العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ

العدالة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هناك عديد من الناس يتكلّمون عن العدالة، ويفرحون عندما يوصفون بها، وهناك قومٌ يرون بأنّهم عادلون وهم أبعد الناس عن ذلك. ولكن فئة المنافقين والمتمصلحين وعبدة الدينار تصفّق لهم وتضحك عليهم وتسلب مالهم، فما هي العدالة التي ننشدها؟ وما آثارها لو وُجدت بيننا؟

العدالة هي مفهوم واسع جداً، وليست ممارسة فردية أو مجرد سياسة عامة. العدالة هي توجه واعٍ من المجتمع لغرض إضفاء الترابط عليه وتحقيق المساواة ورفع أية ظاهرة أو مفهوم يؤدي إلى انعدام ثقة الناس بمجتمعهم كمجموعة مميزة ضمن إطار التمدن والحضارة.

وللأسف هناك مجموعةٌ من النّاس أو الوزراء أو الوجهاء أو المسئولين بشكل عام، يطبّقون العدالة بحسب أهوائهم، فما يرونه مناسباً لتوجّهاتهم فهذه هي العدالة، وما يرونه يشكّل ضرراً عليهم فإنّ عدالتهم تكون ضدّه!

وبين العدالة والظلم وُجد الدعاء، فيكفي أن يقوم عبد بالتوجّه إلى الله من دون واسطات ولا محسوبيات، ويدعو على من ظلمه، فإنّ العدالة ستتحقّق في يوم ما، ليس بالضرورة اليوم أو غداً، ولكن سيرى العدالة الإلهية متّجهة صوبه، وسيكتفي بعدالة السماء التي هي فوق عدالة أهل الأرض!

قيل بأنّ عمى العيون أسهل بكثير من عمى القلوب، فعمى القلوب يؤدّي إلى الظلم مع من لا تتّفق معه من دون تأنيب ضمير؛ وعمى القلوب يزيد من التكبّر والتغطرس الذي يؤدي إلى هلاك أحدهم في الدنيا قبل الآخرة؛ وعمى القلوب نتيجة انعدام العدالة وترجيح الظلم على أوجّه!

شروط العدالة هي الاعتذار وإرجاع الحقوق، أياً كانت، ومن شروطها إبعاد كل منافق ومتمصلح، والالتفاف على أهل الخير الناصحين في الضرّاء قبل السرّاء، فهم الذين يقوّمونك ويساعدونك في المحن، أما المتمصلحون فهم أوّل ناسٍ سيتبرّأون منك عندما تسقط!

وللعدالة آثار كثيرة، أهمّها الاستقرار والأمن والأمان سواءً على المستوى الذاتي أو الجماعي أو المجتمعي، وبها تعلو الأمم ومن دونها تخفق وتولّي، ولكن العدالة تصعب على بعضهم، فتأخذهم العزّة بالإثم، ويصبحون مجرّد «طين» في أيادي فئات خبيثة تعمل على تحطيمهم.

إن كنت تستطيع تعديل وضعك وإرجاع حق من اغصبته فانهض وأدّي واجبك، فهناك وقت قصير لا تضيّعه في الاستماع إلى من لا ينوي الخير لك، وإن كانت تأخذك العزّة بالإثم فابقَ على ما أنت عليه، حتى تسلبك أغلى ما عندك، والرسالة واضحة. وها نحن في شهر محرّم الحرام، ويعز علينا ولا نبغي إلاّ الاصلاح والصلاح والخير للجميع.

