجال محطات تحلية المياه، هل محطات التحلية هي الحل الوحيد؟
- الشبلي: لا أعلم بمقصد الوزير، موقع هذه المحطات، فنحن الآن نتحدث عن الربط المائي من بحر العرب أو بحر عمان إلى دول المجلس، وهذا مشروع يكلف 10 مليار و500 مليون دولار، وهذا المشروع لحد الآن لم يُبتَّ فيه وستجرى دراسات الآن بشأنه.
متى سيتم البت فيه؟
-الشبلي: الموضوع سيعرض على اجتماع المجلس الأعلى لقادة مجلس التعاون الخليجي في القمة المقبلة، وننتظر توجيه المجلس بشأن هذا الموضوع.
أنتم تنتظرون إقراره من قبل قادة المجلس للبدء فيه؟
- الشبلي: نعم.
هل هناك خطة لوضع معايير موحدة لاستيراد الثروة الحيوانية أو المحاصيل الزراعية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي؟
- الشبلي: بالنسبة لاستيراد المواد الغذائية والثروة الحيوانية هناك معايير تكاد تكون متشابهة بين دول المجلس، وهناك لجنة تدرس توحيد هذه المعايير، وسترفع تصوراً للوزراء لإقرار الآليات الموحدة، ففي ظل التوحد الجمركي لابد أن تكون معايير الاستيراد موحدة.
اتحاد غرف التجارة بمجلس التعاون الخليجي عقد ندوة تحدثت عن تراجع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي من 12 في المئة في العام 2001 إلى 8 في المئة العام 2012، وأن دول المجلس تستورد 90 في المئة من احتياجاتها الزراعية، هل تتوقع استمرار الهبوط؟
- الشبلي: للأسف في الأعوام الماضية تم تحويل الكثير من الأراضي الزراعية إلى أراضٍ سكنية، وهذا تم سابقاً ولكن الآن اتَّضحت أهمية الزراعة خاصة في الأراضي التي بها مساحة للزراعة، وهناك خطط الآن للمحافظة على الأراضي الزراعية، واستخدام التقنية الحديثة فيها وتأهيل المزارعين لاستخدام التقنية الزراعية، واليوم تم إدخال أنواع من الزراعات التي لا تحتاج إلى التربة أو الماء الكثير، ودول المجلس الآن تسعى لتطوير الزراعة، وهناك إستراتيجية موحدة للزراعة لدول المجلس والجميع يعمل على هذه الإستراتيجية.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في تطبيق هذه الإستراتيجية؟
- الشبلي: لا يوجد شيء بدون تحديات، ولكن الميزة في مجلس التعاون أن هناك اجتماعات بشكل دائم فهذه التحديات ترصد وتوضع أمام اللجان الوزارية ويتم وضع حلول لها عن طريق الخبراء واللجان الفنية، كما أن لدينا العديد من اللجان الفنية التي بها مختصون.
متى سيعمل الربط المائي؟
- الشبلي: الربط المائي سيعمل في أسوأ الظروف الجيواستراتيجية، أي للطوارئ. وسيقدر أهمية الإستراتيجية لهذا المشروع قادة المجلس.
ما هي أبرز المشكلات التي تهدد الثروة السمكية في دول المجلس؟
- الشبلي: أول هذه المشاكل هو التلوث البيئي فالخليج هو عبارة عن بحيرة نفط وهناك الكثير من ناقلات النفط وتخلف هذه الناقلات الكثير من المخلفات، ولكن هناك الآن شروط للحد من تلوث ناقلات النفط، كما أن دول المجلس اتجهت إلى الاستزراع السمكي وفق أسس ومعايير ونأمل أن تكون هذه المعايير في المستقبل موحدة، كما أن الظروف التي مرت بها المنطقة كان لها تأثير على كمية الأسماك.
ما هو سبب منع صيد سمك الكنعد؟
-الشبلي: تنظيم وليس منعاً، والتنظيم يستهدف وقف الصيد في فترة البيض والنمو وذلك حتى تصل هذه الأسماك لمرحلة النضوج.
العدد 4087 - الخميس 14 نوفمبر 2013م الموافق 10 محرم 1435هـ