العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ

المآتم النسائية... فعاليات متنوعة وحضور لافت في موسم عاشوراء

تكاد لا تخلو قرية أو مدينة في البحرين من مأتم للرجال وآخر للنساء، لإحياء المراسم الحسينية، فالحسين مدرسة ينهل من علمها الجميع، فلذا وددنا تسليط الضوء على المآتم الحسينية النسائية لنرى كيف هو استعدادها لإحياء هذه الشعائر، وما مدى إقبال ورضا النساء عليها؟ وهل مازالت كما يقال مآتم الرجال هي الأفضل؟ التقينا ببعض الخطيبات الحسينيات وبعض النساء من مرتادي المآتم لنتعرف منهم على إجابات لاستفساراتنا.

النساء يسعين لأفضلية الخطابة في أي مأتمٍ كان

تؤكد الخطيبة أم ميثم، ان الاستعداد يكون من الجانب الروحي والنفسي أولاً، وذلك بإعداد برنامج حسيني لهذه الأيام، فالحسين مدرسة لابد أن نتخرج منها خلال عشرة أيام، فلذا ستكون الدراسة مكثفة لننجح في توصيل رسالتنا من ناحية فقهية وعقائدية وثقافية على الوجه الصحيح، فنبدأ ببعض المحاضرات التي تزرع في نفوس النساء حب الحضور إلى المأتم، ومن ثم نتدرج في المحاضرات التي تتنوع كل يوم بحسب طبيعة المصيبة، أما الإقبال ولله الحمد لا يتسع له المأتم أحيانًا، وأما بالنسبة للعبارة التي مضمونها مآتم الرجال الأفضل، فهذا لا ينطبق على كل المآتم بل يعتمد على نوع الخطيب والخطيبة، فبعض الخطيبات أفضل بكثير من بعض الخطباء فالأفضلية إلى الأعلمية، ومن يستطيع إيصال رسالته فالحسين بالعِبْرَة والعَبْرة فإن سقطت الدمعة واستفاد المستمع، إذًا أنت خطيب ناجح وأنتِ خطيبة ناجحة، وحينها ستكون العبارة الأصح «سأذهب للمأتم الذي لديه الخطيب أو الخطيبة الأفضل» وليس مآتم الرجال تحديدًا.

ليس عيبًا أن نرتاد أي مأتم بل الأهم حضور المآتم

وقالت الخطيبة أم يوسف، «ككل عام نبدأ استعداداتنا لاستقبال موسم عاشوراء باستبدال كسوة المأتم من البياض والألوان إلى السواد المخطوط بالتلبيات الحسينية والآيات القرآنية، كما نستعد بتوفير مستلزمات المأتم بدءًا من المحارم الورقية وانتهاء بالوجبات لتكريم الضيوف، أما بالنسبة لهذا الشهر فلا داعي للسؤال عن حجم الإقبال فالمأتم يضجُ بالنساء وخاصة في القراءات المسائية».

وبسؤالها، ما رأيكِ بالعبارة السائدة على ألسن النساء «سأذهب لمآتم الرجال فهي أفضل من النساء»، فتقول: «كل يبحث عما يرضيه، فأبواب الحسين شتى، وكل أحد يتخير ما يريد، ليس مهمًا أين سأذهب بل الأهم اني أذهب للمأتم ولا أترك هذه الأيام تفوتني، وبحد ذاتها العبارة هذه تقال عند الفتيات الصغيرات أو نستطيع القول عند الجامعيات والمثقفات أكثر فهن يسعين إلى المحاضرات التي يقولها الخطيب والتي عادة ما تفتقدها المآتم النسائية».

المآتم النسائية تفتقر للمحاضرات

وتقول الخطيبة أم بشاير، إنها تستعد لإحياء مراسم عاشوراء ولكن ليس للعشرة الأولى من الشهر كبقية المآتم، بل إنها تعيد إحياء عاشوراء بعد هذه الأيام، كونها ترى أن مآتم شتى في هذه الأيام ستكون مفتوحة، ولكن بعد هذه الأيام تخف أصوات المآتم، وقالت: «هذا شهر الحسين علينا أن نحيي واقعته في كل حين فكل يوم عاشوراء، ولكن تجد أن الإقبال على المأتم يكون نسبته أقل من هذه الأيام»، وأكدت أن حضور النساء لمآتم الرجال وحتى إن جلسن في الشارع في هذه الأيام كونهن يردن السماع للمحاضرات الدينية والثقافية والاجتماعية التي تفتقر لها بعض المآتم النسائية.

نقص الحوزويات نقطة ضعف المآتم النسائية

وبوجهة نظر الدارسة الحوزوية أم فدك، ان «الفعاليات النسائية لهذه الأيام جيدة إلى حد ما، ولكنها تحتاج إلى تطوير، فالأبيات الحسينية تحتاج إلى تجديد، فما نراه في المآتم النسائية هو تكرار هذه القصائد في كل عام من جميع النواحي، وإن قلنا ان الأفضلية لمآتم الرجال هذا شيء لا ينكر، فهناك نجد التنويع وهناك نجد المحاضرات الحسينية والثقافية والاجتماعية المختلفة، والتطرق لكل المواضيع التي يستفيد منها المستمع من ناحية الدين والدنيا وهذا ما نبحث عنه في القصد للمآتم الحسينية، فالحسين ضحى بنفسه من أجل إحياء الدين، فلابد لنا أن نوصل رسالته على الوجه الصحيح، لذا نجد بعض المآتم النسائية الحالية تسعى للتطوير وتأتي بالمحاضرات ونجد ان الاقبال عليها أخذ يتكاثر، ولكن رغم هذا نجد ان نقطة الضعف في هذه المآتم ان القائمة على المأتم في أكثر الأحيان تكون ليست دارسة، وليس لديها شهادات، بل تكون وريثة للمأتم، أو قارئة قديمة، فقليل جدًا نجد القائمين على المأتم من الحوزويات أو المثقفات وهذا يحد قليلا من ناحية التطوير».

