في مثل هذا اليوم، من سنة ستين للهجرة، برزت فئةٌ من فرسان الإسلام، في حدود السبعين رجلاً وشاباً وكهلاً، لمواجهة جيشٍ يزيد على الثلاثين ألفاً، من جنود السلطنة الأموية.
لم تكن معركةً استغرقت ساعتين من الزمن، وإنما كانت معركة برز فيها الإٍسلام كله للطغيان كله، كما برز قبل خمسين سنة الإسلام كله للشرك كله في موقعة الأحزاب. كانت يومها ضد قوى الشرك، واليوم ضد قوى التحريف وسرقة ثورة الإسلام الكبرى. يومها كانت المعركة مكشوفة، أما اليوم فكانت مبطّنة، حيث استعانت قوى الردة بطابور عريض من الشعراء وأصحاب الفتاوى مدفوعة الثمن، وعلماء البلاط المرتشين.
لم تكن هذه الفئة القليلة تمنّي نفسها بانتصارٍ حاسم وسلطان في هذا الوضع، حيث انقلبت الموازين، وإنّما كانت تؤدي مهمة كبرى، لإيقاظ الضمير العام الذي راح في سبات عميق، بعمل فدائي ضخم، يفجّر المشاعر من الداخل كالبركان. عملٌ سيبقى دويّه يتردّد في أسماع الدهر قروناً بعد قرون، ويقدّم مدرسةً أخلاقية للأجيال، وملحمةً بطوليةً أين منها ملاحم الفرس والإغريق القائمة على الأساطير.
كان أبطال هذه الملحمة من بقايا نخبة الإسلام، تنظر ببصيرةٍ نافذةٍ، إلى المستقبل البعيد البعيد، بينما كان على رأس الجيش الأموي رجلٌ، غاية مناه مُلكِ الريّ، حتى لو كان الثمن سفك دماء آل النبي. ويتلوه في السلسلة رجلٌ أجرب، يمنّي نفسه بملء ركابه فضةً وذهباً، جائزةً لقتله خير الناس أماً وأباَ.
في هذه الملحمة، برز أحفاد رسول الله (ص) ومن بقي من أحفاد الصحابة الخلص وثلةٌ من التابعين، في مواجهة أحفاد من حاربوه ثلاثة وعشرين عاماً في مكة، وطاردوه إلى المدينة للقضاء على الشعلة التي يحملها لهداية البشر. واليوم استدار الدهر، على رأس العقد السادس للهجرة، ليصطدم الجيشان من جديد.
لم يكن أبطال هذه الموقعة التاريخية ضعفاء كما يصوّرهم لنا الشعر العامي، تسيل دموعهم في كل خطوةٍ وحوار، ولم تكن كربلاء فصولاً متواصلة من البكائيات. هؤلاء الفرسان كانوا يشتاقون إلى الشهادة، ويتسابقون إلى الفداء، وهم يتطلعون بأبصارهم نحو السماء.
سبعون فارساً، نصفهم من الرجال والشيوخ، ونصفهم الآخر من الشبان، وبضعة أطفال لم يبلغوا الحلم وبضع نساء، هم مجموع شهداء كربلاء. ورغم الفجيعة، ورغم المعاناة وفداحة المصاب، ورغم غزارة الدم المسفوك، لم تسجل كتب التاريخ انهيار أحدٍ من أبناء هذا الجيش العقائدي الصغير، أو ضعفه واستسلامه للعدو. كانوا كما قال الشاعر:
فمـا عبـروا إلا على ظهر سابحٍ
إلى المـوت لما ماجت البيض أبحرا
إذا ازدحموا حشداً على نقعِ فيلقٍ
رأيت على الليل النهارَ تكوّرا
مضوا بالوجوهِ الزهرِ بيضاً كريمةً
عليها لثام النقـع لاثوه أكدرا
قومٌ كان لهم في ليلتهم الأخيرة في الدنيا دويٌّ كدويّ النحل، صلاةً ومناجاةً وتهجداً، نفوسهم معلقة بالملأ الأعلى، وفي نهارهم الأخير أطلقوا بركاناً ظلّ يزمجر عبر العصور.
إنها الثورة التي حصّنت الإسلام من التحوّل إلى دين كهنوتٍ، يحكمه الصولجان، ويتحكم في مصيره إلى الأبد الطغاة.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ
رد على زائر 14
نحن لا نؤله الامام الحسين ابن على ابن ابي طالب ابن فاطمة الزهراء خير نساء الكون وجده النبي محمد صلي الله عليه واله وسلم وهو خامس اصحاب الكساء والتي نزلة فيهم اية المباهله. وهو من قال فيهم القران انما يريد الله ان يبعد عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا. وهو من قال فيه خير البشر حسين مني وانا من حسين. وهو سيد شباب اهل الجنه كما قال فيه خير البشر. وهو سيد الشهداء لو لاه لما وصلك الاسلام كما تعرفه. نحن لا نؤله سيد الشهداء ولاكن الله وضعه في هذه المرتبه العاليه. سلام على الحسين وعلى اصحاب الحسين
توضبح
حادثة كربلاء سنة 61 هجرية
هو بشر يا قوم .
متى نفيق يا قوم متى نعرف الصحيح من الباطل لماذا هذا الخلط لماذا نؤله الحسين فى أحاديثنا .هو بشر يصيب ويخطئ .وليس نبي ..نعم نحب الحسين لكن لا نجعله فوق البشرية .
السلام على الحسين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
عظم الله لكم الأجر يا سليل الهواشم
سلمت يمينك و أحرف يراعك يا أبن رسول الله ، وعظم الله لك الأجر في مصاب جدك الحسين عليه السلام
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة عليه سلام الله
آجركم الله
أَعظَّمَ الله اُجُورَنا واجوركم بِمُصابِنا بِالحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَإِيّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلامُ
.
سنة 61 هجرية
احسنت
كنت اود التصحيح للسيد لكنك سبقتني
عظم الله لكم الاجر
زائر
عظم الله لكم الأجر في هذا المصابه يا جريدة الوسط
شكراً لكم
الله ينتقم من كل الظالمين
سيد الشهداء
السلام عليك يا با عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
السلام على الحسين و على أصحاب الحسين
سلمت يداك سيد و عظم الله لكم الأجر في مصاب ابي عبدالله الحسين عليه السلام
لا يوم كيومك يا ابا عبد الله
عظم الله اجوركم بمصاب الحسين (ع) مأجورين جميعا ولعن الله قاتليه