تتسبب التخفيضات الكبيرة في المساعدات الغذائية للفقراء في الولايات المتحدة - والتي تضر بعشرات الملايين من المواطنين الذين يعيشون على هذه المعونة - في ارتفاع الطلب على الجمعيات الخيرية وبنوك الطعام، وهي التي تعمل بالفعل فوق طاقتها.

فيبلغ عدد المواطنين الأميركيين الذين يعتمدون حاليّاً على المساعدات الغذائية الحكومية ما يقرب من 50 مليون فرد يعتبرون الضحية الأكبر للانخفاض الكبير في المساعدة التي تقدمها الدولة والذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من أول شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

ووفقاً للإحصاءات الأخيرة، تعتمد نحو 14 في المئة من الأسر في الولايات المتحدة في الوقت الراهن على المساعدات الغذائية، وهي المعروفة باسم قسائم الطعام أو برنامج مساعدة التغذية التكميلية بحسب التسمية الرسمية.

وتأتي هذه التخفيضات في وقت صعب بالفعل بالنسبة إلى الملايين من المواطنين الأميركيين، وكثير منهم لا يزالون يناضلون من أجل التعافي من الأزمة الاقتصادية.

في هذا الصدد، تساءل ايرلي إلدريدج - المتطوع في بنك الطعام التابع إلى كنيسة القديس أنتوني الكاثوليكية في واشنطن - «كيف يذهب الناس إلى إطعام عائلاتهم؟». وقال لوكالة «إنتر بريس سيرفس»: «نحن نتحول الآن إلى بلد حيث تقلص الحكومة أشياء أساسية مثل الغذاء... ولا نعرف كيف سيستطيع الناس البقاء على قيد الحياة».

هذا وتأتي التخفيضات المقررة كجزء من قانون إعادة الاستثمار الأميركي لإنعاش الاقتصاد للعام 2009 - والمعروف باسم «حزمة الحوافز»- الهادف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، بما في ذلك التوسع المؤقت لبرنامج قسائم الطعام.

ومنذ ذلك الحين، خصص هذا القانون أكثر من 45 مليار دولار لتمويل المساعدات الغذائية، وذلك حتى أول نوفمبر الجاري عندما انتهى سريان الأحكام ذات الصلة.

وعلاوة على ذلك، وفي حين تعني التخفيضات تقليص خمسة مليارات دولار من مخصصات برنامج قسائم الطعام، تجرى حاليا مناقشة تشريع في الكونغرس يمكن أن يقضي بخفض إضافي قدره 40 مليار دولار من موازنة هذا البرنامج، على مدى الأعوام العشرة المقبلة.

في هذا الشأن، تفيد إحصائيات وزارة الزراعة الأميركية، بارتفاع الطلب على قسائم الطعام في 37 ولاية في الفترة ما بين 2012 و2013، بل حتى في تلك الولايات حيث لم يرتفع الطلب في العام الماضي، ولا يزال مجموع الأسر التي تعتمد على قسائم الطعام مرتفعا.

رامي سرور

«وكالة إنتر بريس سيرفس»