قال استشاري السكر والغدد الصماء حسين طه إن نسبة انتشار مرض السكر في البحرين تقدر بـ 15 في المئة، في حين تحتل البحرين المرتبة الخامسة خليجيّاً في نسبة انتشار السكر النوع الثاني والتاسعة عالميّاً في الإصابة.
وذكر طه في حديث إلى «الوسط» أن نسبة انتشار السكر سنويّاً بحسب آخر إحصائية بلغت 15 في المئة، مشيراً إلى أن عدد المصابين بالسكر عالميّاً بلغ 256 مليوناً العام 2007، وفي حين كان التوقع أن يبلغ العدد بحلول العام 2025 ما يقارب 380 مليوناً، فقد سجل العام 2012 عدد 300 مليون مصاب، مشدداً على أن عدد المصابين بدأ يتضاعف خلال السنوات الأخيرة، ما يشكل خطراً على المجتمع وعلى المصابين به.
النوع الثاني الأكثر انتشاراً
ولفت طه إلى أن النوع الثاني هو الأكثر انتشاراً بين المصابين بمرض السكري، وهو يعتمد على نمط حياة المصاب وعلى الجانب الوراثي، إذ إنه في حال إصابة أحد الوالدين بالسكر من النوع الثاني فإن نسبة إصابة الأطفال في المستقبل تكون 50 في المئة، إلى جانب أنه في حالة إصابة احد التوائم في المستقبل بالسكر فإن نسبة إصابة التوأم الثاني 50 في المئة.
وأوضح أنه في حال كانت الأم مصابة بالسكري النوع الأول فإن نسبة إصابة أولادها في المستقبل تكون أقل من 3 في المئة، بينما ترتفع النسبة في حال كان الأب مصاباً بالسكري النوع الأول، حيث تكون نسبة إصابة الأبناء في المستقبل 5 في المئة.
وقال: «إن مرض السكر هو خلل في عملية الأيض ينتج عنه ارتفاع في سكر الدم نتيجة قصور في إفراز الأنسولين أو عمل الأنسولين، ما يؤدي إلى خلل في عمليات الأيض للسكريات وهي الكربوهيدرات والدهون والبروتينات».
أعراض الإصابة
وعن أعراض الإصابة بالمرض ذكر طه «هي الإحساس بالعطش وكثرة التبول، إلى جانب كثرة الإصابة بالتهابات المسالك البولية والتناسلية لدى النساء، لذا في حال كثرة الإصابة بالالتهابات لابد من فحص نسبة السكر».
وقال: «إن النوع الأول من السكر تعتبر نسبة الإصابة به طفرة ناتجة عن أمراض المناعة الذاتية، وعلاج المرض يكون بالأنسولين للحرص على أن يبقى المريض حيّاً، إضافة إلى ضبط الأنسولين»
وتابع أن «أسباب الإصابة بالنوع الثاني من السكر وهو الأكثر شيوعاً لدى البالغين تعود إلى الوراثة والسمنة المفرطة نتيجة العادات الغذائية السيئة وكثرة تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات، إضافة إلى فرط الحركة».
ورأى أن هذه الأسباب من أهم أسباب الإصابة بالسكري النوع الثاني، وقد تكون هناك حالات سببها أورام أو التهابات البنكرياس، إلا أن هذه الحالات نادرة، وعلاج المرض يكون باتباع الحمية الغذائية، وتناول بعض الأدوية، ويتم اللجوء إلى الأنسولين في بعض الحالات، لضبط الأنسولين فقط وليس للبقاء حيّاً، كما في النوع الأول».
وأكد طه أهمية التشخيص المبكر للكشف عن الإصابة بالسكر من عدمه، مبيناً أنه في حال كانت نسبة السكر في الدم أكثر من 7 مليمول وعلى قراءتين متتاليتين وعلى فترات متباعدة ولم يكن الشخص متبعاً حمية غذائية تكون في هذه الحالة إصابة بالسكر، مشيراً إلى أن التشخيص الثاني هو مرحلة ما قبل السكر والتي تكون فيها نسبة السكر أكثر من 5.6 وأقل من 7 مليمول، مبيناً أن هذا التشخيص ضروري لمعرفة الأعراض الجانبية والتي تبدأ من مرحلة ما قبل السكر وتتمثل في أمراض القلب والشرايين.