الإطالة خطأ تقع فيه المآتم النسائية

وترى أن بعض «المآتم النسائية أصبحت ببرامجها المطروحة هذا العام تقارب الرجال في المستوى، فبعض المآتم طرحت برامج عقائدية وأخلاقية وفقهية واجتماعية، أي جمعت بين أهم الأمور الحياتية والدينية، بالإضافة للأسلوب الجيد في الخطابة، واختيار القصائد والأبيات الحسينية المؤثرة بصوت القارئة الشجي، وبالإضافة لهذا تعمل بعض المآتم والجمعيات على عمل المسرحيات الحسينية المؤثرة التي تترك طابعًا حزيناً وتمثل واقعة الطف صوتًا وصورة وهذه نقاط ايجابية جدًا، لكن لا أنكر ان العيب في المآتم النسائية هو طول الوقت، فالرجال يتقيدون بساعة كاملة أما النساء فالوقت مفتوح فتكون النتيجة إطالة مبالغ فيها».

التجديد يحتاج إلى أيدٍ شبابية

وتقول أم علاء، إن «المآتم النسائية نجدها حاليًا تحاول أن تستعد بشكل جيد فهناك من يضع بعض التماثيل وهناك من يقوم ببعض المسرحيات، وكل يسعى لتطوير مأتمه بحسب ما يجده مناسبًا، أما بعض المآتم الأخرى فمازالت كما هي ينقصها التطوير، فالقارئات الكبيرات في السن يتزمتن في آرائهن ويجدن أنهن على الصواب كونهن ذوات خبرة، نحن لا ننكر الخبرة في هذا المجال ولكن التجديد يحتاج لأيد شبابية جديدة تطرح فكرا جديدا وآراء جديدة يجب أن يتقبلها الكبار».

المجالس الحسينية النسائية تسعى للتطوير

وتضيف زينب أن الاستعدادات في المآتم النسائية باتت تجري مبكرا للتحضير لموسم عاشوراء فقد تنوعت طرق المحاضرات والخطيبات في التعامل مع المواضيع المطروحة فيها بحسب الحداثة كما أصبحت هناك الكثير من الاضافات الجديدة التي أدخلت على المجالس الحسينية كشاشات العرض لطرح المشاهد التمثيلية وغيرها وهي تابعة لتطور الزمن ووسائله فلا يمكن مخاطبة الأجيال الحديثة بنفس الوسائل القديمة ولكن مازالت هناك فئة من النساء يفضلن مآتم الرجال وذلك بسبب الكيفية التي يطرح فيها الخطيب المحاضرة وقصر مدة الطرح، فالمآتم النساء تعتمد على أكثر من قارئة فتطول المدة وتفتقر بعض المجالس للمحاضرات التوعوية وتكتفي بالرثاء الحسيني.

المآتم النسائية تحقق غايتها

وترى فاطمة أن المآتم النسائية اليوم مستواها جيد، فهي تنوع في تقديمها بين المحاضرات والرثاء الحسيني فبالتالي تحقق العبرة والعبرة وهذا ما نسعى له حينما نرتاد المآتم، ونجد في المآتم النسائية كل عام التطوير من ناحية العطاء الحسيني، رغم انها لم تصل إلى الآن لمستوى الخطيب في مآتم الرجال كون عادة الرجل الخطيب يكون دارسًا أما المرأة فتنقصها الدراسة وينقصها العلم، فلذلك تكون أقل مستوى ولكن الأهم هو الدمعة على الحسين (ع)، والتأثر النفسي بواقعة الطف يكون موجودًا في هذه المآتم».

نتمنى أن تكون المآتم الرجالية قدوة للنسائية

تجد أم عبدالله ان المآتم الحسينية النسائية لا تستعد بالشكل المناسب لاستقبال عاشوراء، فالمراسم الحسينية ليست بتثبيت السواد وبتجهيز المآتم من الناحية المادية، بل إن المآتم الحسينية تحتاج إلى الخطيبات الحسينيات اللاتي يمتلكن الأسلوب الشيق، والقراءة الحسينية المؤثرة، ومن يمتلكن الكاريزما المناسبة للخطابة، فنحن نريد من المآتم الحسينية الاستفادة العلمية والثقافية والدينية، فالحسين مدرسة نريد أن ننهل من عطائها من خلال هذه المآتم، وهذا ما تسعى من أجله المآتم النسائية بجلبها لبعض المحاضِرات ليثرين المجلس الحسيني، ولكن وللأسف حتى انتقاء الخطيبات أحيانًا يكون خاطئا فالمواضيع التي تطرح أحيانًا ليست جيدة، والإلقاء المتبع يجلب مع الأسف الشديد النعاس والملل أحيانًا وهذا ما لا نرضاه أن يكون في هذه المجالس لذا نسعى نحن لمجالس الرجال فوجود فن الخطابة المناسب والمحاضرات العلمية القيمة والرثاء الحسيني مؤثر في النفس والذي يجعلنا نشعر بعظمة هذه المصيبة فنتمنى أن تتخذ المآتم النسائية من المآتم الرجالية قدوة لها».

العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:49 ص

      مقال ممتاز

      مقال رائع ، و أسلوب أروع، تحية تقدير واحترام لكل الخطباء والخطيبات في هذا الشهر،، والعبرة في الاستفادة سواء في مأتم الرجال أم النساء ،،

اقرأ ايضاً