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات، وانشغلتم بمحاربة «الارهاب» وسحب الجنسيات من المواطنين؟

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة)، ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الإسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:18 ص

      بالعلم والمعرف ترقى الناس لا بالتجاره ولا بالرقيه

      المجرد والمجردات ويقال نسي أمير من الأمراء توقيعه على ورقه يعني ما أخذه معه الى قبره! بينما من الناس من يحبوا أن يمدحوا بما ليس فيهم ويفوشرون أو يدعون بالدعايه والإعلان أن فيه كذا لكنهم معيوبون ويعيبون. وهذا كما يقال عيب فيهم فيعيبون على الناس والعيب يهم! وما لا ريب في أنهم لكي يظهروا أنهم احسن من الناس. فهنا يقال فضل الله المجاهدين بالعلم كما رفعهم درجات. فمنهم الحكيم ومنهم العالم ومنهم الراسخون في العلم لكن ويش قال جحا؟

    • زائر 6 | 5:32 ص

      بارك الله فيك يا بنت الحد

      نعم نصبر على بلائه فيوفينا اجور الصابرين ، نعم العدالة عدالة السماء

    • زائر 5 | 3:19 ص

      العدالة موجوده في القلوب المؤمنة

      عظم الله اجرك بمصاب الامام الحسين عليه السلام امام المسلمين جمعاء العدالة يااختي المحترمة هي عدالة السماء التي بدعوة المؤمن علئ الظالم تتحقق ولكانت بعد حين

    • زائر 4 | 1:55 ص

      اذا كان عليت القوم

      كما المثل أذا كان رب البيت بالدف .....

    • زائر 3 | 12:26 ص

      اها

      هناك من سيختلف معك كثيرا .. هناك من سيلجأ لميت قبل 1400 سنه لينصره وهناك من سيلجأ الى رب العباد .. ترى هذي النقطه محسوبه عليك هههه

    • زائر 10 زائر 3 | 7:34 ص

      اذكرك بقول الله فقط

      ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون
      اخي الكريم ترى من هم هؤلاء الذين تحدث القران عنهم ووصفهم بهذه الصفة؟فانا عندما الجا الى الميت قبل 1400 سنة على قولتك واجعله واسطة لي عند الله هذا ليس حرام فالعوام احيانا تحجبهم ذنوبهم عن مشاهدة الحق تعالى لذلك يلجئون الى من قتلو في سبيل الله ستقول بان ليس بين العبد وربه حجاب بلا هناك حجاب بين العبد وربه وهي الذنوب كما اشرت فانا عن نفسي تبت الى الله 6 مرات تقريبا وبعدها اعود الى الذنب وان كان غير الذنب الذي تبت منه

    • زائر 11 زائر 3 | 10:18 ص

      رد على زائر 10

      اذكرك بقوله تعالى(وقل استغروا ربكم انه غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا) أخي كان السابقون يعبدون الله فلما توفي انبياؤهم زين الشيطان لهم ان عظموا قبورهم أو ابنوا لهم تماثيل لتقربكم الى لله فلما بنوا الاصنام عظموها وعبدوها فظلوا وأشركوا . وأما استدلالك بالآيه الكريمه . ففيها  بيان لمنزلة المجاهد الذي يقتل في سبيل الله وأعلم بأن الله هو الذي يحاسب عباده فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والآيات في ذلك كثيره . ويوم القيامة كل الانبياء يقولون نفسي نفسي الا نبينا محمد يقول امتي امتي .هدانا الله وإياك

    • زائر 12 زائر 3 | 10:18 ص

      رد على زائر 10

      اذكرك بقوله تعالى(وقل استغفروا ربكم انه غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا) أخي كان السابقون يعبدون الله فلما توفي انبياؤهم زين الشيطان لهم ان عظموا قبورهم أو ابنوا لهم تماثيل لتقربكم الى لله فلما بنوا الاصنام عظموها وعبدوها فظلوا وأشركوا . وأما استدلالك بالآيه الكريمه . ففيها  بيان لمنزلة المجاهد الذي يقتل في سبيل الله وأعلم بأن الله هو الذي يحاسب عباده فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والآيات في ذلك كثيره . ويوم القيامة كل الانبياء يقولون نفسي نفسي الا نبينا محمد يقول امتي امتي .هدانا الله وإياك

    • زائر 1 | 9:35 م

      عدالة الامام علي

      باعتراف الامم المتحدة ان الامام علي عليه السلام هو رمز العداله في العالم . فلو سار العالم على نهج الامام علي لما وصل بنا الامر الى ما وصلنا اليه من نهب وسرقه وعدم الانصاف في توزيع الثروات

اقرأ ايضاً