ولفت طه إلى أن مريض السكر لا يكترث بنفسه، لذا لابد من تشخيصه في حال كان يعاني من مشاكل في القلب، مبيناً أنه لابد من معالجة هذه المرحلة عبر اتباع الحمية الغذائية والرياضة المكثفة لمدة 30 دقيقة لمدة 3 أو أربعة أيام في الأسبوع.
وفي سياق متصل، ذكر طه أن البحرين مازالت تبتر القدم السكري، بينما تعدت بعض الدول هذه المرحلة فلا بتر للقدم السكري في مجتمعاتها، لكنه أشار إلى أن نسبة البتر عالميّاً تصل إلى بتر قدم السكرية في كل 30 ثانية، كما يموت في كل 10 ثوان مصابين بالسكر عالميّاً.
وأوضح طه أن مجمع السلمانية الطبي مازال يستقبل حالات تعاني من تقرحات القدم السكري، مبيناً أن هناك حالات تم بتر القدم فيها نتيجة الغرغرينا الرطبة، لافتاً إلى أن عدد المصابين بالسكر يفوق عدد الأطباء المتخصصين.
أسباب بتر القدم السكرية
إلى ذلك، قال استشاري السكر والغدد الصماء حسين طه إن أسباب بتر القدم السكرية يعود إلى ارتفاع السكر في الدم لفترات طويلة ما يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية وتأثر الأعصاب في القدم الأمر الذي يؤدي إلى عدم الشعور بالألم أو الحرارة والبرودة.
وبين أن في بعض الحالات يفقد المريض الشعور بقدمه ففي حالات عديدة يصاب المريض بجروح في القدم من دون أن يشعر بها، لذلك ينصح الأطباء بفحص القدم بشكل يومي للتأكد من خلوها من الجروج، إذ إنه في حال حدوث جرح وعدم الالتفات إليه قد يؤدي إلى تلوث الجرح وقد يؤدي إلى حدوث غرغرينا، منوهاً إلى أنه في هذه الحالة يلجأ الأطباء إلى بتر العضو المصاب تجنباً لحدوث الوفاة، موضحاً أنه في حال قصور نقص التغذية ووصول الأكسجين في القدم يموت طرف من القدم ويطلق على ذلك مسمى «الغرغرينا الجافة».
الوقاية من المرض
ونوه الاستشاري طه إلى أنه يمكن تجنب حدوث السكري ومضاعفاته عن طريق الالتزام بالحمية الغذائية وتغيير نمط الحياة ليكون أكثر إيجابية، مبيناً أنه يمكن تجنب حدوث القدم السكرية عن طريق المتابعة المستمرة واتباع الحمية الغذائية والإرشادات الطبية وأخذ العلاجات الموصوفة من قبِل الطبيب المعالج، مع المحافظة على حضور مواعيد المعالجة واتباع إرشادات تفقد القدم.
وأكد طه أن مرض السكر النوع الثاني يعتبر وباء غير معد يحتاج إلى خطة وطنية، موضحاً أنه لابد الاهتمام بمرض السكر، على أن تقوم مملكة البحرين ممثلة بوزارتي الصحة والتربية والتعليم بتوعوية المجتمع وتوعية جيل المستقبل بأهمية اتباع نظام غذائي صحي والقيام بحملات توعوية مستمرة.
العدد 4086 - الأربعاء 13 نوفمبر 2013م الموافق 09 محرم 1435هـ
القدم السكرية
مدونى بكل ما يتعلق بالقدم السكرية امد الله فى عمركم
هلا يا ابن الجاويد
شكرا دكتور على هذا الموضوع امهم جدا
منور دكتور حسين
منور دكتور حسين