أشاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الاول لرئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع بعهد جديد للتعاون مع روسيا اليوم الخميس(14 نوفمبر/تشرين الثاني2013) أثناء زيارة مسؤولين روس في اشارة الى الجهود المصرية لاحياء العلاقات مع حليف قديم وبعث رسالة الى واشنطن بعد ان جمدت المساعدات العسكرية.
وتصاعد التوتر بين القاهرة وواشنطن منذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات شعبية مطالبة بتنحيته.
وفي الشهر الماضي أعلنت واشنطن انها ستجمد تسليم بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية في انتظار احراز تقدم على مسار الديمقراطية.
ووصف الجانبان المصري والروسي الزيارة التي قام بها للقاهرة وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان بأنها تاريخية رغم ان المسؤولين لم يذكروا شيئا ينم عن ابرام اتفاقات كبيرة اثناء المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري خارجية البلدين.
وقال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري انه ليس من المستهدف ان تكون روسيا بديلا لأحد مقللا بذلك من تكهنات عن تحول كبير في السياسة الخارجية المصرية التي اتسمت بالتقارب مع واشنطن لاكثر من 30 عاما.
وكانت مصر والاتحاد السوفيتي السابق حليفين وثيقين حتى السبعينات عندما اقتربت القاهرة من الولايات المتحدة التي توسطت في معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979.
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان السيسي أبلغ نظيره الروسي سيرجي شويجو بأن الزيارة "تطلق اشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري."
وأجرى شويجو والسيسي محادثات مستفيضة عن تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.
وقال ياسر الشيمي وهو محلل مصري لدى المجموعة الدولية للازمات "الهدف منها بعث رسالة تقول ان مصر لديها خيارات وانه اذا كانت الولايات المتحدة ترغب في المحافظة على تحالفها الاستراتيجي مع مصر فانه يتعين عليها التخلي عن الشروط التي ألحقتها بالمساعدات العسكرية." وقالت واشنطن انها ستبحث استئناف بعض المساعدات التي علقتها وفقا للتقدم الذي تحرزه مصر في خطط الحكومة المؤقتة لاجراء انتخابات وهي خطة تقول الحكومة انها ملتزمة بتنفيذها.
وفي اطار مساع لرأب الصدع في العلاقات مع مصر عبر وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن تفاؤل حذر بشأن العودة الى الديمقراطية خلال زيارته للقاهرة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال دبلوماسي غربي في القاهرة ان احتمال استئناف الولايات المتحدة المساعدات في اوائل العام القادم من العوامل التي تقلل من فرص ابرام اتفاق عسكري جديد كبير مع موسكو.
وشكك محللون في الكيفية التي يمكن بها للدولة المصرية المثقلة بالديون ان تسدد تكاليف مشتريات اسلحة جديدة قائلين انه من المرجح ان يحتاج ذلك الى مزيد من الدعم المالي من الحلفاء الخليجيين الذين تعهدوا بتقديم 12 مليار دولار دعما للقاهرة منذ عزل مرسي.
وتوجد علامة استفهام اخرى بشأن كيفية تكامل الاسلحة الروسية مع نظم الاسلحة التي حصلت عليها مصر من الولايات المتحدة.
وتتلقى مصر نحو 1.3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة سنويا.
لكن في التاسع من اكتوبر تشرين الاول اعلنت واشنطن انها جمدت شحنات الدبابات والطائرات المقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ بالاضافة الى 260 مليون دولار مساعدات نقدية كانت ستحصل عليها مصر في انتظار احراز تقدم نحو الديمقراطية وحقوق الانسان.
وعزل السيسي مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة ضد حكم الاخوان المسلمين.
وأصبح السيسي شخصية شعبية بين كثير من المصريين الذين سعدوا بان يروا نهاية لحكم مرسي.
ويعتقد كثير من المحللين انه سيفوز في انتخابات الرئاسة المقرر ان تجري العام القادم اذا قرر ان يخوضها.
وانتهز التلفزيون الحكومي زيارة المسؤولين الروس لاجراء مقارنات مع السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأقام ناصر علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي في الخمسينات استمرت حتى السبعينات. وبث التلفزيون الحكومي لقطات أرشيفية لاجتماعات ناصر مع المسؤولين السوفيت.
وقال وزير الخارجية المصري ان القاهرة تتطلع الى تنشيط العلاقات مع روسيا. وقال وزراء ان مصر وروسيا ستعيدان اجتماعات لجنة حكومية مشتركة تهدف الى تعزيز التعاون الاقتصادي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نحن مستعدون لمساعدة مصر في كل المجالات التي تسعى للتعاون فيها."
وقال ايضا ان روسيا ستكون مستعدة لمساعدة مصر في تحديث مشروعات أقامتها بمساعدة سوفيتية في عهد ناصر.